حين تطرق الشهرة بابك، حكاية 3 فيديوهات حققت مشاهدات مليونية في أيام قليلة
لم تكن تتوقع إيمان الإمام أن يصل عدد مشاهدات الحلقة الأخيرة من برنامجها المرئي “الاسبتالية” إلى أكثر من مليون مشاهدة خلال أيام قليلة من نشره، فالصفحة الفيسبوكية التي تنشر عبرها الفيديوهات لم يكن في عداد معجبيها سوى 30 ألف مشترك أو أكثر بقليل، لقد بدأت انتاج حلقات هذا البرنامج التثقيفي منذ 10 أشهر فقط، لكنها الشبكات الاجتماعية كما تعلم، إنه الانتشار الفيروسي الغير متوقع لبعض المحتوى الرقمي، وخاصة المحتوى المرئي في اليوتيوب والفيسبوك بشكل خاص.
أما بسنت نور، فقد قررت في أحد أيام العمل المتعبة، أن تصور نفسها أمام قلعة قايتباي في الإسكندرية وهي تتحدث عن معلومة سريعة متعلقة المكان -كونها تعمل في الإرشاد السياحي-، مجرد فيديو من دقيقة واحدة فقط، نشرته في صفحتها لتشارك به أقاربها وأصدقائها (حسب تصريحها في إحدى القنوات)، لكنه حقق تفاعلاً غير متوقعاً، فقررت انشاء صفحة في الفيسبوك، ثم صورت بعض الفيديوهات القصيرة المتعلقة بالآثار المصرية، وعندما صورت فيديو قصير داخل المتحف المصري وهي تتحدث عن قصة حب حدثت قبل 4500 سنة، كان القدر على موعدٍ معها لتحقيق أكبر انتشار لفيديوهاتها، فقد حقق الفيديو مليون مشاهدة في أيام معدودة.
الشهرة لك والفائدة لغيرك
قد يبتسم لك الحظ وينال أحد فيديوهاتك شهرة واسعة، لكن قد يستفيد من شهرتك تلك أشخاص آخرون، بل ربما اشتهرت صورتك بدون أن يعرف الناس إسمك أو أي طريقة للتواصل بك، هذا ما حصل لعمر عبدالرحيم؛ مدرس اللغة الانجليزية الذي يتميز بروح الدعابة، فهو ينتج فيديوهات خفيفة الظل متعلقة باللغة الانجليزية عبر قناته في اليوتيوب وكذلك صفحته في الفيسبوك، قبل أربعة أشهر تقريباً، نشر فيديو يتحدث فيه عن الفرق في الاستخدام بين (in-on-at):
لم يحقق ذلك الفيديو مشاهدات تذكر في الأشهر التالية كما هو واضح من الإحصائيات في الإسفل، ذلك لأن القناة في الأصل لم تكن معروفة ولم يكن في عداد مشتركيها إلا القليل، لكن طفرة حصلت بعد 3 أشهر، فلقد انتبه للفيديو أحد مشاهير الشبكات الاجتماعية ورفعه عبر حسابه، فتوالت الـ”رفعات” -إن صفح التعبير- عبر حسابات أخرى متخصصة في اللغة الانجليزية في إنستقرام مثل حساب English4ar
كانت التعليقات والإعجابات تتوالى على ذلك الفيديو المميز المنشور في الصفحات والحسابات الأخرى، الجميع يسأل من هو ذلك الشخص، أين صفحته أو قناته، انتشر الفيديو أكثر وأكثر وصاحب الأمر لا زال مجهولاً، إلى أن قامت قناة العربية بالتواصل مع الأخ عمر وأجرت معه مقابلة سريعة عبر برنامج تواصلكم، ثم انتشر اسمه وعرف الناس مكانه خلال الأيام التالية، فبدأت قناته بالانتشار وصفحته في الفيسبوك بالتوسع.
حين تطرق الشهرة بابك، كن مستعداً
كتبت سابقاً عن المقالة التي قرأها 30 مليون شخص ونقلت صاحبتها من كاتبة تعمل مقابل 15 دولار لكل مقالة، إلى رائدة أعمال يفوق دخلها السنوي المليون دولار، لقد كتبت تلك المرأة مقالة ونشرتها في موقع Lifehack ، فحققت تلك المقالة انتشاراً فيروسياً عبر الشبكات الاجتماعية، لم تكن تتوقع ذلك الانتشار أبداً، لكنها استغلت تلك الفرصة التي قد لا تأتي إلا في العمر مرة.
كان عليها أن تتواصل مع الكثير من مشاهير الشبكات الاجتماعية الذين نشروا وشاركوا مقالتها، كي تدلهم على صفحتها التي لم يكن يعرفها أحد، فالناس قد عرفوا المحتوى لكنهم لم يعرفوا كيف طريق منشئ المحتوى، كما حدث مع الأخ عمر عبدالرحيم، لكنها ناضلت ولم يهدأ لها بال حتى ربطت تلك المقالة بكيانها الرقمي الذي بدأت من خلاله بتلقي دعوات الكتابة والإلقاء والعروض الأخرى.
إن أهم استعداد لتلك الشهرة التي قد تطرق الباب بشكل مفاجئ لكل من ينشئ وينشر المحتوى الرقمي، هي أن يكون المصدر بارزاً في الفيديو (في حالة كان المحتوى الرقمي هو محتوىً مرئياً)، أن يكون عنوان الموقع أو الصفحة واضحاً في الفيديو، فإذا ما انتشر في غير مكانه ونسخه الناس وتناقلوه، كان العنوان واضحاً لكل من يريد الوصول للمصدر.
ماذا بعد الشهرة
قد يستمر صانع المحتوى الرقمي بنشر الفيديوهات أو الأنواع الأخرى من المحتوى مرات ومرات، قد لا يجد سوى بضعة مئات أو آلاف من المتابعين والمشاهدين، لكن قد تأتي تلك الفرصة التي ينتشر فيها فيديو من فيديوهات كالنار في الحطب، فتحقق صفحته أو قناته انتشاراً واسعاً وتحصل على أعداد كبيرة من المشتركين والمتابعين، وحينها تبدأ مرحلة الإنتاج الجاد.
لقد أصبح هنالك جمهور ينتظر المزيد، ذلك الجمهور هو أكبر دافع للشخص بأن يستمر في نشر المحتوى المفيد والنافع، فالعقبة الكبيرة لكل صانع محتوى في بداية طريقه هو عدم وجود أحد، فهو يبدأ بقناة خالية من المتابعين، أو صفحة فيسبوكية ليس فيها إلا أصدقاؤه المقربين، لكن عندما يصبح هنالك عشرات أو مئات الآلاف ممن ينتظرون جديده، سيكون الدافع كبيراً للاستمرار والإبداع.