ماذا لو توقّفت سامسونج عن دعم هواتف آيفون iPhone من آبل!
على الرغم من امتلاك شركة آبل لعائلة كبيرة من المُنتجات على غرار حواسبها المكتبية iMac، والمحمولة MacBook -بطرازاتها المُختلفة-، مُرورًا بالأجهزة الصغيرة هواتف آيفون iPhone، وأجهزة آيبود iPod الموسيقية، وأخيرًا حواسب آيباد iPad اللوحية، وسمّاعات AirPods، لكنها لا تملك ولا حتى مصنع واحد لإنتاج تلك الأجهزة، بل تعتمد بشكل أساسي على مجموعة كبيرة من الشركات.
ما يحدث في آبل هو وجود مُهندسين لتصميم التقنيات الجديدة وتطويرها ووضعها في دارات كهربائية كذلك، لتنتقل بعدها إلى المُختبرات، ومنها إلى طالبي القُرب، الشركات المُختلفة، الذين يعلمون مُسبقًا أن توقيع صفقة مع آبل يعني رفع أسهم شركاتهم إلى السماء.
بهذه العقلية نجح ستيف جوبز، ومن بعده تيم كوك، في الحفاظ على شركة آبل مع ضمان هامش ربح عالي دائمًا من مُعظم الأجهزة، لأن تطوير خطوط الإنتاج، وإدارة وحدات الإنتاج ليس من اختصاص أو من مسؤولية آبل أبدًا، عكس مُنافسيها على غرار سامسونج التي تُعتبر شركة رائدة في إنتاج الكهربائيات المُختلفة من الأجهزة المنزلية الكبيرة إلى أصغر بوابة إلكترونية موجودة على الدارات الكهربائية.
عند اجتماع آبل وسامسونج في مكان واحد، أول ما يتبادر إلى الأذهان هو الدعاوي القضائية العالقة بينهما، بعيدًا عن المُنافسة الشرسة في السوق، فتلك الدعاوي نتج عنها، وسينتج، مبالغ مالية ضخمة تصل إلى 500 مليون دولار أمريكي. لكن ما يجهله البعض هو أن سامسونج تُساهم في 25٪ حتى 40٪ من هواتف آيفون!
لو عدنا بالزمن قليلًا إلى هواتف آيفون 4 عام 2011 سنجد أن سامسونج ساهمت بـ 25٪ تقريبًا من تلك الأجهزة التي تُساهم حتى يومنا الحالي بـ 65٪ تقريبًا في عائدات آبل السنوية. شركة سامسونج كانت مسؤولة عن تصنيع ذواكر الوصول العشوائي -رام RAM- إلى جانب ذواكر التخزين من نوع فلاش، ومُعالجات تلك الأجهزة A4 أيضًا.
ولا تتوقف مُساهمات سامسونج في آيفون في جهاز عام 2011، بل قامت أيضًا بإنتاج مُعالجات آيفون 4 إس -A5-، ثم مُعالجات آيفون 5 -A6-، مع تزويد آبل أيضًا بالذواكر، لكن وبسبب الدعاوي القضائية حاولت الشركة الأمريكية تقليل الاعتماد على الشركة الكورية خوفًا من ردود أفعال غير محسوبة تقضي على هواتف آيفون بشكل أو بآخر.
وحافظت الشركتان على نفس العلاقة الاحترافية في هواتف آيفون 6 و6 بلس، فسامسونج وبحسب بعض التقارير ساهمت بـ 40٪ من المكونات الداخلية للهاتف بما في ذلك المُعالج الجديد A8، متبوعًا بـ A9 في آيفون 6 إس، و6 إس بلس، لكن هذه المرة بعد التعاون مع شركة TSMC في إنتاج جزء من المُعالجات، إذ لم ترغب آبل بوضع ثقلها على نقطة ارتكاز واحدة.
توقّف التعاون ما بين آبل وسامسونج في إنتاج المُعالجات فقط في آيفون 7، إذ كسبت TSMC ود آبل بشكل مُطلق، وهذا بسبب مشاكل بسيطة في مُعالجات A9 التي قامت سامسونج بإنتاجها والتي أدّت إلى ارتفاع طفيف في درجة حرارة الأجهزة.
أخيرًا، لا تنوي سامسونج، ولا حتى آبل، قطع العلاقات، فهواتف آيفون إكس، أو آيفون 8، التي من المُفترض أن ترى النور في 2017 ستكون مُزوّدة بنسبة 90٪ بذواكر من إنتاج شركة سامسونج. ليس هذا فقط، بل ستكون سامسونج مسؤولة عن تزويدها بشاشات OLED التي تأخّرت آبل في استخدامها، فبحسب بعض المصادر، وقّعت آبل وسامسونج اتفاقية تحصل آبل بموجها على 160 مليون شاشة من سامسونج، وهو ما يعني أن مُساهمات سامسونج القادمة في آيفون تتجاوز الـ 40٪ لتصل إلى 60٪ أو 70٪.
أبل لا تسوى شي بلا سامسونج
حقيقة
لا أحد يستغني عن الآخر
اثنينهم ربحانين من بيع الايفون