التسويق الرقمي عبر الشبكات الاجتماعية؛ مقدمة نظرية
لازال التسويق الرقمي يتوسع أكثر وأكثر ويسحب البساط من تحت الوسائل التقليدية مثل المواد المطبوعة (الجرائد والمجلات) أو التلفاز والراديو، ومع توسع الانترنت وانتشاره وتقدم تقنيات الاتصالات يصبح التسويق الرقمي أفضل بكثير وأكثر جدوى من الطرق التقليدية لأنك من خلاله تستطيع الوصول إلى الجمهور المطلوب والمستهدف إضافة إلى أنه أرخص بكثير من الوسائل التقليدية.
التسويق الرقمي هو الحل الأول لنوعية معينة من الإعلانات، وهي تلك التي تهدف إلى جلب الزوار والعملاء إلى منتجك أو خدمتك، خدمتك التي تعرضها من خلال الموقع الإلكتروني أو المنتج الذي يمكن شراؤه عن طريق الانترنت، كما أنه كذلك مفيد جداً عندما يكون الجمهور المستهدف محدوداً، مثلاً عندما تريد ايصال رسالتك التسويقية للنساء اللواتي في مدينتك فقط (عندما يكون المنتج متعلق المرأة) هنا التسويق الرقمي يثبت جدارته.
التسويق الشبكي
هو تسويق رقمي لكنه يركز على شبكات التواصل والتطبيقات الاجتماعية، ليحقق الإعلان الانتشار الواسع بأقل التكاليف، هذا النوع من التسويق يعتمد على عنصرين اثنين، عنصر الدفع الأولي وعنصر الاستمرار في الانتشار، ففي البداية يجب أن يكون هنالك دفعة أولية للإعلان كي يحقق بعض الانتشار في مدة قصيرة، ثم يأتي العنصر الثاني وهو الاستمرار في الانتشار بحيث تتوقف أنت عن دفعه إلى الأمام ويبدأ الإعلان بدفع نفسه بنفسه وتحقيق الانتشار أكثر وأكثر بدون تكاليف أو جهدك منك.
أولاً: الدفع الأولى: في هذه المرحلة الأولى يجب أن تقوم أنت بدفع إعلانك، يحتاج هذا الأمر إلى (دفع) مبالغ مالية من أجل صنع اعلان ناجح عبر أي شبكة أو منصة اعلانية مثل الفيسبوك أو اليوتيوب أو غيرها، كما قد يتطلب الأمر إنتاج إعلان فيديو ملهم ومميز يحبه الناس وينشرونه بأنفسهم، المهم أنك يجب أن تضحي ببعض المال والوقت من أجل صُنع إعلان قابل للإنتشار وكذلك دفع بعض المال من أجل إيصاله إلى جمهور مستهدف واسع.
ثانياً: الاستمرارية: بعد ذلك وبقدر تميز وجاذبية إعلانك، سوف يجد طريقه للإنتشار حتى بعد أن توقف تلك الإعلانات التي تدفع عليها المال، فتلك الشبكات الاجتماعية تتميز بخاصية الـ(مشاركة) التي تمكن كل مستخدم من نشر ومشاركة المحتوى المميز وإرساله إلى أصدقائه بكل سهولة، ثم يقوم بعض الأصدقاء بنشر ذلك الإعلان لأصدقائهم، وهكذا يستمر الإعلان في الانتشار بفعل تلك الخاصة وبسبب تميزه وجاذبيته.
العنصر الثاني هو الصعب، فصناعة اعلان تجاري بمواصفات معينة تجعله قابل للانتشار من تلقاء نفسه أمر يحتاج إلى الكثير من الإبداع والشغل، لكنه سيوفر الكثير من الأموال للشركة أو لصاحب الإعلان وسيحقق الانتشار الكبير لصاحب للمنتج أو الخدمة.
الخدمات المجانية
من الوسائل الفعالة في تحقيق عنصر (الانتشار التلقائي) للاعلان عبر شبكات التواصل الاجتماعية، هو تقديم خدمة أو خدمات مجانية، فعندما يكون الإعلان عن خدمة مجانية مفيدة ومميزة، سيجد المستخدم دافعاً قوياً لمشاركة ذلك الإعلان كي يفيد أصدقائه به، وخاصة عندما يصل الإعلان إلى الشخص المناسب المهتم بتلك الخدمات أو المنتجات، وهذا الأمر طبعاً متيسر عبر تحديد الجمهور المستهدف وتحديد اهتماماته عبر المنصات الإعلانية التابعة للشبكات الإجتماعية وأخص بالذكر الفيسبوك.
