مقالات

الفروقات بين الواقع الافتراضي Virtual، والواقع المُعزز Augmented، والواقع المُختلط Mixed

بكل تأكيد وصل مُصطلح الواقع المُعزز Augmented Reality إلى مسامعكم بعد الانتشار الكبير الذي حققته لعبة بوكيمون Pokemon Go في الآونة الأخيرة. وللتوضيح فإن اللعبة ليست هي من قدّمت هذا المفهوم التقني أو قامت باختراعه، لكن استخدامها لهذا المفهوم زاد من شعبيّته.

ولكي نزيل الغموض دعونا نتفق على بعض المُصطلحات، فكلمة الواقع Reality تعني الشيء الذي ندركه باستخدام أحد حواسنا؛ فمن خلال العين نُدرك الواقع بشكل بصري ونرى الأشياء وطريقة توضّعها وما إلى ذلك. أما كلمات مثل افتراضي Virtual، مُعزز Augmented أو مُختلط Mixed، فما هي إلا كلمات تدل على التغيير الذي نقوم به على الواقع المُحيط.

وتُعتبر أدوات أو تقنيات تغير الواقع من أبرز الصيحات التقنية التي توجهت نحوها الكثير من الشركات مثل سامسونج، وفيسبوك، وجوجل، ومايكروسوفت، وما هذه إلا أمثلة بسيطة على الشركات التي أفردت أقسامًا خاصّة لتطوير أجهزة تُغيّر الواقع باستخدام إحدى التقنيات المذكورة في الأعلى.

  • الواقع الافتراضي

الواقع الافتراضي Virtual Reality هي تقنية تقوم بأخذ المُستخدم نحو واقع جديد غير الواقع المتواجد به حاليًا من خلال نظّارة على الأغلب ونظام صوتي ثلاثي الأبعاد لتعزيز التجربة بأكبر قدر مُمكن.

جميعنا شاهدنا مقاطع الفيديو بزاوية 360 درجة في فيسبوك ويوتيوب، وهي مقاطع تسمح للمُستخدم باستخدام الماوس أو تحريك الهاتف الذكي من أجل تدوير المقطع ومُشاهدته من جميع الزوايا وكأن المُستخدم بالفعل متواجد في ذلك المكان.

طبعًا للوصول إلى أفضل تجربة استخدام للواقع الافتراضي يجب استخدام نظارة تحوي على شاشة صغيرة، أو استخدام الهاتف الذكي داخل النظارة كوسيلة لإظهار المُحتوى. يقوم بعدها النظام بتقسيم الشاشة إلى قسمين مُتساويين عارضًا بداخلهم نفس الصورة ليقوم الدماغ بعملية المُطابقة لتظهر وكأنها صورة واحدة.

وللتنويه فقط، يقوم الدماغ بعملية المُطابقة بشكل دائم، فهو يستلم الصورة من العين اليُمنى واليُسرى ويقوم بماطبقتهما معًا لتظهر وكأنها صورة واحدة على الرغم من أن كل عين تُشاهد لوحدها وتُرسل له المشهد بشكل مُنفصل.

وبالتالي ولفرض واقع جديد أو افتراضه إن صح التعبير، يقوم النظام بإرسال صورتين لنفس المشهد للدماغ للمُطابقة وهُنا يشعر المُستخدم وكأنه هناك، أي وضعه في واقع افتراضي وليس حقيقي يُمكن الانتقال فيه من خلال تحريك الرأس فقط، مع وجود بعض الأجهزة البسيطة التي تُساهم في عملية الادخال، كما ظهرت بعض النماذج التي تسمح للمُستخدم بالحركة للأمام والخلف لكشف المزيد من التفاصيل، وهي نماذج لا يعيقها شيء أبدًا، فالتقنية سهلة التطوير، لكن تصوير هذا النوع من المقاطع هو الأهم بكل تأكيد.

livingroom

  • الواقع المُعزز

يُمكن تلخيص هذه التقنية بتعزيز الواقع الحالي ومن هنا جاءت تسمية الواقع المُعزز Augmented Reality، فالواقع الذي يعيش بداخله المُستخدم يبقى متوفرًا مع إضافة بعض العناصر إليه.

لعبة بوكيمون على سبيل المثال تستخدم الواقع المُعزز عند التقاط البوكيمون، فعند رمي الكُرة تقوم اللعبة بفتح الكاميرا وتصوير ما يظهر أمامها وتُسقط الكُرة والشخصية على هذه الصورة لتبدو وكأنها موجودة فعلًا في الواقع الحقيقي.

فلننسى لعبة بوكيمون ونأخد نظارات جوجل على سبيل المثال، يضع المُستخدم النظّارة في مدينة جدة على سبيل المثال، تقوم النظارة بتحديد الموقع الجغرافي للمُستخدم وعرض بعض الإشارات أو الإرشادات التعريفية، فعند النظر إلى بناء ما تقوم النظارة بعرض معلومات حول اسم البناء وعدد الطوابق وما إلى ذلك.

تتوفر أيضًا بعض التطبيقات من مايكروسوفت تسمح بتصميم المكاتب والمنازل وتجربة الأثاث، فبعد دخول المُستخدم إلى المنزل الفارغ واضعًا نظارة الواقع المُعزز يقوم تطبيق مايكروسوفت بعرض خيارات من الأثاث، وبعد اختيار أحدها يتم وضعه أمام المُستخدم في المكان الذي يرغب به لمعاينة شكله النهائي قبل شراءه.

  • الواقع المُختلط

يُمكن تكهّن تعريف هذه التقنية أو هذا الواقع بكل سهولة، فهو يجمع ما بين الواقعين المُعزز والافتراضي من خلال الحفاظ على المشهد الحقيقي أو البيئة الحقيقة للمُستخدم مع توفير عناصر افتراضية بداخلها.

قد تشعر أنها نفس تقنية الواقع المُعزز التي تُحافظ على المشهد الحقيقي مع إسقاط عناصر عليه، وهذا صحيح، لكن وكما قلنا سابقًا فإن الواقع الافتراضي يحاول فرض واقع جديد على المُستخدم، وهُنا يأتي دور الواقع المُختلط.

يتم الحفاظ على المشهد الحقيقي أمام المُستخدم ولتكن حديقة المنزل، وتقوم النظارة بعرض عناصر افتراضية عليها مثل نافورة ماء صغيرة، لكن في هذه التقنية يُمكن للمُستخدم التحكم بهذه النافورة ونقلها أو تغيير حجمها وإضافة بعض العناصر إليها من خلال أجهزة استقبال موجودة في اليد أو من خلال أوامر صوتية.

باختصار، الواقع المُختلط يسمح بالتحكم بالعناصر التي تم تعزيز الواقع بها لجعل المُستخدم يعيش تجربة افتراضية جديدة ومن هنا جاءت تسميته كواقع مُختلط.

في النهاية يُمكن للمهتمين بتغيير الواقع باستخدام التقنية الاطلاع على أكثر من 20 نظّارة متوفرة في الأسواق لمُحبي الواقع الافتراضي، وبشكل تقني أكبر يُمكن معرفة آلية عمل المُطابقة في نظّارة جوجل، كما يُمكن استعراض توجه مارك زوكربيرج في هذا المجال وطريقته الذكية في صناعة مُحتوى من هذا النوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى