تويتر وتأخّرها في سرقة ميّزة الحكايات من سناب شات
لم تترك شبكة فيسبوك الاجتماعية أي تطبيق من تطبيقاتها إلا وأضافت إليه خاصيّة الحكايات Stories المأخوذة بالأساس من تطبيق سناب شات؛ فالميّزة موجودة الآن في انستجرام، وواتساب، إضافة إلى مسنجر، وتطبيق فيسبوك الرسمي، وهو تحدّي واضح وصريح من زوكربيرغ للقائمين على تطبيق سناب شات.
وبعيدًا عن مُنتجات زوكربيرغ، أقدم القائمون على تطبيق Path على نفس الخطوة وأضافوا بدورهم خاصيّة الحكايات كذلك، لتتحول من ميّزة ثانوية إلى صيحة تقنية يتّبعها الجميع وكأنها سجل الأخبار News Feed الموجود في جميع الشبكات الاجتماعية.
لكن شبكة تويتر وحتى هذه اللحظة ما زالت تتعفّف وتلعب دور الشخص الناضج الذي لا ينجرف خلف الصيحات المبنية على أساس خاطئ، ولهذا السبب لم نرى خاصيّة الحكايات على الرغم من إمكانية لعبها لدور المُنقذ بشكل أو بآخر.
تُعاني شبكة تويتر الكثير من المشاكل في الوقت الراهن، فالقيود المفروضة على المُشاركات التي يجب أن لا تزيد عن 140 حرف تُعتبر من أبرز الأمور التي تدفع الجميع للابتعاد عنها، إضافة إلى عدم وجود مُجتمع للعثور على الأصدقاء بسهولة، عكس فيسبوك التي برعت في تطوير أدوات لهذا الغرض.
لكن تويتر قدّمت للعالم في وقت سابق تطبيق فاين Vine الذي أعاد بدوره تعريف شكل الفيديو ومشاركته على الإنترنت، صحيح أن فترة الفيديو كانت محدودة ولا تزيد عن 6 ثواني في البداية، لكن هذا الأمر لم يظهر كعائق، بل كمُحفّز أدى إلى خروج الكثير من المواهب ووصولها للعالمية لتنتقل فيما بعد إلى يوتيوب لأنه المنصّة الأوسع للفيديو، وليس فيسبوك أو انستجرام.
هذا يدل على أن الفيديو أو مقاطع الفيديو بشكل خاص أمر هام بالنسبة للمُستخدم، لكن تويتر للأسف قتلت فاين دون عودة وحوّلته لتطبيق للتصوير فقط. إلا أن إتاحة الفرصة من جديد لمشاركة مقاطع الفيديو ضمن الحكايات من شأنه تحسين علاقة المُستخدمين الحاليين للشبكة على الأقل، فقولبة المُشاركة ضمن الحكايات أفضل بكثير من نشرها كمشاركة منفصلة، وهو أمر رُصد في فيسبوك حيث ازداد مُعدّل المشاركات ضمن الحكايات بسرعة كبيرة.
يُمكن لمُستخدمي تويتر مُشاركة تغريدة نصيّة فقط، أو يُمكن التقاط صورة وتسجيل فيديو، دون نسيان وجود إمكانية البث المُباشر، لكن وللمنافسة مع فيسبوك على الأقل يجب توفير ميّزة الحكايات لأن عدم وجودها يعني عزوف المزيد من المُستخدمين نحو واحد من تطبيقات زوكربيرغ لأن هذه الخاصيّة أصبحت ضرورة ولم تعد مُجرّد تنافس بين زوكربيرغ وإيفان سبيجل Evan Spiegel مؤسس تطبيق سناب شات.
صحيح أن تويتر لن ينجوا من كبوته كما هو ظاهر، لكن مثل هذه الفرص لا تأتي مرّتين ومن شأنها تسليط الضوء على تفضيلات المُستخدم الجديدة التي تبتعد كل البعد عن التغريدات النصيّة ذات الـ 140 حرف. فالصيحات التقنية تتغيّر، وتويتر منذ تأسيسها لم تتغيّر حتى الآن.