هل يدفع تحديث سناب شات Snapchat الأخير مُستخدميه الأوفياء نحو هجرة جماعية؟
ساهم تطبيق سناب شات Snapchat في تغيير مفهوم المحادثات الفورية عبر الأجهزة الذكية، فهو لم يتّبع الكثير من المعايير المُستخدمة في عالم تصميم واجهات الاستخدام، بل لجأ إلى إنشاء تجربته الخاصّة، كما دفعت فكرة التدمير الذاتي للمحتوى الكثير من الشركات لتبنّيها على غرار فيسبوك، أو آبل في iMessage.
عوامل كثيرة ساهمت كذلك في نمو هذا التطبيق وانتشاره بسرعة كبيرة في وجه تطبيقات مثل واتس آب WhatsApp للمحادثات الفورية، أو شبكات اجتماعية أُخرى مثل انستجرام Instagram أو فيسبوك Facebook وتويتر. بحسب دراسة أُجريت في الربع الأخير من عام 2016 مع أكثر من 10 آلاف مُراهق في الولايات المُتحدة الأمريكية، أكّد 80٪ منهم أنهم يتصفّحون تطبيق سناب شات مرّة واحدة على الأقل شهريًا، في حين أن 50٪ تقريبًا يقومون بنفس الشيء مع شبكة فيسبوك.
ومن ناحية التفضيل، فإن 35٪ يعتبرون سناب شات في المرتبة الأولى، في حين أن فيسبوك تأتي في المرتبة الرابعة بنسبة 13٪ فقط، وتتقدّم عليها انستجرام وتويتر، وهو ما يعكس أن الأجيال الجديدة تُفضّل بشكل كبير سناب شات على غيره.
احتلال فيسبوك للمرتبة الرابعة جاء بسبب اعتبار الكثيرين لها كشبكة اجتماعية عائلية، أي أن ما يقومون بنشره سيشاهده جميع أفراد العائلة، وبالتالي يجب أن يكون المُحتوى ذو قيمة عالية جدًا تدعوا الأهالي للفخر بين الجميع. أما شبكة انستجرام فهي من وجهة نظرهم بطيئة، أو التعامل معها يحتاج للكثير من الخطوات؛ فبعد التقاط الصور يجب استعراضها من جديد للتعرّف على أفضل صورة، ثم اختيار التأثير اللوني المُناسب من أجل تطبيقه قبل مُشاركتها، وهو ما يجعلها بعيدة تمامًا عن العفوية التي ينشدها الأفراد في الأعمار ما بين 14 حتى 18 أو 19.
وبالعودة من جديد للحديث عن سناب شات، فأنا ما زلت أذكر جملة ذُكرت في مقال الأخ عمر الحمدي الذي تناول فيه عدم وجود ظاهرة بيع وشراء المُتابعين في سناب شات، وهي واحدة من أقوى خصاله التي جعلته مُفضّلًا بشكل أكبر للتسويق لأنه يعكس بشكل أو بآخر أرقامًا حقيقية للمتابعين عكس بقية الشبكات الاجتماعية.
وبالجمع ما بين الميّزات التي يُفضّلها مُستخدمي التطبيق، وما بين استخداماته التجارية تظهر لنا خصوصية الحسابات في المرتبة الأولى، أي أن حساب المُستخدم مخفي إلى حد ما، ولا يُمكن الوصول إليه سوى من خلال معرفة اسم المُستخدم الكامل، أو رمز الاستجابة السريع QR الخاص به، أما تصيّد المُستخدمين من قوائم الأصدقاء مثلما هو الحال في فيسبوك أو انستجرام فهو أمر غير موجود في سناب شات.
التحديث الأخير الذي حمل الإصدار رقم 10.0 جاء ليقضي على واحدة من أهم مزايا التطبيق، وهي الميّزة التي جعلت الكثير من المُراهقين يعتبرونه الملاذ الآمن للتعبير عن ذاتهم دون أية اعتبارات أُخرى، فأهاليهم، أو أقربائهم، أو حتى أساتذتهم لن يصلوا إلى حساباتهم في هذا التطبيق، أو على الأقل، كان الوضع كذلك قبل التحديث.
القائمين على التطبيق قرّروا تحسين مُحرّك البحث، حيث يُمكن الآن الوصول لأشخاص جدد من خلال كتابة الاسم والكنية، تمامًا مثلما هو الحال في فيسبوك أو انستجرام. صحيح أن الكثير من المُستخدمين يعتمدون على أسماء مُستعارة، لكن في نفس الوقت، الكثير منهم أيضًا يستخدم مزيجًا ما بين الاسم والكنية، وبالتالي أصبح الوصول إلى حساباتهم من قبل الأهل أو الأقارب أسهل بكثير.
ما يزيد الطين بِلّه هو طريقة استعراض الإضافات الجديدة، فتطبيق سناب شات يُخبر المُستخدم بآخر من قام بإضافته فقط، أي أن مُستخدمين جدد قد يقوموا بإضافة حسابه دون أن يعلم، ويبقى بحاجة لفتح قائمة الأصدقاء والاطلاع عليها بشكل مُتكرر، وهو أمر مُزعج بكل تأكيد.
مع مرور الوقت قد يؤثّر هذا التحديث على استخدام التطبيق، خصوصًا أن أهم ميّزاته ذهبت الآن، وهو ما قد يدفع البعض للتفكير بالانتقال نحو تطبيق آخر يوفّر خاصيّة مشاركة الصور ومقاطع الفيديو ذاتية التدمير، مع الحفاظ على خصوصية المُستخدم، وبالتالي فإن نسخ فيسبوك لميّزات سناب شات لم تكن العامل الوحيد الذي وقف في وجه نمو التطبيق وانتشاره، بل السماح للبحث عن المُستخدمين قد يكون عاملًا أقوى، وننتظر عام 2017 لنرى ما سيحمله خصوصًا أن انستجرام وزوكربيرغ يتصيّدون بالماء العكر لتطبيق سناب شات منذ منتصف 2016 تقريبًا.
شكراً لك أخي على هذه المقالة.
قد يكون هذا التحديث الجديد “سيئة” في نظر البعض، لكنه قد يكون “حسنة” في نظر البعض الآخر
اعتقد أن أصحاب الحسابات العامة والحسابات التعليمية والمفيدة قد يكونون سعداء بذلك.
فمثلاً، عندما يريد المستخدم الوصول للحسابات المتخصصة في تعليم اللغة الانجليزية، كان عليه أولا أن يبحث في الويب عن المقالات والتوصيات المنشورة من قبل الآخرين كي يصل للحسابات المفيدة في هذا الجانب. أما الآن، فسيتمكن من البحث بنفسه عن هذه النوعية من الحسابات والوصول إليها من داخل التطبيق.
عموماً، الأيام القادمة ستكشف لنا أكثر عن جدوى وفائدة هذه الخاصية، وستعطي القائمين على التطبيق تغذية راجعة حول رضى أو سخط المستخدمين