كل ما تود معرفته عن برنامج الشراكة وكسب المال في اليوتيوب
لنتحدث اليوم عن اليوتيوب وبرنامج الشراكة فيه، كيف يتم كسب (ربح) المال عن طريق رفع الفيديوهات ونشرها في هذه المنصة العملاقة، مقالة اليوم ليست موجهة لأولائك المشتركين فعلاً في البرنامج ويكسبون بعض الدولارات أو الآلاف منها بالفعل، بل للشريحة الأكبر التي لم تدخل هذا المجال وهذا الباب، هي مقالة تعطي نظرة شاملة وعامة حول هذا الجانب، أما إن كنت قد بدأت الولوج فيه وسلوك طريقه فأنت قد تبحث عن محتوى آخر يحسن أداءك وينمي دخلك عبر اليوتيوب.
الفكرة ببساطة
الأمر ببساطة كالتالي: هنالك 3 أطراف، الأول هو صاحب القناة الذي ينشر الفيديوهات، الطرف الثاني هو العم قوقل مالك منصة اليوتيوب، والطرف الثالث هم الشركات وأصحاب المنتجات والخدمات الذين يريدون تسويق منتجاتهم وخدماتهم.
الطرف الثالث يرغب في أن يعلن في منصة اليوتيوب، فهنالك كم هائل من المستخدمين الذين يتنقلون بين الفيديوهات من فيديو إلى آخر، العم قوقل (الطرف الثاني) قرر أن يتيح لهم أن يعلنوا عبر تلك الصفحات، ليس هذا فحسب لكن أيضاً أن يضعوا إعلاناتهم فوق الفيديوهات ذاتها عبر مستطيل صغير شفاف يظهر أثناء مشاهدة الفيديو، ثم أتى بفكرة جديدة وهي عرض الإعلان المرئي قبل تشغيل الفيديو ذاته، كل تلك الأفكار جيدة لكن هنالك مشكلة! يجب أن يوافق الطرف الأول.
لأن العم قوقل شخص محترم وليس مثل العم فيسبوك، هو يريد أن يستأذن من الطرف الأول في وضع الإعلانات لأن الفيديوهات هي ملكهُ والمجهود مقدم منهُ، رغم أن المكان الذي يسكن فيه الطرف الأول هو للعم قوقل ويمنحه له بالمجان (بدون إيجار)، لكن يبقى الأمر مشترك، الطرف الأول يتعب ويبدع وينتج الفيديوهات والطرف الثاني (العم قوقل) يوفر البيئة المناسبة والأدوات اللازمة لنشر ذلك الإبداع وإيصاله إلى آلاف أو ملايين الأشخاص حول العالم، لذلك تم التوصل إلى اتفاق.
تم التوصل إلى الإتفاق بأن يأخذ العم قوقل 45% من المكسب ويعطي صاحب الفيديوهات 55$، وتم فتح المجال للإعلانات التجارية وانطلق برنامج الشراكة (Youtube Partner)، كان هذا منذ عدة سنوات، الأمر ليس بجديد، لكنه بدأ يظهر على ساحة الويب العربي في الفترات الأخيرة وخاصة بعد أن تم فتح المجال لعدة دول عربية وانتشرت التجارب والخبرات في هذا المجال.
ماهي الشروط وكيف يتم الربح
يمكن لأي صاحب قناة أن يشترك في هذا البرنامج شرط أن تكون دولته الساكن فيها ظمن الدول المسموح لأهلها بالاشتراك (معظم الدول العربية موجودة في القائمة) وأن يكون حسابك خالياً من مخالفات انتهاك حقوق الملكية، بعد ذلك وعبر لوحة التحكم؛ يمكن التقديم للدخول في هذا البرنامج.
ستظهر علامة صغير أمام كل فيديو تقوم برفعه، تلك العلامة يمكن النقر عليها من أجل إتاحة الإعلانات بالظهور على الفيديو وبجانبه أثناء مشاهدة الآخرين له، لكن يجب أن يكون الفيديو من تصميمك أو تصويرك وأن تكون مالكاً لجميع الحقوق التي فيه بما فيها المواد الصوتية (مثل الخلفية الموسيقية أو الأغاني) لأنه لا يسمح لك بالتربح من أعمال الآخرين أو مجهوداتهم ولو أن يكون جزءاً بسيطاً داخل الفيديو.
من أجل استلام الأرباح يجب أن تنشئ حساب Adsense ثم تربطه بالقناة، هذا الحساب متعلق بالكسب عبر الإعلانات الرقمية التي تديرها قوقل، فهو مخصص وموجه لأصحاب المحتوى في الويب سواءً كانوا أصحاب مدونات أو مواقع إخبارية أو حتى فيديوهات مرئية، هذه الخدمة هي المسؤولة عن جمع أرباحك وإرسالها إليك عبر الوسترن يونيون أو الطرق الأخرى المتاحة.
كم مقدار الربح من الفيديوهات
الأمر متعلق بعدد مشاهدات الفيديو وبالمحتوى الذي بداخل الفيديو نفسه، فالمحتوى العربية يختلف عن المحتوى الاجنبي، لأن الشركات الأجنبية تدفع أكثر للاعلانات بينما واقع التسويق الرقمي في العالم العربي لازال ناشئاً، وكذلك يختلف الأمر بحسب المواضيع المطروحة، لأن هنالك شركات تدفع أكثر لتستهدف مواضيع محددة، فمثلاً الفيديوهات التي تتحدث عن أسواق الأسهم والعملات تدر عوائد مالية أفضل من تلك التي تتحدث عن الحدائق والزهور.
