إعلان تويتر الجديد قد يسمح لها بتثبيت أقدامها والعودة من بعيد
حمل إعلان شبكة تويتر الأخير الذي صدر مع بداية الأسبوع الجاري أخبارًا سارّة للشركة، فبعد ساعات قليلة من بث الإعلان لأول مرّة أعلنت الشركة عن نتائجها المالية للربع الثاني والتي شهدت تقليصًا في مُستوى الخسائر بالإضافة إلى نمو متباطئ بعض الشيء في نسبة المُستخدمين.
ولم تقف الشبكة مكتوفة الأيدي بالنتائج والإعلان فقط، بل تحدّثت مسؤولة قسم التسويق فيها، Leslie Berland، في تدوينة ترافقت مع ظهور الإعلان الذي حمل فكرة وحيدة فقط ألا وهي وظيفة شبكة تويتر ومكانها ضمن الشبكات الاجتماعية.
تحدّثت في مقالات سابقة عن تويتر وتحديدًا عن سعيها في جميع الاتجاهات أملًا في الحصول على رضا الجميع، ولم تأتي مقالتي من فراغ أبدًا، بل جاءت نتيجة للميّزات التي قامت باقتباسها من شبكات ثانية لتضمينها في محاولة لجلب شريحة أكبر من المُستخدمين.
أما الإعلان فهو أكمل فكرة ” هل كانت تويتر منذ البداية مُجرد فقاعة تقنية؟ ” وحدد باختصار وظيفة الشبكة الاجتماعية التي لم تعد تجد مكانًا لها في ظل روّاج فيسبوك وسناب شات أو حتى انستجرام.
إعلان تويتر الأخير يُظهر بعض الأحداث التي تجري في العالم مع بعض التساؤلات من قبل المُستخدمين حول ما يحدث في العالم، أو من أين بدأ الحديث في هذه المواضيع، ليُركّز المُخرج على شبكة تويتر دلالة على أنها الحل الأمثل الذي يسمح للمُستخدمين بالاطلاع على الأحداث العالمية ومعرفة التفاصيل بدقّة بعد الاستعانة بنظام الوسوم hashTags الذي بُنيت عليه هذه الشبكة.
أما تدوينة مسؤولة قسم التسويق في الشركة فركّزت على تعريف المُستخدمين بشبكة تويتر من جديد، حيث قالت إن الكثير من المُستخدمين لم يعرفوا سبب وجود تويتر أو استخدامه، فالبعض اعتقد أنه شبكة اجتماعية أُخرى للتواصل مع الأصدقاء. وأضافت أن البعض ظن أيضًا أنه بحاجة للتغريد بشكل يومي للاستفادة من تويتر، ولهذا السبب كان لابد من نشر هذا الإعلان لتوضيح الأمور بشكل أكبر.
ما أعاق تويتر تمامًا هو غياب الهوية لفترة طويلة من الزمن، فتارة تتجه لبث الفيديو بشكل مُباشر، وتارة أخرى تستثمر في شبكة اجتماعية للموسيقى، وهي ممارسات لم تفهم في ذلك الوقت لأن تويتر وصفت على أنها شبكة للتدوين المُصغّر، ويراها البعض على أنها وسيلة للمحادثات الفورية، بينما يراها البعض الآخر شبكة اجتماعية على غرار فيسبوك.
لكن بعد التصريحات الأخيرة والحملة الإعلانية بدا واضحًا أن تركيز الشبكة يتجه نحو الأخبار بشكل كبير، سواءً كانت أخبار محلية على أصعدة سياسية، اقتصادية، قومية. أو حتى على أصعدة شخصية، محلية ضمن المنطقة كنطاق صغير، أو المحلية ضمن الولاية كنطاق أكبر.
عوملت تويتر لفترة طويلة على أنها شبكة للتدوين الشخصي المُصغّر Micro-Blogging، وهو استخدام أتى من القائمين عليها الذين استغلوا على مايبدو شهرة المدونات الشخصية في ذلك الوقت، لكن ومع صدور الإعلان فهمنا كمُستخدمين أنها شبكة تهتم بالأخبار ونشرها وأرشفتها بعد الاستفادة من نظام الوسوم، فالبحث في جوجل سوف يعود بنتائج كثيرة بكل تأكيد، لكن تويتر سوف تكون المكان الأمثال للحصول على آخر التحديثات أولًا بأول وفور صدورها دون وجود حاجة للانتقال بين الروابط، أو حتى انتظار عناكب مُحركات البحث لتقوم بعملية الأرشفة بناءً على عوامل كثيرة قد تُعيق وصول المعلومة بشكل فوري للمُستخدمين.
تزامن إطلاق الإعلان مع صدور النتائج المالية من شأنه تحسين علاقة الشبكة بالمُستثمرين الذين بدوا أنهم في طريقهم نحو فقدان الثقة والتوجه لمنصّات أُخرى، وبالتالي وإذا ما استمرت نسبة الخسائر بالتراجع، فإن تويتر قد تُثبّت أقدامها من جديد بين الشبكات الاجتماعية التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.