كل ما تود معرفته عن مؤتمر آبل القادم في 13 يونيو
يختلف مؤتمر آبل للمطورين والذي سوف يُعقد في الفترة ما بين 13 و17 من شهر يونيو/حزيران الجاري عن المؤتمرات التي اعتادت آبل على عقدها في هذه الفترة من كل عام. فمؤتمر المُطورين أو WWDC كما يُطلق عليه هو المُلتقى السنوي الذي تُخاطب الشركة من خلاله أحد أهم عوامل نجاحها – المُطورين – وتكشف لهم واجهاتها البرمجية الجديدة وأحدث ميّزات أنظمة تشغيلها التي ارتفعت من 2 إلى 4 خلال العاميين الماضيين.
آي أو إس iOS، وماك أو إس إكس Mac OS X، بالإضافة إلى ووتش أو إس WatchOS وتي في أو إس tvOS هي العمود الفقري لشركة آبل والتي كانت سببًا في تشجيع الكثيرين على اقتناء أجهزة آبل على الرغم من خلوّها من بعض الابتكارات التقنية الموجودة في أجهزة من تصنيع شركات ثانية، فمن وجهة نظر البعض – وأنا منهم – تُوفر أنظمة تشغيل الشركة انسيابية عالية وسهولة في الاستخدام وسرعة في الاستجابة لا تتوفر في الكثير من الأنظمة أو التوزيعات الموجودة في السوق، دون نسيان الاستقرار والأمان خصوصًا في ماك أو إس إكس.
الاختلاف بين مؤتمر هذه السنة ومؤتمرات السنوات الماضية يكمن في المُنافسة العالية التي فرضتها شركات مثل أسوس Asus، إلى جانب جوجل وسامسونج، فعملاق البحث العالمي قدّم خلال مؤتمره الأخير مُساعد رقمي جديد، بينما قدّمت شركة سامسونج حلولها التقنية في مجال الواقع الافتراضي، وبالتالي تحتاج آبل إلى كسب ود مُستخدميها من خلال واجهات برمجية أو برمجيات جديدة تتناول هذا المجال ولو بعد حين، لكن على الأقل يجب أن تكشف للعالم وجود خطوات فعلية في هذه المجلات يُمكن أن ترى النور قريبًا.
iOS 10
يُعتبر نظام آي أو إس iOS أحد أهم أنظمة تشغيل الشركة، وهو نظام تعمل به أجهزة آبل الذكية مثل آيفون، وآيباد، بالإضافة إلى آيبود توتش، ولهذا السبب تُركّز الشركة في كل عام على تقديم الكثير من الميّزات الجديدة بداخله.
ومن المتوقع أن يُحافظ نظام التشغيل على نفس التصميم المُستخدم مُنذ iOS 7 المُعتمد على مبدأ التصاميم المُسطّحة Flat Concept مع تحسينات بسيطة على الواجهات ورُبما التأثيرات الحركية وبعض واجهات تطبيقات الشركة الافتراضية وتحديدًا تطبيق الموسيقى Music.
على صعيد الميّزات لا يُمكن لأحد معرفة ما يجول في خاطر الشركة، لكن بعض الأمور المُتوقعة تتمثل في فتح المُساعد الرقمي Siri أمام المُطورين من خلال توفير واجهة برمجية APİ، بالإضافة إلى توفير إمكانية استخدام خاصيّة آبل للدفع الالكتروني Apple Pay داخل المُتصفحات مثل سفاري.
وتناولت بعض المصادر أحاديث عن تغييرات بالجُملة في تطبيق الصور، حيث سيحصل على الكثير من الأدوات لتسهيل الوصول إلى الصور داخل الألبوم، كما من المُتوقع أن تتوفر إمكانية إضافة بعض التطبيقات إلى مركز التحكم Control Center لتشغيلها بشكل سريع من خلال سحب المركز بعد لمس الشاشة من الأسفل إلى الأعلى.
Mac OS X
نظام تشغيل حواسب آبل المُختلفة ماك أو إس إكس دائمًا ما يكون له نصيب الأسد خلال المؤتمرات أيضًا، ومن المتوقع أن يُقدم النظام الكثير من الميّزات الجديدة خصوصًا أن النسخة السابقة OS X 10.11 حملت تحسينات بسيطة بُعيد إطلاق مجموعة كبيرة من التحسينات والتغييرات في النسخة التي سبقتها أيضًا OS X 10.10.
سيري Siri سوف تصل أخيرًا إلى حواسب آبل حسبما أفادت بعض التسريبات، حيث سيُصبح في إمكان المُستخدم تنفيذ بعض الأوامر بشكل صوتي، وإذا ما توفرت إمكانية استخدامها من قبل المُطورين، فسوف يُصبح التعامل مع الحاسب أكثر فاعلية.
