مقالات

تطبيقات جوجل المُتميّزة على آيفون، حُب للسيطرة أم مُحاولة للجذب نحو أندرويد؟

لا تُعتبر سيطرة شركة جوجل بتطبيقاتها على عالم الإنترنت والحواسب من الأمور حديثة العهد أبدًا، فمُحرك بحثها وخدماتها مثل يوتيوب، نظام الخرائط، أو حتى الترجمة ومنصّتها الإعلانية خير دليل على أنها من الشركات التي تُسيطر على الويب بشكل كامل مُنذ ما يُقارب العقدين من الزمن.

ومع ظهور الأجهزة الذكية واستحواذ جوجل على نظام أندرويد ازدادت هذه السيطرة وأصبحت علامة جوجل جزءًا لا يتجزء من حياتنا اليومية على الحاسب أولًا، والأجهزة الذكية ثانيًا، ودخلت في مُنافسة شرسة مع شركات مُختلفة التخصصات مثل آبل ومايكروسوفت من جهة، وفيسبوك وتويتر من جهة أُخرى.

وبما أن الهواتف الذكية والحواسب اللوحية هي الصيحة المُطلقة في يومنا الراهن، فإن جوجل كان لها الكلمة العُليا إلى حد ما من خلال تطبيقاتها الموجهة لهذه الأجهزة، لكن وفي ظاهرة غريبة بعض الشيء تُقدّم الشركة مجموعة من التطبيقات المُتميّزة لأجهزة ألد مُنافسيها، شركة آبل، بل وتُوفّر بعض التطبيقات بشكل أساسي لأجهزة آيفون دون توفيرها لأجهزة أندرويد إلا بعد مُضي فترة قد تصل إلى سنة في بعض الحالات.

وبناءً على ذلك، هل تسعى جوجل بالفعل إلى بسط سيطرتها المُطلقة على الأجهزة الذكية من خلال تطبيقاتها؟ أم أنها تستخدم تلك التطبيقات لإغراء مُستخدمي أنظمة التشغيل الأُخرى لحثّهم على الانتقال إلى استخدام نظام أندرويد الذي يوفر مُعظم تلك التطبيقات بشكل افتراضي؟

gboard_gif_regularSearch

لعل أبرز التطبيقات التي أطلقتها جوجل حصريًا لأجهزة آيفون هو تطبيق Gboard، وهو عبارة عن لوحة مفاتيح ذكية تُسهّل عملية الكتابة على هذه الأجهزة مع إمكانية الاستفادة من خدمات جوجل من داخل اللوحة ودون الحاجة لمغادرة التطبيق أو فتح تطبيقات أُخرى.

يُمكن لمُستخدمي Gboard استخدام مُحرك البحث للبحث عن مواضيع، صور، أو مقاطع فيديو من يوتيوب بالإضافة إلى نظام الخرائط، كل هذه الميّزات من مكان واحد لتقدّم بذلك تجربة استخدام فريدة من نوعها، وهو ما دفعني لاعتبار أن ” صفعة أندرويد القادمة قد تقضي على جميع المنافسين ”.

جوجل وعدت بالفعل بتوفير هذه اللوحة لنظام أندرويد دون تحديد موعد فعلي حتى هذه اللحظة، وبالتالي يبقى مُستخدمو آيفون الشريحة المُدللة عندها ليس بفضل هذه اللوحة فقط، بل بفضل تطبيق Motion Stills المُتميّز الذي أُطلق لأجهزة آبل فقط.

بما أن المُشاركة عبر الإنترنت أصبحت بطابع حيوي وحركي بعض الشيء، عادت الصور المُتحركة بلاحقة GİF إلى الواجهة من جديد، بل لجأت بعض الشركات مثل آبل إلى تطوير صيغتها الخاصّة التي تُعرف باسم Live Photos، كما أطلقت إتش تي سي هذه الخاصيّة باسم Zoe، وأخيرًا شركة سامسونج التي وفّرت إمكانية تصوير صور مُتحركة باستخدام الكاميرا وبلاحقة GİF.

جوجل لم تلعب دور المُتفرّج وأطلقت تطبيق Motion Stills لالتقاط الصور الحيّة – Live Photos – على أجهزة آيفون، كما وفّرت إمكانية استعراضها من مكان واحد، دون نسيان إمكانية تحويلها إلى صور بلاحقة GİF لمشاركتها بسهولة أكبر على الإنترنت.

وبهذا وفّرت جوجل من جديد لمُستخدمي آيفون خاصيّة جديدة لا تتوفر حتى الآن بشكل افتراضي لمُستخدمي أندرويد دون أسباب أو أعذار أبدًا.

وإذا ما ابتعدنا عن التطبيقات الجديدة الحصرية وتحدثنا عن التطبيقات المتوفرة لكلا النظامين، فسوف نجد أن بعض تطبيقات جوجل على آيفون تُقدّم أداءً أفضل، باستثناء تطبيق İnbox بكل تأكيد الذي يُقدم تجربة استخدام مُميّزة على جميع المنصّات.

بداية مُحرك البحث المُدمج داخل نظام أندرويد بشكل كامل؛ يُمكن إجراء أي عملية بحث بكل سهولة وأريحية داخل أندرويد والحصول على النتائج بشكل فوري، لكن وعند الضغط على أي رابط يتم فتحه في تبويب يختفي أثره بعد إغلاقه، دون وجود أي وسيلة واضحة للعودة إلى الروابط أو عمليات البحث التي قام بها المُستخدم بكل سهولة.

في المُقابل، يعرض تطبيق بحث جوجل داخل آيفون عمليات البحث التي قام بها المُستخدم بشكل واضح مما يُسهّل العثور على النتائج التي أعجبت المُستخدم والتي قام بزيارتها في السابق.

أما تطبيق جوجل الآخر الذي يُقدّم تجربة أفضل على آيفون فهو تطبيق جوجل هانج آوتس Hangouts، فالكثير من مُستخدمي التطبيق على أندرويد يشتكون من العناصر التي يتغيّر موضعها مع كل تحديث جديد، بالإضافة إلى عدم وضوح طريقة الاستفادة من بعض الخدمات مثل المُشاركة على سبيل المثال لا الحصر. أما في آيفون، فعناصر الواجهة الرئيسية ثابتة وواضحة بل وسهلة الاستخدام لا تترك مجالًا للتذّمر في نفس مُستخدمي التطبيق.

رُبما يجد مُطورو تطبيقات جوجل في نظام آي أو إس سلاسة أكبر في التعامل من خلال الضوابط الكثيرة الموضوعة من قبل شركة آبل، وبالتالي حصر الخيارات الموجودة أمام المُطوّر تُساعده في صب التركيز بشكل أكبر على إخراج التطبيق بأفضل صورة مُمكنة بعد تقليل عناصر التشتت، أو لربما يجد المُطورون أن التطوير أفضل في بيئة xCode إذا ما قُورنت ببيئات تطوير جوجل Eclipse سابقًا، وأندرويد ستوديو حاليًا.

وبعيدًا عن المُطورين وتفضيلاتهم يبقى السؤال الأبرز حول أسباب جوجل وراء ذلك، والتي من وجهة نظري الشخصية اجدها نوع من السيطرة المُفيدة للمُستخدمين، فالتوفّر على جميع المنصّات يجعل الحل التقني مُحبب الاستخدام، ولعل خدمة صور جوجل Google Photos وتطبيق تيليجرام، وهي خدمات تدعم الحواسب وجميع الأجهزة الذكية، خير مثال على الحلول التقنية التي انتشرت بسرعة كبيرة بفضل هذه النقطة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى