كيف ستتغير “السينما” كما نعرفها بنهايات العام الحالي ؟!!
شهد فن “السينما” طفرات عديدة على مر العُصور مُنذ إختراعُه للمرة الأولى في العام ١٨٩٠ مُتمثلا في عرض مُتتابع للصور المُتتالية بدون صوت يُصاحبها، وحتى إنتشار شاشات العرض العملاقة وتقنيات عرض الأفلام ثلاثية الأبعاد على شاشات الIMAX. واليوم تعمل تلك الشركة الكندية – الأمريكية IMAX، والتي تأسسن عام ١٩٦٨ في مُونتريال بكندا، لُتعيد تقديم فن السينما من جديد في صُورة مُستحدثة كُليا.
تعمل شركة IMAX في مجال إنتاج كاميرات التصوير الرقمية، ومُعدات مُعالجة الصورة وكذلك معدات عرض الأفلام الرقمية ثلاثية الأبعاد على شاشات العرض العملاقة. وتتوافر تقنيات العرض التي تُنتجها الشركة فيما يزيد عن ألف دور عرض سينيمائي مُختلفة فيما يُقترب من ٧٠ دولة مُختلفة حول العالم.
تُخطط IMAX اليوم لإحداث طفرة كُلية في عرض الأفلام وآلية تصويرها بطريقة تسمح للمُشاهد في الإنغماس بطريقة أكثر تفاعلية مع المُحتوى الترفيهي الذي يُشاهده من خلال شاشة عرض السينما. وتأتي تلك الطفرة في صورة دمج لتقنيات الواقع الإفتراضي – Virtual Reality في طريقة تصوير وعرض أفلام السينما العالمية. وسيتمكن المُشاهدين في دور عرض السينما التي ستدعم تقنية الواقع الإفتراضي قريبا من الإستمتاع بتجربة مُشاهدة أفلام السينما في بيئة ثُلاثية الأبعاد تُحيط بهم من كافة الجهات، ويُمكنهم النظر من حولهم ومُشاهدة تفاصيل المشاهد التي تُعرض أمامهم وكأنهم بداخلها.
ستتمكن IMAX من تحقيق ذلك من خلال تطوير كاميرا تصوير رقمية سينمائية جديدة يتم العمل عليها حاليا بشراكة مع شركة “جوجل”، وستُتيح الكاميرا الجديدة لمُنتجي الأفلام إمكانية تصوير المشاهد السينمائية بزاوية مُحيطية ٣٦٠ درجة وبجودة فائقة، وتتوافق صيغة تسجيل الفيديو الجديدة مع تقنية العرض من خلال الواقع الإفتراضي التي تُطورها الشركة.
ولكن IMAX لن تنتظر حتى يتم تبني تقنية التصوير الجديدة من قبل مُنتجي الأفلام، حيث تُخطط الشركة لإفتتاح ٦ دور عرض جديدة في الولايات المُتحدة والصين بحلول نهاية العام الحالي بعد تزويدها بتقنية الواقع الإفتراضي الجديدة، وستُقدم IMAX لزوار دور العرض تلك مُحتوى ترفيهي وألعاب تفاعلية يستمتعون بها من خلال زيارتهم للسينما بإستخدام التقنية نفسها، من بينها ألعاب تفاعلية ترويجية لبعض الأفلام السينمائية من تصميم الشركة السويدية Starbreeze، وتأمل IMAX أن يشهد العام المُقبل إنتاج أفلام سينمائية كاملة تدعم التقنية الجديدة، وهو ما سيؤدي بدوره الى إطلاق مزيد من دور العرض حول العالم التي تدعم التقنية الجديدة.
السؤال:
هل مشاهدة المسلسلات ، والأفلام حرام أم حلال ؟ وأيضا سماع الأغاني هل هو حرام أم حلال ؟ .
الجواب:
الحمد لله
أوجب الله تعالى على المسلم أن يحفظ جوارحه عن فعل المحرمات ، وهذا الحفظ لتلك
الجوارح يدخل في شكر تلك النعَم الجليلة التي أنعم الله بها على عباده ، وقد توعَّد
الله تعالى مصرِّف تلك النعم في المعاصي بالوعيد الشديد ، ومن أهم تلك الجوارح :
سمعه ، وبصره ، وهما طريقاه إلى تلف قلبه ، وفعل الفواحش المنكرة ، والكبائر
المُردية ، وأعلمنا تعالى أنه سائلنا عن ذلك يوم نلقاه ، فقال تعالى : ( إِنَّ
السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً )
الإسراء/ 36 .
