“إنسيبيو”: كيف نمت شركة لصناعة مُلحقات الهواتف المحمولة في صمت لتصل الى واجهات ٥٠ ألف متجر حول العالم
إذا كنت من مالكي أحد الهواتف الذكية المُتطورة، فرُبما تكون قد سمعت بصانع مُلحقات الهواتف والأغطية الواقية، “إنسيبيو – Incipio”. ولكن إذا لم تكن قد سمعت بتلك الشركة الواعدة، فدعني أنصحك بأن تتذكر إسمها جيدا، إذ لربما تُصبح تلك الشركة، التي تأسست عام ١٩٩٩، قريبا الكيان الأكبر في تلك الصناعة الحيوية التي يغفل الكثيرون عن حجمها الهائل.
من بين كل ١٠ ملاك لهاتف آي فون، يشتري ٩ منهم غلاف أو غطاء واقي لهواتفهم الثمينة، وقد قُدر حجم هذا السوق، الذي رُبما يبدو للبعض تافها، في بريطانيا العام قبل الماضي ب٦٧ مليون جنيه إسترليني.
نجحت شركة Incipio، التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية مقرا لها، في الإستثمار في هذا السوق بنجاح شديد. وتوسعت الشركة من مُجرد شركة ناشئة في العام ١٩٩٩، الى علامة تُجارية كُبرى تضُم تحت لوائها أكثر من عشرة علامات تجارية أُخرى تعمل جميعها في مجال مُلحقات وحقائب وأغلفة الأجهزة الإلكترونية المُختلفة.
إعتمدت Incipio مُؤخرا على إستراتيجية السيطرة والإستحواذ على كبار مُنافسيها في هذا المجال، وكان آخر تلك الصفقات هو إستحواذها بالأمس على شركة Griffin الأمريكية، والتي تُنتج مجموعة مُتكاملة من مُلحقات الاجهزة الإلكترونية والأجهزة الصوتية وخزائن الطاقة وغيرها، في صفقة لم تُعرف بعد قيمتها الفعلية. ولكن تلك لم تكن البداية، ولكنها في الواقع نهاية عام ملئ بصفقات الإستحواذ المُوفقة التي أنجزتها Incipio بعد أن سيطرت مّنذ عام تقريبا على شركة Incase المُتخصصة في إنتاج حقائب الحاسبات المحمولة والهواتف الذكية، ومن بعدها في شهر يونيو الماضي إستحوذت على شركة Skullcandy المُنتجة للسماعات الإحترافية في صفقة بقيمة ١٧٧ مليون دولار أمريكي.
ولكن تاريخ Incipio في هذا المجال يمتد الى ما قبل ذلك أيضا، حيث شهد العام ٢٠١٢ شرائها لشركة Tavik الخاصة بالحقائب والأغلفة الواقية، ثُم شركة Braven الكندية في عام ٢٠١٣. وبهذة القائمة الطويلة من العلامات التجارية الشهيرة في سوق مُلحقات الأجهزة الإلكترونية المُزدهر أصبحت مُنتجات Incipio حاليا تُباع في أكثر من ٥٠ ألف متجر مُتخصص حول العالم، وبمبيعات إجمالية تتجاوز ال٢٠٠ مليون دولار سنويا.
يبقى المُثير في الأمر في تقديري هو في القدرة على الإستثمار بنجاح في سوق قد يبدو للكثيرين صغيرا، أو ربما غير مُجديا إقتصاديا، ولكن الواقع هو أن إقتصاديات الكم، وفي وجود الجودة والتميز، تُثبت مرة بعد مرة قدرتها على تحقيق النجاح أيا كان السوق المُستهدف.