الفيديوهات القصيرة ؛ طريقك لتحقيق الانتشار عبر شبكات التواصل
مؤخراً قررت تويتر زيادة مدة الفيديوهات التي يمكن نشرها في الشبكة إلى 140 ثانية، لم أكن مهتماً بشبكة تويتر سابقاً، حيث أقوم بإنتاج فيديوهات متعلقة بتعلم اللغة الانجليزية وأنشرها عبر الانستقرام والفيسبوك، تلك الفيديوهات تصل مدتها إلى دقيقة، قررت قبل عدة أشهر أن اعتمد فقط على الفيسبوك والانستقرام وأن أستغني عن تويتر لأنه للأسف لا يوف أكثر من 30 ثانية لكل فيديو وهذا غير مجدي بالنسبة لنشاطي، أما الآن فلقد بدأت التفكير جدياً في إعداد فيديوهات قصيرة خاصة بشبكة تويتر بعد هذا التحديث الجديد.
ما أريد أن أصل إليه عبر تلك المقدمة، هو كيف أن هذا النوع من المحتوى (الفيديوهات القصيرة) يجذب مستخدمي الشبكات الاجتماعية ويحقق الانتشار الواسع، وهذا ما يلاحظة كل من يدير صفحة في الفيسبوك أو حساب في تيوتر، الجدير بالذكر أن تويتر صرحت عبر مدونتها الرسمية أن نشر الفيديوهات زاد بنسبة 50% منذ بداية 2016، وهو ما دفعها ربما لدعم الفيديوهات الأطول في المدة.
لماذا الفيديوهات القصيرة
بشكل عام محتوى الصورة المتحركة (الفيديو) يجد رواجاً أفضل عن بقية أنواع المحتوى، لأن المادة تُقَدم بشكل مشوق وممتع وغير ممل، وهذا ما يفسر صعود نجم اليوتيوب في السنوات الأخيرة، لكن مع ذلك قد يكون الفيديو مملاً عندما يكون طويلاً ومليئاً بالتفاصيل الغير مهمة، لذلك الفيديوهات القصيرة هي الأفضل لدى المستخدم.
الفيديو القصير يختصر لك الأحداث ويحاول التركيز على المهم فقط، عندما تضغط ما تود عرضه في دقيقة أو دقيقتين سوف تبدع حينها وتحاول قدر المستطاع الاختصار والتخلص من كل مشهد غير لازم أو لا فائدة منه، وحينها سيصبح الفيديو أكثر تشويقاً وإمتاعاً.
الأمر الآخر أننا في عصر الـ(الوجبات السريعة) ليس فقط تلك الوجبات التي تغذي الجسم بالمواد الغذائية، ولكن أيضاً تلك الوجبات المعرفية والمعلوماتية التي تغذي العقل، من سمات العصر الحالي أننا نريد التهام أكبر قدر من الأحداث والمعلومات في أقصر وقت ممكن، نحب ماقل ودل، نحب الزبدة والخلاصة، نريد الانتقال سريعاً من تلك الصفحة أو ذلك المشهد إلى غيره، الوقت ضيق جداً والانترنت مليئ بالكثير والكثير.
الخلاصة أن الفيديوهات القصيرة التي يتم عرض المادة فيها بطريقة مشوقة في دقيقة أو أقل تجذب المستخدمين إليها، وتشجعهم على مشاركتها والتفاعل معها، وبالتالي سوف تصل إلى جمهور أوسع، أما الصفحة أو الحساب سوف يحقق انتشاراً أكبر في مدة زمنية أقصر.
فكر خارج الصندوق
ماهو مجالك الذي تنشط به عبر الشبكات الاجتماعية؟ أياً كان سوف تجد طريقة لإنتاج فيديوهات قصيرة مفيدة ومشوقة متعلقة بالتخصص والمجال الخاص بعملك على شبكة الانترنت، أنا متأكد أنك سوف تجد طريقة لعرض بعض المحتوى بشكل دوري بطريقة مرئية، سوف اذكر لكم هنا بعض الأمثلة، وهنالك الكثير من الأفكار الإبداعية التي يمكن للعقل أن ينتجها:
- مجال الطبخ: وصفات سريعة وعرض مختصر لطريقة تحضيرها
- الغذاء: كل فيديو يتحدث عن الفوائد الغذائية في أحد العناصر والأطعمة
- التقنية: بعض الأخبار التقنية البارزة تختصر وتحول إلى فيديو قصير جذاب
- الطب: كل فيديو يتحدث باختصار عن أحد الأمراض الشائعة وطريقة الوقاية منها
- الصحة: كل فيديو يتناول غذاء أو وجبة ويوضح السعرات الحرارية التي فيها
- ثقافة: معلومات مهمة عن شيء محدد في كل فيديو
- سياحة: كل فيديو يتناول أحد المعالم السياحية الهامة في العالم
أي مجال تقريباً، يمكنك أن تقدم بعض التلميحات المفيدة فيه، أن تجد المحتوى المناسب لصنع الفيديوهات أمر سهل، لكن الصعب هو أن تأتي بما لم يأتي به الآخرون، أن تبدع في هذه الفيديوهات في المحتوى أو طريقة العرض وتتميز عن المنافسين في نفس المجال، الأمر قد يكون صعباً ويتطلب جهد ووقت أكثر لكنه ليس مستحيلاً طبعاً.
