هل لازال الفيسبوك وسيلة فعالة للتسويق الرقمي؟
ظهر الفيسبوك واستطاع أن ينتشر بشكل كبير في سنوات قليلة، لم تمضي فترة بسيطة حتى أصبح الوجهة الأولى للتسويق الرقمي والشبكي، فلقد قدم لنا (صفحات الفيسبوك) لتحل مشكلة تمثيل الجهات في الشبكة بدلاً من الأفراد، كانت خطوة ذكية حققت الكثير من المكاسب للفيسبوك نفسه من ناحية الإنتشار، وهي كذلك (كانت) تحقق الكثير من الفائدة للأفراد والجهات الذين تمكنوا من أن يصلوا إلى جمهور واسع عبر تلك الصفحات الفيسبوكية.
لعلك لاحظت أني استخدمت كلمة (كانت) في الفقرة السابقة، نعم لأن المشكلة أن صفحات الفيسبوك حالياً لم تعد بتلك الفعالية كما في السابق، ببساطة لم تعد تصل المنشورات إلا إلى أعداد قليلة جداً من المعجبين بالصفحة، فحتى لو كانت صفحتك الفيسبوكية تحتوي على مئات الآلاف أو ملايين المعجبين والمتابعين، فإنك حين تنشر المنشور فهو لن يصل إلا لأقل من 5% منهم.
السبب هو في سياسات الفيسبوك في السنوات الأخيرة فيما يخص الصفحات، والخوارزميات التي تقوم بفرز المحتوى القادم واختيار البعض منه فقط لعرضه على المستخدم في صفحته الرئيسية، وإذا كنت صاحب صفحة فأنت بالتأكيد تعرف هذه المشكلة وتلاحظ أن منشورات صفحتك لم تعد تصل إلى الكثير من المعجبين بها. أم السبب الآخر فقد يكون مقصوداً من أجل أن تنفق بعض المال للإعلان عن منشوراتك وتساعد الفيسبوك في جني بعض المال، فأنت مضطر للإعلان كي توصل منشوراتك إلى بعض أو جميع متابعي صفحتك.
قد يقول قائل (لقد تم استدراجنا وضحك علينا الفيسبوك، لقد أنفقنا الكثير من الأموال للدعاية للصفحة ونشرها لكسب المعجبين بها داخل الفيسبوك، ظناً منا أن أولائك المعجبين بالصفحة قد اصبحوا في أيدينا، نصل إليهم متى ما أردنا، لكن الآن لم تعد تلك الأرقام الكبيرة التي تتزين بها الصفحة إلا من أجل التظاهر والتفاخر).
الوصول إلى الشريحة المستهدفة
بعيداً عن المقدمة الحزينة التي كتبتها في الأعلى، ورغم كل شيء، يظل الفيسبوك وسيلة فعالة للوصل إلى الشريحة المطلوبة بالتحديد وبأقل التكاليف، إنسى موضوع كسب المعجبين بصفحتك الآن، وركز على فكرة إيصال الرسالة التسويقية إلى الجمهور عبر الفيسبوك، طبعاً سيكون لزاماً عليك أن تمتلك صفحة فيسبوك تضع الإعلان بها ثم تبدأ الحملة، لكن لا تجعل الهدف هو كسب المعجبين للصفحة فأنت تبدد أموالك، اجعل الهدف هو إيصال الرسالة التسويقية أو الحصول على عمليات شراء حقيقة أو زيارات لموقعك.
لأن الفيسبوك شبكة اجتماعية، ولأنه يعرف الكثير من المعلومات عن كل مستخدم، فهو يعتبر وسيلة تسويقية فعالة، فهو يضع لك تلك المعلومات بشكل على طبق من ذهب من أجل استخدامها في تشكيل الشريحة التي تريد عرض إعلانك لها، وبناءً عليها سوف تقوم بتحديد الجمهور المستهدف بالتحديد وخاصة جغرافياً وديموغرافيا (مثل السن والجنس).
يوفر الفيسبوك نظاماً اعلانياً قوياً، يحتوي على العديد من الخصائص التي تساعدك لإدارة حملة اعلانية فعالة بأقل التكاليف، الأمر يحتاج إلى خبرة كافية لأن النظام الإعلاني متطور وفيه الكثير من الخصائص التي قد تكون مساعدة لك في إدارة الحملة، عموماً يمكنك الاستفادة من مقالاتنا السابقة حول هذا الأمر:
الانتشار الفيروسي
الفائدة التسويقية الأخرى التي لازالت باقية عبر شبكة الفيسبوك، هي الاستفادة من الشبكة في نشر محتواك الإبداعي، الذي يلفت الأنظار ويرسم صورة (وااااو) على وجه المستخدم حين يشاهده (وخاصة عندما يكون فيديو) ذلك المحتوى المميز سوف يجد طريقه للانتشار في شبكة الفيسبوك عبر المستخدمين الآخرين، فكلما كان المحتوى ابداعياً ومميزاً كان المستخدم أكثر تحمساً لمشاركته ونشره عبر حسابه كي يشاهده الأصدقاء، ونشر بعد نشر وإعجاب بعد إعجاب ينتشر ذلك المحتوى بشكل سريع في وقت قصير.
هذه الأيام، المحتوى الأفضل الذي يجد طريقه للإنتشار في الفيسبوك هو (الفيديو)، إذاً فالخطة التي ينبغي المضي فيها هي إنتاج فيديو إبداعي بطريقة غير مألوفة وبتفكير خارج الصندوق لإيصال رسالتك التسويقية أو نشر منتجك أو خدمتك الرقمية، ولا تنسى أن يكون هنالك قيمة إضافية يستفيد منها المستخدم مجاناً، بعد ذلك يمكن نشر الفيديو في الصفحة ثم إعطائه دفعة بسيطة عبر الترويج له ودفع بعض المال من أجل أن يصل إلى الصف الأول الذي سيقوم بعد ذلك بنشره والتفاعل معه.
قبل أسابيع، نشر صديقي فارس البيل مقطع فيديو لبنت موهوبة تعزف على آلة موسيقية، المفاجأة أن ذلك الفيديو حصد أكثر من مليون مشاهدة في 3 أيام فقط، رغم أنه ليس من مشاهير الفيسبوك ولم يقم بالترويح للفيديو أو بذل أي جهود لنشره، لقد انتشر فقط لأنه مميز فعلاً وقابليلة للانتشار فيه عالية.
وختاماً، صحيح أن الفيسبوك لم يعد ملك التسويق الشبكي كما كان في السابق، لقد لقد ظهر الكثير من المنافسين في الساحة، من أهمهم سناب شات والانستقرام وغيرها من الشبكات، لذلك فحاول تجربة العديد من القنوات الشبكية ومقارنة النتائج حتى تصل إلى أفضل وسيلة إعلانية تناسب احتياجاتك.