هنالك الكثير من الفيديوهات في اليوتيوب التي يتحدث أصحابها عن مقدار ما كسبوا ويكسبون من اليوتيوب، يمكنك أن تبحث وسوف تجد الكثير، والكثير منهم صادق ويعرض لك الإحصائيات والبيانات الحقيقية، لكن بشكل عام فإن متوسط الكسب هو:
- من 1$ إلى 2$ لكل ألف مشاهدة للمحتوى العربي
- من 2$ إلى 5$ لكل ألف مشاهدة للمحتوى الإنجليزي
بمعنى أن الأمر يتعلق بعدد المشاهدات، فإذا افترضنا أن لديك عدة فيديوهات في القناة وتحصل على ما يقارب الـ 10 ألف مشاهدة على جميع الفيديوهات كل يوم، وجميع هذه الفيديوهات داخله في البرنامج الإعلاني، فسوف تحصل تقريباً على 10 أو 20 دولار في اليوم (أو أي رقم بينهما) وبالتالي سوف تحصل على مبلغ شهري يتراوح بين 300 إلى 600 دولار.
القنوات الأجنبية المشهورة التي تمتلك ملايين المشتركين تكسب جيداً عبر فيديوهاتها، بعض تلك القنوات تنشر فيديو كل يوم أو يومين وتحصل على أكثر من مليون مشاهدة كل يوم، وهذا يعني أنهم قادرون على كسب ما يقارب الـ(100) ألف دولار شهرياً.
كيف يمكن النجاح في اليوتيوب
كما لاحظنا، الأمر مشجع كثيراً، لكن في نفس الوقت مثير لروح التحدي، فليس الأمر ككتابة مقالات أو تدوينات، وليس فقط تقديم دروس مرئية في بعض المجالات، الأمر هو تقديم محتوى إبداعي يستحق الإنتشار، فالانتشار في اليوتيوب ليس أساسه بناء الكلمات المفتاحية والروابط الخارجية (وإن كان الأمر يحسن قليلاً من النتائح) لكن الأساس فيه هو الانتشار الفيروسي الذي يساهم فيه الناس أنفسهم عبر نشر المقاطع في الشبكات الاجتماعية والتفاعل معه، هذا فعلاً ما يحقق الانتشار الكبير والنجاح الباهر.
أساس النجاح في إنتاج المحتوى المرئي هو احتراف بعض المهارات التي تؤهل الشخص لعمل فيديوهات احترافية، مثل التصوير والتصميم والمونتاج، مهارات يمكن لأي شخص تعلمها عبر الانترنت والاحتراف فيها إن كان هنالك رغبة ودافع وشغف بهذا المجال، والركن الثاني هو اللمسات الإبداعية والأفكار الجديدة، فالشخص الذي لديه حس إبداعي يمكنه أن ينجح في اليوتيوب.
ثم بعد ذلك يتطلب الأمر صبراً، استمرار وعمل بدون تحقيق نتائج شهر بعد شهر حتى تبدأ النتائج بالظهور، لذلك فإن المحرك المالي من أسوأ المحركات لأنه لا يساعدك على الصبر ،، انت تريد أن ترى الدولارات اليوم قبل غداً، وهذا ما قد يسبب الفشل، لذلك لا تجعل الدافع المالي هو الأساس، بل اجعل الهدف الأساسي إفادة الآخرين وترك الأثر في المجتمع، صنع شيء جميل وقطعة فنية إبداعية، وبعدها سوف يأتي كل شيء.
وقبل أن أنهي هذه المقالة، أحب ان أنوه إلى الحرص على تقديم محتوى نافع يترك أثر إيجابي، يجب أن يكون الدافع الأول هو ترك بصمة حسنة في المجتمع لأن تلك البصمة ستنتشر وتبقى إلى أن يشاء الله، قد يموت صاحب القناة وفيديوهاته لازالت تعرض نفسها لكل من يتصفح الانترنت، وليس مجرد فيديوهات ذات عناوين جذابه ومغرية تحتوي على بعض القشور المعرفية والمعلومات المتفرقة التي لا تسمن ولا تغني، مثل الكثير من الفيديوهات التي نراها تصعد وتحقق مشاهدات مليونية هذه الأيام، تلك الفيديوهات التي تساهم في زيادة التخلف والتأخر عن ركب الحضارة الإنسانية.
بارك الله فيك أخي
وبارك الله فيكم أجمعين على هذا الموقع الرائع
حزنت لعدم ادراج اليوتيوب لفلسطين في قائمة الدول المسموح لها بالمشاركة في برنامج الربح
هل لديكم أي فكرة عن ذلك اخواني؟
شيء مؤسف أن لا نرى فلسطين في القائمة
لكن أعتقد هنالك حلول لتخطي هذه العقبة
لكن للأسف لست أعرف أي منها
قم بالبحث في الانترنت فربما وجدت ما يفيدك
تحياتي