قد تقول في نفسك، ولماذا أقدم خدمة مجانية ثم ادفع المال للإعلان عنها وإشهارها؟ سأجيبك بأن هذا هو الأسلوب الجديد في التسويق والذي يثبت نجاحه يوماً بعد يوم، أن تقدم جزء من الخدمة بشكل مجاني لتحقق الانتشار، أما الخدمة الكاملة فتكون بمقابل مادي، أو أن تقدم بعض المحتوى المجاني المفيد لجلب الجمهور للمحتوى الغير المجاني الأكثر إفادة، هكذا تُدار الأمورز
الشبكات الأفضل
نأتي إلى السؤال المهم، أيُ الشبكات والتطبيقات الاجتماعية هي الأفضل للتسويق الرقمي؟ الأمر يختلف بحسب مجالك وتخصص منتج أو خدمتك، وكذلك طبيعة الإعلان الذي ستقوم بنشره، لكن دعني في البداية أتطرق إلى أمر مهم وهو أن هنالك نوعين من التسويق الشبكي: بناء الجمهور، ونشر الإعلان.
أما بناء الجمهور فهو عندما تريد أن تكسب عدد كبير من المتبابعين لحسابك أو صفحتك في تلك الشبكات الاجتماعية، جمهور مستهدف مهتم بما تقدمه، من أجل ان تقوم بتسيوق ما لديك فيما بعد إلى ذلك الجمهور دون أن تدفع الأموال الكثيرة للوصول إليهم لأنهم ممن يتابعونك فعلياً.
في هذا النوع من التسويق يأتي الفيسبوك في مرتبة متدنية بسبب سياساته بخصوص صفحات الإعجاب، حيث أن المنشورات في هذه الصفحات لم تعد تصل إلى جميع المشتركين في الصفحة ولا حتى لـ 10 % منهم، أما في المراتب العليا فيأتي تطبيق سناب شات لأن الجمهور فيه متفاعل والمشاهدات فيه عالية، أما تويتر فيحتل مرتبة جيدة أيضاً في الوسط؟
أما نشر الإعلان: فشبكة الفيسبوك تأتي في المراتب العليا بسبب المنصة الإعلانية المتطورة التي تتيح لك العديد من الخيارات من أجل الوصول إلى الجمهور المستهدف، أما سناب شات فهو لا يوفر منصات إعلانية متاحة للأفراد، لذلك قد يتطلب الأمر الاتفاق مع مشاهير السناب شات من أجل الاعلان لمنتجك أو خدمتك، وهذا ربما يكلفك الكثير من المال لأن أسعار الاعلانات في السناب شات عالية.
تطبيق سنات شات مفيد لعمل التغطيات الإعلانية، وليس مفيداً للإعلان عن المنتجات الرقمية التي تتطلب جذب الزوار والعملاء إلى الموقع او المنتج الرقمي، لأنه من الصعب نشر الروابط الإعلانية عبر السناب شات، أما التغطيات الاعلانية فالمقصود بها الإعلان عن المطاعم والمنتجعات، وكذلك عن المؤتمرات والأنشطة وغيرها مما يكون على أرض الواقع ويمكن خوض التجربة فيه ونشر التصوير عن أجزائه أو أحداثه.
ماذا بعد ..
كانت هذه مقالة تقديمية عن التسويق الرقمي عبر الشبكات الاجتماعية، وفي المقالة أو المقالات التالية ان شاء الله سوف نتطرق بشيء من التفصل عن التسويق في كل شبكة على حدة ومميزاته وعيوبه، مثلاً سوف نأخذ مسألة التسويق الرقمي عبر الفيسبوك، ثم تويتر ثم غيرها من الشبكات الاجتماعية ونعرض السلبيات والإيجابيات بشكل عام ليجد المبتدئ في هذا المجال مدخلاً جيداً كي يبدأ رحلته التسويقية عبر تلك الشبكات، والله الموفق.