إضافة إلى ذلك، تعمل الشركة على ميّزة تسمح بفك قفل الحاسب باستخدام أجهزة آيفون وساعات آبل الذكية، فباستخدام بصمة الإصبع يُمكن فك قفل حاسب ماك والبدء باستخدامه مُباشرةً دون الحاجة إلى كتابة كلمة المرور بشكل يدوي، وهو تكامل جيّد من وجهة نظري بين أنظمة تشغيل الشركة.
من المتوقع أيضًا إضافة خدمة آبل للدفع الإلكتروني إلى نظام التشغيل لاستخدامها داخل المُتصفحات، مع تحسينات وتغييرات في تطبيق آي تونز وتطبيق الصور Photos، وهي تطبيقات تأتي بشكل افتراضي داخل النظام.
أخيرًا، قد تُجري الشركة تعديلًا بسيطًا على اسم النظام ليُصبح MacOS فقط ليكون على شاكلة البقية مثل watchOS أو tvOS.
watchOS وtvOS
لم تخرج شائعات عن نظام watchOS الخاص بساعات آبل الذكية ونظام tvOS الخاص بالجيل الرابع من جهاز Apple TV، لكن وبكل تأكيد تسعى الشركة إلى تطوير هذه الأنظمة على اعتبارها ما تزال جديدة العهد.
tvOS قد يكون له نصيب الأسد في هذا المؤتمر خصوصًا بعد إعلان جوجل عن مُساعدها الرقمي Assistant، فآبل لا تحتاج إلى إنتاج جهاز على غرام Google Home أو Amazon Echo لأن جهاز Apple TV متواجد في منازل ومكاتب الكثيرين مع دعم سيري بشكل افتراضي، وبالتالي قد ترد آبل على مُنافسيها بميّزات جديدة داخل هذا النظام لتوفير مُساعد شخصي منزلي يُتيح التحكم بأجهزة إنترنت الأشياء ويكون قادر في نفس الوقت على التواصل مع بقية أجهزة المُستخدم الذكية.
في المُقابل، ما تزال أنظمة تشغيل الساعات الذكية في طوّر النمو وتحتاج الشركات إلى وضع الخطوط العريضة وتعريف وظائف وأهمية هذه الأجهزة من خلال الميّزات التي تُقدمها، وبالتالي بحر الأفكار والتوقعات كبير جدًا ولا يُمكن حصره، ويبقى المؤتمر المصدر الأفضل للاطلاع على ما سوف تُقدمه الشركة لمُستخدمي ساعاتها الذكية.
أجهزة آبل
لن يتناول المؤتمر بشكل قاطع هواتف آيفون القادمة أو حواسب آيباد اللوحية، كما يُستبعد أن تقوم الشركة بالحديث عن الجيل الجديد من ساعاتها الذكية، حيث من المُرجح أن يكون مؤتمر شهر سبتمبر/أيلول هو الموعد المُناسب لها.
وقد تستغل الشركة مؤتمرها القريب للحديث عن تحديثات جديدة في عائلة حواسبها المحمولة ماك بوك برو Macbook Pro، وماك بوك إير Macbook Air، مع وجود أحاديث عن أحجام جديدة من ماك بوك Macbook ليتوفر بشاشات 13 إنش و15 إنش مع إلغاء عائلة ماك بوك إير بالكامل.
من جهة أُخرى، قد تُقدم الشركة نموذجًا لحاسب محمول جديد بشاشة تعمل باللمس ولوحة مفاتيح حقيقة على غرار الحواسب المحمولة، لكن هذه الأشياء تبقى ضمن دائرة التكهنات فقط، وقد لا ترى النور على الرغم من وجود براءات اختراع حصلت عليها آبل مُؤخرًا.
One More Thing…
أخيرًا ومُنذ رحيل ستيف جوبز غاب عنصر التشويق الذي كان يحصل في جميع المؤتمرات، فبعد الانتهاء من الإعلان عن جميع المُنتجات والتحديثات، اعتاد ستيف على قول جملة ” One More Thing ” ليكشف بعدها عن شيء جديد مُميّز، لكن هذا الأمر اختلف قليلًا مُنذ سنوات.
حاولت إيجاد شيء مُميّز في مؤتمر آبل القادم، وبعد الاطلاع على الدعوة الرسمية وجدت عبارات مثل Hello Love at first swipe وهي للدلالة على أجهزة آيفون وآيباد التي يتم فك قفلها من خلال تمرير شريط القفل باستخدام الإصبع، وHello Yogi on your wrist للدلالة على الساعات الذكية. لكن الأبرز من وجهة نظري كان عبارتي Hello other side of the road وHello driver, fast as you can، فبعد استثمار آبل مبلغًا وقدره مليار دولار في شركة نقل تشاركي صينية، قد تكون هذه الجمل ذات معنى كبير جدًا، وقد تُقدّم آبل شيء مُميّز جديد لم يكن بالحسبان.