مقالات

تفاصيل كثيرة وتصاميم مُختلفة سبقت ظهور هواتف آيفون iPhone عام 2007

لطالما سمعنا كثيرًا عن القصّة المُختصرة خلف ابتكار هواتف آيفون iPhone وحواسب آيباد iPad اللوحية داخل شركة آبل، والتي كان أبطالها بكل تأكيد ستيف جوبز Steve Jobs وجوني آيف Jony Ive، نائب رئيس قسم التصميم في آبل حاليًا. لكن هناك تفاصيل دقيقة لم ترى النور أو لم يُسلّط الضوء عليها حتى في الكتب التي خرجت بعد وفاة جوبز، فالتفاصيل التقنية لا تهم الكثير من المُستخدمين بطبيعة الحال.

لكن الدعاوي القضائية ما بين آبل وشركة سامسونج التي بدأت عام 2012 بسبب انتهاك الأخيرة لبراءات اختراع وتصاميم هواتف آيفون كشفت عن الكثير من الأمور التي رافقت تطوير هواتف آيفون داخل شركة آبل منذ بداية المشروع إلى أن رأى النور.

التصميم

طوّرت شركة آبل وفريق التصميم داخل الشركة الكثير من النماذج للهاتف قبل أن يصل لشكله النهائي. شركة آبل ومنذ البداية كانت ترغب بإنتاج هاتف بشاشة مُنحنية، بل حتى أنها صنعت نموذجًا وقامت باختباره بشكل داخلي إلا أن تكاليف إنتاج زجاج بمثل هذه المواصفات، إضافة إلى تطوير شاشات مُنحنية في ذلك الوقت كان من الأمور المُكلفة التي كانت ستؤِثر حتمًا على السعر النهائي للهاتف، ولهذا السبب تخلّت آبل عن الفكرة بشكل كامل مثلما رأينا في الجيل الأول iPhone 2G الذي رأى النور عام 2007.

نموذج حقيقي لهاتف آيفون بشاشة منحنية

أما فيما يتعلّق بتطوير التصميم بشكل عام ففريق العمل تألّف من 16 مُصمم ومهندس مُتخصصين في هذا المجال، وهم أشخاص عُرفوا داخل الشركة بمستوى الطموح العالي لكسر أية حواجز وتحويل أي تصميم أو فكرة إلى مُنتج حقيقي دون أيًا كانت الصعوبات. جميع أعضاء الفريق عملوا معًا على نفس الطاولة وقام كل شخص برسم تصوّره الخاص للجهاز والشكل الأمثل له، مع تبادل هذه التصاميم فيما بينهم ثُم عرضها أمام الجميع وإجراء نقد صريح جدًا عليها دون وجود محاولات لتنميق الكلام أبدًا؛ فالصراحة والنقد اللاذع سر من أسرار نجاح شركة آبل وستيف جوبز.

إضافة إلى ذلك، وعندما يتفّق الجميع على أن أحد التصاميم فيه لمسة مُختلفة من الإبداع، فإنهم كانوا يأخذونه ويحاول كل شخص تطويره على حدة أيضًا؛ ففي بعض الأوقات، يُمكن أن يتم تطوير أكثر من 50 نموذج لنفس التصميم للخروج بأفضل الأفكار المُمكنة من الفكرة الأساسية. فريق التصميم في آبل يسعى دائمًا للعمل مع بعض المُهندسين المُتخصصين في التصميم الصناعي من أجل معرفة حقيقة أي تصميم والتأكد من إمكانية تحويله إلى مُنتج حقيقي؛ فتصميم جهاز على شكل كُرة على سبيل المثال مُمكن، لكن من وجهة نظر المُصمم الصناعي فإن سقوط مُنتج بهذا الشكل قد يؤدي إلى كسره بسهولة، وهذا على سبيل المثال لا الحصر، وبالتالي يُحاط المُصمم بكافة الأمور التقنية التي تقف بينه وبين تحويله تصميمه إلى مُنتج حقيقي.

أخيرًا في موضوع التصميم، فإن النماذج الأولية لحواسب آيباد اللوحية كانت تتضمّن ساق لرفع الشاشة، بحيث يمكن للمستخدم استخدامها بالوضع الأفقي أو العمودي مثلما هو الحال حاليًا عند استخدام مُلحق Smart Cover من آبل.

تطوير نظام iOS

أوكل جوبز مهمة تطوير نظام آي أو إس iOS، النظام الذي تعمل به أجهزة آيفون، وآيباد، إضافة إلى آيبود iPod Touch، إلى سكوت فورستول Scott Forstall، وهو أحد أفضل مُطوري نظام ماك OS X الذين عملوا لفترة طويلة مع جوبز منذ تأسيس شركة NeXT.

جوبز وثق كثيرًا بـ فورستول ومنحه كذلك صلاحيات مُطلقة لا يحلم أي شخص داخل شركة آبل بالحصول عليها، حيث لم يتدخّل جوبز بالأفكار أو بإدارة فريق العمل لكنه فرض شرطًا وحيدًا فقط وهو أن لا يتعاقد فورستول مع أي مُهندس أو مُبرمج من خارج شركة آبل، أي يجب على جميع أعضاء فريق العمل أن يكونوا ممن عملوا سابقًا داخل آبل.

فورستول وعندما بدأ باختيار المُهندسين لم يذكر لهم نوع المشروع أبدًا، كما أنه لم يتحدث عن أن آبل تعمل على نظام تشغيل جديد للأجهزة الذكية، بل اكتفى بسؤال كل مُهندس عن مدى رغبته في العمل على مشروع جديد يتطلب جهدًا كبيرًا، وساعات طويلة من العمل، مع التضحية بكل تأكيد في العطل الأسبوعية وساعات النوم من أجل تطوير هذا المشروع. نظام آي أو إس حمل داخليًا اسم “المشروع البنفسجي” Project Purple، وخُصّص له قسم من مقر آبل الرسمي بحيث لا يمكن لأحد الدخول إلى هذا المقر إذا لم يكن من أعضاء فريق العمل أو من المُصرّح لهم بالوصول إلى هذه المنطقة داخل الشركة.

موضوع السرّية والخصوصية لم يغفل فورستول عنه، حيث قام بتركيب الكثير من كاميرات المُراقبة والأقفال على الأبواب التي لا تُفتح إلا باستخدام بطاقات خاصّة يحصل عليها العاملين على المشروع فقط، كما أن الانتقال ما بين أكثر من غرفة داخل نفس البناء يتطلب أيضًا من العاملين إبراز بطاقاتهم باستمرار. وانطلاقًا من هذه المُعطيات، عمل فريق العمل لفترة طويلة من أجل تطوير واجهات نظام آي أو إس وبعض الخصائص مثل لمس الشاشة مرّتين لتكبير المحتوى، أو لمسها باستخدام إصبيعين لتنفيذ نفس المهام، ففي ذلك الوقت، كانت تُعتبر من الميّزات الهامّة جدًا.

أخيرًا، ولحماية الشيفرة المصدرية Source Code لنظام آي أو إس، وضعت آبل الشيفرة المصدرية داخل حاسب مُحصّن بمستوى عالي جدًا من الحماية داخل شركة آبل، والوصول إلى هذا الحاسب يتطلب صلاحيات لا يمكن لأحد الحصول عليها داخل الشركة إلا من خلال الإدارة نفسها، أو إذا كان الموظف يعمل في قسم هندسة البرمجيات أو الأمن الرقمي، لكن وفي نفس الوقت لا يمكن الوصول للشفيرة كاملة، فهي مُجزّأة ويصل كل موظف إلى الجزء المُصرّح له بالوصول إليه فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى