هل تنجح أول شركة طيران في العالم تعتمد على حملة للتمويل الجماعي عبر الإنترنت في الإنطلاق ؟!
أثبتت شبكات التواصل الإجتماعي نجاحا باهرا في حشد جهود البشر حول العالم في تحقيق عديد من الإنجازات التي لم يكن يتصور أحد من قبل إمكانية تحقيقها. ويتمثل هذا النجاح في قدرة الشبكات الإجتماعية على أن تُحول جهود و أموال ووقت أفراد مُستقلين في كل مكان في العالم عبر الإنترنت لتُصبح مشروعات تشارُكية ضخمة ومُؤثرة.
تبني اليوم شركة ناشئة جديدة، تتخذ من بريطانيا والهند مقرا لها، على هذا النجاح الذي حققته منصات العمل الجماعي عبر الإنترنت، وتأمل في أن تستغل منصة للتمويل الجماعي عبر الإنترنت لجني التمويل اللازم لإطلاق شركة طيران دولية جديدة مُنخفضة التكلفة تحمل الإسم POP.
ويتطلع القائمون على شركة POP الى إطلاق خط جوي لنقل الركاب بمعايير عديدة مُبتكرة، حيث ستُحلق طائرتهم الأولى بين مطار ستانستد في بريطانيا ومدينتي أحمدأباد و أمريتسار الهنديتين، وجميع هذة المُدن هي من مُدن الصف الثاني التي تلقى إهتماما أقل من جانب مُشغلي خطوط الطيران العالمية الكُبرى. بالإضافة الى وجهاتها المُبتكرة، تضع الشركة سياسة تهدف الى إستخدام ٥١٪ من أرباح الشركة في تمويل إطلاق مشروعات تنموية خيرية.
ولكن طموحات شركة POP رُبما تصطدم بالواقع المادي الصعب، حيث تحتاج الشركة الى تمويل مبدئي يبلغ ٥ ملايين جنيه إسترليني كي تستطيع إطلاق أولى رحلاتها، وتستهدف شركة POP بيع ١٠ آلاف تذكرة ذهبية تبلغ قيمة كل منها ٥٠٠ جنيه إسترليني لتحصيل قيمة الإستثمار المطلوب لإطلاق الشركة.
سيحصل ال١٠ آلاف مُسافر الذين سيُساهمون في تمويل إطلاق الشركة، بشرائهم لتلك التذاكر الذهبية، على قائمة مميزات تشمل الحصول على رحلة مجانية (ذهاب وعودة) الى أيا من الوجهات التي ستطير إليها طائرات الشركة، وكذلك خدمات مجانية من بينها الحصول على وجبة مجانية، وحقيبة سفر إضافية مجانا طوال مدة ٥ أعوام من تاريخ إطلاق الشركة الفعلي عند إستخدامهم لأي من رحلات الشركة، وخدمة إنترنت لاسلكي مجانية على متن الطائرة طوال نفس الفترة، وسيتم توجيه جزء من قيمة تلك التذكرة الذهبية أيضا الى المُنظمات الخيرية.
وستستخدم الشركة طائرات Airbus A330-300 حديثة مُجهزة ب٣٧٨ مقعدا، تقع جميعها في فئة الدرجة السياحية، بدون أي مقاعد للدرجة الأولى، وستُجهز الطائرات بخدمة الإنترنت اللاسلكي، وتم تصميمها لتُتيح مساحة أكبر للمقاعد السياحية التقليدية.
وفي حين لايزال التحدي صعبا في تمويل أول شركة طيران في العالم تعتمد على التمويل الجماعي عبر الإنترنت، إلا أن القائمون على شركة POP يأملون في أن تنجح الشركة في الحصول على المال اللازم لإطلاق أولى رحلاتها قبل نهاية العام الحالي. ويبقى السؤال، هل ينجح الإنترنت في تحقيق هذا التحدي الجديد كذلك ؟!
أكيد مجانين أو يحلمون!