خدمات التخزين السحابي وبث المُحتوى عبر الإنترنت، نموذج تتجاهله شركات الاتصالات العربية !
تغيّرت عاداتنا خلال السنوات القليلة الماضية مع التطوّر التقني الكبير الحاصل حول العالم، فعلى الرغم من كوننا نلتقط إشارة الجيل الثالث 3G بصعوبة في بعض الأوقات، إلا أننا نمتلك الصبر لانتظار مقطع الفيديو حتى يتم تحميله بشكل مؤقت Buffering لتشغيله والاستمتاع به.
وبدلًا من الجلوس أمام التلفاز لانتظار مُسلسلنا المُفضّل، أصبح بإمكاننا الدخول إلى خدمات عربية مثل ” شاهد.نت” على سبيل المثال لا الحصر لمتابعة الحلقة المطلوبة في أي وقت مُناسب لنا.
وبعيدًا عن الترفيه والتسلية أصبحنا ننعم بخاصيّات التخزين السحابي على الإنترنت التي تُتيح لنا الوصول إلى الملفات من أي جهاز وفي أي وقت باستخدام حساب واحد فقط. جوجل درايف، آي كلاود، دروب بوكس أو بوكس دوت نت، ما هي إلا أمثلة بسيطة على خدمات التخزين السحابي المتوفرة بشكل مجاني أو باشتراكات رمزية للحصول على مساحة تخزين خيالية.
لكن ومع تطوّر خدمات بث المُحتوى عبر الإنترنت وخدمات التخزين السحابي إلا أن البنية التحتية أو الجهة المسؤولة عن وصولنا إلى تلك الخدمات لم تتغيّر كثيرًا أو لم تُبدي لنا ذلك على الأقل.
قبل خمسة عشر عامًا تقريبًا وعند فتح الصحيفة اليومية ستقرأ أن شركة ” الخارقة للاتصالات ” تُقدم باقة شهرية لزبائنها تتضمن 60 دقيقة مكالمات و25 رسالة نصيّة مُقابل مبلغ مُعين. وإذا ما قفزنا خمسة أعوام لوجدنا أن الخارقة للاتصالات عدّلت باقتها لتشمل الآن رسائل الوسائط المُتعددة MMS إضافة إلى الباقة القديمة.
اقفز خمسة أعوام أُخرى وستجد أن الباقة أُضيفت لها حزمة الإنترنت التي ازدادت مع الوقت، حيث كانت الباقات توفر 10 ميجابايت فقط لتُقدم الآن 1 جيجابايت على الأقل.
هذا هو النموذج الوحيد الذي تُتقنه الشركات تقريبًا، باقة تُقدم فيها إمكانية الاتصال، إرسال الرسائل، تصفّح الإنترنت مُقابل مبلغ مادي مُعيّن، لكن أين الصيحات التقنية الجديدة من تلك الباقة، لا نعلم !
بعض الشركات التقفت أهمية الشبكات الاجتماعية فأصبحت تُقدم عروضًا لتصفح فيسبوك وتويتر على سبيل المثال بشكل مجاني مُقابل دفع اشتراك شهري بسيط، وبالتالي باقة الإنترنت لن تنتهي أيًا كان الوقت الذي يقضيه المُستخدم عليها باستخدام هاتفه أو حاسبه.
لكن خدمات بث المُحتوى عبر الإنترنت أو التخزين السحابي أصبحت بالفعل من الأمور الأساسية في يومنا الحالي، والتي لم تُحرك شركات الاتصالات نحوها أي ساكن، مُهملةً أهمّيتها أو متخوفةً من عدم قدرتها على توفير الاتصال المُناسب.
لا يوجد هاتف ذكي في يومنا الحالي لا يحتوي على تطبيق لتخزين الصور على الإنترنت أو بعض الملفات. كما ستجد أن نسبة استخدام خدمات بث المُحتوى عبر الإنترنت عالية جدًا.