قال ابن القيم رحمه الله :
الجوارح السبعة وهي : العين ، والأذن ، والفم ، والفرج ، واليد ، والرِّجل : هي
مراكب العطَب والنجاة ، فمنها عطبَ مَن عطبَ بإهمالها ، وعدم حفظها ، ونجا مَن نجا
بحفظها ، ومراعتها ، فحِفْظها أساس كل خير ، وإهمالها أساس كل شر ، قال تعالى : (
قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم )
النور/ 30 … .
” إغاثة اللهفان ” ( 1 / 80 ) .
وفي الجمع في الآية الكريمة بين غض البصر وحفظ الفرج إشارة إلى أن غض البصر سبب
لحفظ الفرج ، وأن إطلاق البصر ، سبب للوقوع في الفاحشة .
وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قال : (فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ ،
وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ
وَيُكَذِّبُهُ ) .
وفي رواية لمسلم : ( فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ ، وَالأُذُنَانِ
زِنَاهُمَا الاسْتِمَاعُ ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلامُ ، وَالْيَدُ زِنَاهَا
الْبَطْشُ ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا ، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى ،
وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ ) رواه البخاري ( 6243 ) ومسلم ( 2657
) .
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله :
ومحل الشاهد منه قوله صلى الله عليه وسلم ( فزنى العين النظر ) ، فإطلاق اسم الزنى
على نظر العين إلى ما لا يحلّ : دليل واضح على تحريمه ، والتحذير منه ، والأحاديث
بمثل هذا كثيرة معلومة .
ومعلوم أن النظر سبب الزنى ؛ فإنَّ مَن أكثر مِن النظر إلى جمال امرأة – مثلاً – :
قد يتمكن بسببه حبّها من قلبه تمكّنًا يكون سبب هلاكه – والعياذ باللَّه – ، فالنظر
بريد الزنى .
” أضواء البيان ” ( 5 / 510 ) .
ثانياً:
ما يُشاهد في المسلسلات والأفلام والتمثيليات من تبرج النساء التبرج الفاضح ، ومن
ميوعتهن ، وتكسرهن ، ورقصهن ، وغنائهن : كل ذلك من المحرمات في دين الله تعالى ،
ومن أسهل الطرق لتربع الشيطان على قلب المشاهد ليسكن فيه ويفرِّخ ، ومن ثمَّ يستلم
زمام القيادة ، ليوجهه وأعضاءه حيث يكون سخط الرب تعالى .
والحديث السابق في (أن زنى العين النظر ، وزنا الأذن الاستماع) ينطبق على هذه
المشاهدات بلا ريب .
ولا ينبغي لأحدٍ أن يجادل في الآثار السيئة لتلك المسلسلات والأفلام على المجتمعات
عموماً ، وعلى الشباب والشابات خصوصاً ، حتى إن الممثل ليفتن المرأة المتزوجة
فتتعلق به ، وتهدم بيتها بيدها ، وحتى إن الشباب ليتعلقون بالممثلات الجميلات
فيتركون لأجل ذلك الزواج الحلال للبحث عن المتعة الحرام ، أضف إلى ما قد يكون في
تلك المعروضات من إخلال بالعقيدة الإسلامية ، وتعليم العنف ، وتسهيل الجريمة ،
والجرأة على شرب الخمور ، وصحبة الأجنبيات ، وغير ذلك من الآثار السيئة .
وانظر أجوبة الأسئلة : ( 3633 )
و ( 3324 ) و (
1107 ) و (
13003 ) ، حول حكم مشاهدة
التلفاز ، والأفلام العلمية ، وغيرها .
ومثل ما قلنا في المشاهَدات المحرمة نقول في المسموعات المحرَّمة ، فالأغاني
والمعازف التي ملأت الدنيا بما فيها من منكرات ، ودعوة لفعل الفواحش ، من الغرام
بالأجنبيات ، ومواعدتهن ، والتأوه على فراقهن لا شك في تحريمها .
وانظر في تحريم الاستماع للأغاني : جواب السؤال رقم (
5000 ) .
وبما سبق يُعرف أن الحكم الشرعي لسماع الموسيقى ، ورؤية الأفلام ، والمسلسلات ،
التي تعرض في القنوات العامة والخاصة : أنه لا شك في حرمة عرضها ، وحرمة مشاهدتها ،
واستماعها .
ونسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين .
والله أعلم
https://islamqa.info/ar/125535