أبذل أكثر تحصد أكثر
سوف يتطلب منك الأمر أن تبذل وتضحي ببعض (أو ربما بالكثير) من الجهد والوقت، لأن الفيديو القصير يتطلب وقت طويل لإنتاجه، ومن أجل انتاج تلك الفيديوهات سيتعين عليك امتلاك بعض المهارات في مجال المونتاج وبعض المعدات لتسجيل الصوت بجودة عالية، وربما كاميرا احترافية لتصوير بعض المشاهد من أجل اعداد المحتوى المرئي.
بإمكانك القيام بالعمل بنفسك، أو يمكن توظيف المتخصصين والمبدعين لمساعدتك في انتاج تلك الفيديوهات عبر منصات العمل الحر مثل (خمسات – مستقل – UpWork – Fiverr) مثل خدمات التعليق الصوتي (Voice Over) أو تصوير بعض المشاهد بكاميرا احترافية أو حتى المونتاج الرقمي لإنتاج الفيديو بشكل نهائي، يمكن أن تشتري بعض الخدمات وتقوم بإنهاء العمل بنفسك أو توظف شخص أو أشخاص لإنتاج العمل بالكامل لكن هذا سوف يكلفك الكثير.
حاول أن تنتج عملاً يرضيك من داخل أعماقك، أن تنظر إليه بعد الإنتهاء وكأنك تنظر إلى قطعة فنية جميلة تستحق الإعجاب، حينها سيكون الانتشار حليفاً لها، وبقدر جودة العمل وجاذبيته سوف تكون النتائج، سوف يحقق الانتشار عبر الشبكة والمنصة التي ينشر فيها، لن يتمالك المشاهد نفسه من النقر على زر المشاركة أو حتى الأعجاب، وهكذا … فيديو بعد فيديو، إعجاب بعد إعجاب، مشاركة بعد مشاركة حتى تصبح صفحتك أو حسابك من الحسابات المشهورة في المجال المتخصص فيه.
أين تنشر فيديوهاتك؟
إما أن تنتج محتواً مرئي حصري لكل شبكة من شبكات التواصل الاجتماعية، أو أن يكون المحتوى واحد ويتم نشره في أكثر من شبكة، لكن عندما تختر الخيار الثاني كن حريصاً على أن توحد اسمك أو إسم نشاطك في جميع تلك الشبكات (username) ثم لا تنسى أن تذكر المشاهدين به داخل كل فيديو، الأمر الآخر هو أن تكون مدة الفيديوهات أقل من دقيقة كي تناسب معظم الشبكات المشهورة.
الانستقرام هو الخيار الأول، فهي شبكة متخصصة في الصور ومقاطع الفيديو، لقد أصبح بالإمكان نشر فيديوهات تصل مدتها إلى دقيقة، وهذا أمر جيد لأنه يمكن عرض الكثير خلال الدقيقة الواحدة، شبكة الانستقرام لديها نظام ذاتي يساعدك في انتشار حسابك والوصول إلى مئات الآلاف أو ملايين المشتركين، كلما عليك فعله هو الاستمرار في نشر المحتوى المميز الذي يجلب الإعجابات والتعليقات وسوف تلاحظ بعد مدة أن الحساب ينتشر من تلقاء نفسه بسبب خاصية الاقتراحات التي يعرضها النظام على المستخدمين.
اليوتيوب هو المنزل الأصلي للفيديوهات، الفيديوهات المميزة تنتشر فيه من تلقاء نفسها وخاصة عند الاهتما ببعض الخصائص أثناء نشر الفيديو (مثل الصورة البارزة وإسم ووصف الفيديو والكلمات المفتاحية) قد تنشر فيديوهاتك فيه ولا تجد الكثير من التفاعل والانتشار، لكنك تفاجأ بعد عدة أشهر أو سنة أن تلك الفيديوهات تحصد الكثير من المشاهدات كل يوم.
الفيسبوك لم يعد مثل السابق، منشورات الصفحات لم تعد تصل إلى عدد كافٍ من المعجبين، لكن الملاحظ أن الفيديوهات هي أفضل محتوى يمكن أن يصل إلى المتابعين في الصفحة (حقيقة مجربة)، وعندما يكون الفيديو مميزاً وجذاباً فإنه يجد طريقه للانتشار بسهولة.
أما شبكة تويتر، فبعد أن تم رفع المدة إلى 140 ثانية، فقد أصبح بالإمكان انتاج فيديوهات مميزة وتحفيز المشاهدين للتفاعل معها عبر الرد أو الريتويت كي تنتشر الفيديوهات أكثر وتصل إلى جمهور أكبر.
وقريباً تدخل شبكة Vine المسار، فهم قد أعلنوا أنه سيكون بالإمكان رفع فيديوهات أطول من 6 ثوانٍ تصل إلى 140 ثانية، هذه الخاصية لازالت قيد التجربة حتى كتابة هذه المقالة، لكنها ستتاح عما قريب، وحين تكون متاحة كن أنت جاهزاً للاستفادة من هذه الخاصية للوصول إلى جمهور جديد.
وفي الأخير، شاركنا برأيك أو تجاربك في إنتاج ونشر الفيديوهات عبر الشبكات الاجتماعية.