سبوتيفاي تملك أكثر من 32 مليون مُشترك، بينما تمتلك خدمة آبل ميوزيك 17 مليون مُشترك، في حين أن Netflix وصلت إلى أكثر من 80 مليون مُشترك !
والسؤال الأبرز، ما الذي يمنع شركات الاتصالات العربية من إطلاق عنان هذه الخدمات في بلداننا العربية؟ أو دعمها بالشكل الأمثل. وهُنا أوجّه كلامي للشركات العربية ليس لأني اتهمها بالتقصير، فالكثير من شركات الاتصالات العالمية لا تُقدم مثل هذه العروض، لكنها الشركات التي تُمثّلنا كعرب.
ماذا لو قدّمت أي شركة اتصالات اتصالًا مفتوحًا لمشاهدة مقاطع الفيديو من يوتيوب لقاء اشتراك شهري وليكن 5 دولار أمريكي على سبيل المثال؟ أو ماذا لو قدمت اتصالًا مفتوحًا للاستماع إلى خدمة آبل للموسيقى Apple Music دون قيود لقاء نفس المبلغ؟
كمُستخدم سأشترك في سبوتيفاي على سبيل المثال وأدفع اشتراكي الشهري، ثم أذهب لشركة الاتصالات وأدفع لها اشتراك منفصل عن الباقة لكي استمع إلى سبوتيفاي دون مشاكل ودون أن تتأثر باقة الإنترنت الخاصّة بي.
طبعًا نفس النموذج ينطبق على خدمات التخزين السحابي مثل بوكس دوت نت أو دروب بوكس أو حتى جوجل درايف وآي كلاود، فمن حقي كمُستخدم أن أتخلّص من بعض القيود في هذا المجال.
ماذا لو تعاونت شركة الاتصالات مع مُزوّد الخدمة مثل دروب بوكس من خلال توفير عرضًا لمُستخدمي تلك الخدمة بحيث لا يدفع المُستخدم مبالغ إضافية سوى ثمن الاشتراك في دروب بوكس أو غيرها من المُزودات، والشركات فيما بينها تتفق على بقية الأمور.
اعتقد أن مثل هذه الأفكار تُعطي صورة هامة جدًا عن وطننا العربي ومُستخدمي التقنية بشكل عام، كما تفتح آفاق جديدة لشركات الاتصالات التي يُمكنها أن تلعب دورًا مؤثرًا بشكل أو بآخر، فلعب دور المُتفرّج بشكل دائم من الأمور المُملة جدًا، وكما أسلفت في حديثي، نموذج الباقات الشهرية أصبح مُشبّعًا ولم يعد يحتمل إضافة أي شيء آخر له.
في النهاية تبقى هذه أفكار مواطن عربي يطمح للوصول إلى الحلول التقنية بأفضل وسيلة مُمكنة، فأنا كمُستخدم لم أعد أقلق من انتهاء شحن هاتفي لأن حمل شاحن خارجي أو وصلة الشحن أصبح من الأمور التي اعتدنا عليها. لكن اتصال الإنترنت يبقى العائق الوحيد الذي يحد بيني وبين الاستمتاع في خدمة موسيقى آبل أو حتى Tunein المجانية تمامًا.
الإجابة علي عذه المقالة ستكون هي البني التحتية! بالامس القريب سمعنا ان شركة امريكية ستعطي مستخدميها باقة 1 تيرا في الشهر بينما اقصي باقة ستجدها في البلدان العربية هي 250 جيجا تقريباً وهي ما تسمي بغير المحدودة لانهم لم يتخيلوا قيام احدهم بالاهتلاق للبيانات خلف هذا الرقم، البني التحيتية تلعب دور كبير في ذلك ففي حين ان معظم الشركات دخلت الفور جي معظمهم وضع اسعار فلكية لهذه الخدمة وهو دليل كافي لهشاشة الانظمة التكنلوجية لدي هذه الشركات وخوفها من التحميل العالي وبالتالي انهيار الشبكة كليا!!