الماك يفقد الكثير من قيمته داخل آبل لصالح الآيفون والآيباد
قام موقع بلومبيرج المالي الشهير بإجراء بعض المقابلات مع موظفين ومهندسين في آبل وبعض المصادر القريبة من الشركة للحديث حول أجهزة الماك واستراتيجية الشركة المستقبلية لهذا النوع من الأجهزة، فبالرغم من التحديثات الدورية التي تُجريها الشركة على أجهزة آيفون وآيباد يبدو أنّ الماك خارج الحُسبان، والدليل على ذلك أنّ الشركة احتاجت إلى أكثر من 500 يوم للإعلان عن تحديث جديد للماك بوك برو عندما أعلنت عن الماك بوك برو الجديد في أكتوبر الماضي بتصميم نحيف.
وفي حديث مع بعض الموظفين في آبل يبدو أنّ الماك أصبح في مؤخرة اهتمامات الشركة، كما خسر فريق تطوير الماك الكثير من القوة لصالح مجموعة التصميم التي يقودها جوني آيف وفريق تطوير البرمجيات، حيث أصبحت الشركة تُركّز بشكل أكبر على منتجاتها الأكثر قيمة مثل آيفون وآيباد، خاصةً وأنّ الماك مسؤول عن نسبة 10 بالمئة فقط من مبيعات الشركة.
وعند سؤال آبل للتعليق على القصة أكّدت الشركة أنّ أجهزة الماك مازالت واحدة من أهم منتجاتها، لكن ما يبدو واضحًا للعيان هو العكس تمامًا، فأجهزة الماك برو لم يتم تحديثها منذ 2013، والماك ميني الرخيص نسبيًا لم تخرج له إصدارات جديدة منذ الإعلان عن آخر جيل في 2014.
ويُشير التقرير إلى أنّ المزيد من المستخدمين بدأوا بالانتقال إلى الخيارات البديلة من الشركات الأخرى، وتحديدًا شركة مايكروسوفت الأمريكية، حيث أصبح نظام ويندوز 10 أكثر نُضجًا وفعالية كما أنّ إطلاق الشركة جهاز سيرفيس بوك وستوديو يُمثّل منافسة قوية لأجهزة آبل، خاصةً وأنّ مايكروسوفت أصبحت تهتم بالابتكار في منتجاتها وتقديم حلول متطورة للمصممين وأبسط مثال على ذلك تحديث برنامج الرسام الذي يأتي بالكثير من المميزات الجديدة.
يضع التقرير دليل آخر على عدم اهتمام آبل كثيرًا بأجهزة الماك، حيث كان فريق تطوير الماك بوك برو الجديد يعمل على تقنية جديدة تسمح للبطارية بأن تدوم طويلًا مقارنةً بالأجهزة المنافسة في السوق، لكن بدلًا من تأخير إطلاق الجهاز وقعت آبل في نفس خطأ سامسونج مع نوت 7 وأطلقت الماك بوك برو قبل موسم العطلات، ولتحقيق هذا الأمر لم تنتظر حتى يتم تفعيل التقنية الجديدة للبطارية وجلبت مهندسين آخرين -من غير فريق الماك- للعمل على نُسخة أقدم من البطارية، ما تسبب في النهاية إلى ظهور الماك بوك برو مع بطارية متوسطة.
من جانبه، أكّد الرئيس التنفيذي للشركة “تيم كوك” في جلسة سؤال وجواب مع الموظفين على أنّ الماك سيظل أحد أهم المنتجات التي تقوم عليها شركة آبل، لكن في رأي الشخصي يأتي هذا الجواب دبلوماسيًا وبعيد بعض الشيء عن الحقيقة، حيث أنّ الحقيقة تُشير إلى خروج الكثير من مهندسي الماك إلى شركات أخرى، وعندما لا يخرجون إلى شركات أخرى فإنّهم ينتقلون إلى فرق تطوير منتجات أخرى داخل آبل.