مقالات

واتس آب بحاجة للسير على خُطا تيليجرام للتهرّب من طلبات الحكومة البريطانية

بدأت الحكومة البريطانية إلقاء اللوم على التقنية وتطبيقات المحادثات الفورية بعد الهجمات الإرهابية التي تعرّضت لها العاصمة الإنكليزية لندن قبل أيام قليلة، حيث عُثر على هاتف مُنفّذ الهجوم وتبيّن استخدامه لتطبيق واتس آب WhatsApp قبل الهجوم بدقائق قليلة.

وزيرة الداخلية البريطانية خرجت بدورها على وسائل الإعلام مؤكدة أن تطبيقات المحادثات الفورية على غرار واتس آب توفّر غطاءً آمنًا لجميع الإرهابيين بسبب وجود نظام للحماية والتشفير يمنع أي جهة خارجية من الاطّلاع على الرسائل المُتبادلة.

وانطلاقًا من هذا، بدأ البعض مُطالبة الشركات التقنية دون استثناء بتوفير أبواب خلفية داخل أنظمة التشفير الخاصّة بهم لمواجهة مثل هذه الحالات، فوجود باب خلفي لفك التشفير من شأنه الكشف عن كواليس العمليات الإرهابية مثل التي حصلت مؤخرًا في لندن.

واتس آب

خيارات واتس آب في المرحلة الحالية محدودة، فالأمور قد تسير وكأن شيئًا لم يكن بعد أيام قليلة. أو من المُمكن أن تزداد الأصوات لزيادة الضغط على شركة فيسبوك المالكة للتطبيق من أجل التعاون مع الجهات الحكومية دون إثارة المشاكل.

القائمون على التطبيق أكّدوا بدورهم تعاونهم مع الجهات الحكومية في مثل هذه الحالات، لكن فك تشفير الرسائل ليس من ضمن الأمور التي يُمكن القيام بها -ظاهريًا مثلما يدّعون على الأقل-. هذا فتح بدوره الباب أمام تطوير نسخة خاصّة من التطبيق لبريطانيا فقط من أجل السمّاح للحكومة العودة بشكل قانوني إلى المُحادثات للكشف عن تفاصيل أي حادثة من هذا النوع، وهو أمر عارضه القائمون على واتس آب قائلين إن مثل هذه الأمور ليست من ضمن الخيارات التي تُقدّمها أو التي ستُقدّمها الشركة.

ولا يُعتبر واتس آب المُتّهم الوحيد في مُساعدة جهات إرهابية، فتطبيق تيليجرام تعرّض سابقًا لنفس الانتقادات بعدما تبيّن استخدامه من قبل إرهابيين نفّذوا هجومًا في فرنسا، وبالتالي بدأت الجهات الحكومية في الاتحاد الأوروبي بمطالبة القائمين عليه بتوفير أبواب خلفية، وهو أمر قوبل بالرفض بشكل قاطع لأن خصوصية المُستخدمين أهم من أي شيء آخر.

لكن وبداخل مكاتب تيليجرام بدأ المُهندسون بتطوير خوارزميات للحد من الحسابات التي تدعوا إلى الإرهاب، كما طُوّرت خوارزميات للكشف المُسبق عن مثل هذه الحوارات إن أُجريت، وهو ما سمح بإغلاق أكثر من 80 حساب بُعيد الأحداث بفترة قليلة، وهذا بدوره أسكت جميع المطالبين بتوفير أبواب خلفية. وهُنا يجب التنويه إلى أن تيليجرام وقتها كان لوحده تقريبًا، إذ لم يكن تشفير الرسائل بشكل كامل شائعًا حتى بداية 2016.

واتس آب بحاجة للقيام بنفس الخطوات الآن والحديث عن تطوير خوارزميات لهذا الغرض، وهو أمر يبرع به مارك زوكربيرغ فهو دائمًا ما يراوغ الحكومات ويتحدّث عن جهود فيسبوك وجميع ومُنتجاتها لتكون المكان الأمثل للجميع دون استثناء بعيدًا عن التطرّف وأية أمور غير مقبولة.

لو نجح زوكربيرغ في هذا الأمر سيوفّر على نفسه الكثير من الأخذ والرد، لأن أي شيء غير ذلك يعني أن تطبيق مسنجر سيتعرّض لنفس الضغوطات فيما بعد، ونفس الأمر بالنسبة لتطبيق انستجرام وخاصيّة الرسائل المُباشرة، لذا فالحديث عن وجود نوايا لمواجهة والإرهاب هو الأمر الوحيد الذي سيضمن عمل التطبيقات دون تضييق أبدًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى