هل تلحق المنطقة بعالم التقنيات القابلة للإرتداء في عام ٢٠١٧ ؟
في الوقت الذي مثل العام المنقضي، ٢٠١٦، أوج النمو والإزدهار لسوق مُنتجات التقنية القابلة للإرتداء بوصول مبيعات تلك المنتجات بنهاية العام الى ما يزيد عن ١٠٠ مليون وحدة مبيعة، وبزيادة تُقدر ب٢٠٪ مقارنة بالعام السابق، ٢٠١٥، إلا أنه وفقا لتقرير لشركة IDC الشهيرة المُختصة بأبحاث السوق، فإن منطقة الشرق الأوسط على الأرجح ستبدأ في مُلاحقة هذا الركب العالمي خلال العام الجديد.
ويُشير التقرير الذي أصدرته الشركة الى أن مبيعات التقنيات القابلة للإرتداء من المتوقع أن تبلغ ٢,٤ مليون وحدة في منطقة الشرق الأوسط خلال عام ٢٠١٧، وبنسبة نمو تُقدر ب٢٢,٧٪.، مُعززة بذلك نموا كبيرا حققته مبيعات تلك الأجهزة خلال الربع الأخير من العام الماضي، والذي بلغت نسبة نمو المبيعات فيه ٣٨٪ مُقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وترى IDC أن النسبة الاكبر لمبيعات تلك المُنتجات ستنتمي الى فئة المنتجات مُنخفضة التكلفة، والتي يُصنفها التقرير بأنها المنتجات القابلة للإرتداء التي تمتلك نظام تشغيلها وتطبيقاتها الخاصة، ولا تدعم تحميل تطبيقات الطرف الثالث، مثل أجهزة تعقب النشاط الحركي والرياضة، والساعات الذكية التي لا تدعم تحميل تطبيقات إضافية، وغيرها من المنتجات.
ويعتقد المسؤولون في شركة IDC أن الشركات المُنتجة لتلك التقنيات عليها أن تُفكر في مزيد من الإستخدامات المُبتكرة لتلك الأجهزة، وأن الدافع الرئيسي الذي سيجلب مزيد من المُستخدمين الى شراء تلك المنتجات الذكية هو أن يجدوها تُساعدهم في القيام بمهام حياتهم اليومية بطريقة أكثر سهولة، من خلال من تستطيع جمعه من معلومات عنهم.
تجدر هنا الإشارة الى أن المحرك الرئيسي لسوق التقنيات القابلة للإرتداء، الى اليوم، لا يزال هو الإستخدام الرياضي ومتابعة النشاط والحركة، وهو الإستخدام الذي أثبتت التقنيات القابلة للإرتداء جدارة كبيرة فيه بالفعل، نظرا لقدرتها على رصد ما يقوم به المُستخدم من نشاط بدقة كبيرة، وإستخدام تلك البيانات في تقديم نصائح ومعلومات تتعلق بنمط حياة المُستخدم لم يكن ممكنا الحصول عليها من قبل. وتُؤكد تقارير المبيعات الصادرة عن “جارتنر” تلك الرؤية، حيث بلغت مبيعات الساعات الذكية خلال العام الماضي ٥٠ مليون وحدة عالميا، ورابطات المعصم الرياضية الذكية ٣٤ مليون وحدة، و٢٣ مليون وحدة لبقية الساعات الرياضية، و٢١ مليون وحدة لأدوات أُخرى ذكية مُتنوعة تُستخدم في متابعة النشاط الرياضي.
سيبقى التساؤل الحقيقي في تقديري هو، هل تستطيع التقنيات القابلة للإرتداء الخروج من عباءة النشاط الرياضي والحركي خلال العام الجديد ؟ وسيكمن مُستقبل مبيعات تلك المنتجات في قدرتها الفعلية على إجابة هذا التساؤل.