كيف يُمكن دخول عالم ريادة الأعمال وتحويل فكرتك الناشئة إلى حقيقة بأقل التكاليف

لطالما حمل العقدان الأخيران الكثير من التغييرات على صعيد عالم الأعمال، فمن الشبكات الاجتماعية إلى تطبيقات الأجهزة الذكية ومنها إلى تطبيقات الواقع الافتراضي والمُحتوى المرئي على الإنترنت، وهي تغييرات ضربت الكثير من نظريات إدارة الأعمال عرض الحائط، ومهّدت لنظريات جديدة بالظهور، لنرى مفاهيم ريادة الأعمال والعمل الحر تطغى على جميع المفاهيم الأُخرى، وتحوّلت أحلامنا من البحث عن وظيفة بدوام وراتب ثابت، إلى البحث عن فكرة جديدة وتحويلها إلى حقيقة وبدء رحلة الاستقلال الوظيفي والمادي بعيدًا عن غطرسة أرباب العمل.

بكل تأكيد لم تكن رحلات روّاد الأعمال كمارك زوكربيرج أو آدم دي أنجيلو Adam D’Angelo، مؤسس موقع Quora، مفروشة بالورود ورافقتها الكثير من الصعاب. ومع المرور في الوقت أصبحت خطوات البداية أصعب وأصعب، فلم يعد تأسيس شركة ناشئة من الأمور الهيّنة، وأصبح العاملون فيها يطمعون بحصص وأسهم أسوةً بغيرهم من أعضاء فرق عمل الشركات الناشئة الأُخرى مثل انستاجرام على سبيل المثال لا الحصر.

لكن بين ذلك الحلم وبين تلك الصعوبات يُمكن إيجاد الأمل، فالنجاح لن يأتي بسهولة أبدًا. ولو كان النجاح بهذه السهولة، لكان الجميع من روّاده ولم يعد هناك فرق بين شركة والأُخرى، ولهذا السبب للنجاح لذّة بعد فترات طويلة جدًا من الانكسار وصعوبات لم تكن لا على البال ولا على الخاطر.

تحويل مشروعك أو فكرتك إلى حقيقة أمرًا ليس مُستحيلًا، إذ يُمكنك البدء بتعلّم ما ينقصك من مهارات كما ذكرنا سابقًا في مقالة التعلّم الذاتي عن بُعد عبر الإنترنت. لكن وفي بعض الحالات قد نصطدم ببعض العوائق مثل تصميم هويّة أو شعار المشروع، دون نسيان واجهات التطبيق أو الموقع، وهُنا تكمن المُشكلة ويبدأ البعض بالهلع والهروب، دون نسيان تكاليف حجز مساحة على الإنترنت لتخزين بيانات المُستخدمين لتكون مُتوفّرة في أي وقت للجميع دون استثناء.

المُشكلة التي نقع فيها هي التفكير بشكل كبير منذ البداية، فنبدأ بالبحث عن مُصمم لتنفيذ الأفكار الموجودة في مُخيلاتنا لتأتي صدمة الأسعار والتي ترفع ميزانية المشروع بشكل كبير، دون نسيان تكاليف برمجة التطبيق أو الموقع، لكن هذه المخاوف والصدمات يُمكن تجاوزها، ويُمكنك تحويل فكرة مشروعك الحلم إلى حقيقة بميزانية لا تتجاوز 100 دولار أمريكي، نعم الرقم صحيح وبصفرين فقط، 100 دولار أمريكي.

البداية سوف تكون مع تحديد هدف المشروع واختيار طبيعته كأن يكون تطبيقًا للأجهزة الذكية أو موقعًا على الإنترنت، ففي حالة كان موقعًا فإنني انصحك بالاتجاه إلى استخدام منصّة وورد بريس Wordpress فهي تحوّلت من كونها منصّة تدوينية إلى نظام لإدارة المُحتوى، وباستخدام بعض الاضافات يُمكن الحصول على الكثير من الميّزات مثل إنشاء متجر إلكتروني كامل بخطوات بسيطة فقط.

نفس الأمر ينطبق على التطبيقات، فبالبحث عبر الإنترنت يُمكن إيجاد الكثير من القوالب الجاهزة مجانًا أو بأسعار زهيدة جدًا، حيث يُمكن تحميل التطبيق والبدء في التعديل عليه وبالتالي نتخلّص من الحاجة إلى دفع تكاليف للمُبرمج.

التصميم ليس بالأمر الهيّن أيضًا، لكن وبفضل المتاجر الإلكترونية المتوفرة لهذا الغرض يُمكن شراء قالب جاهز وتركيبه على الموقع بكل سهولة، أو حتى شراء واجهات جاهزة لتطبيقات الأجهزة الذكية والبدء في ربطها مع التطبيق وتحويل الفكرة إلى واقع ملموس.

الشعار أو الهوية ليست باستثناء، ويُمكن شراء شعارات جاهزة بأسعار تبدأ من 5 دولارات فقط، وتذكّر أن هذه هي البداية فقط، وعندما يُقلع المشروع يُمكنك البدء في التغيير شيئًا فشيئًا.

أخيرًا يبقى حاجز استضافة بيانات الموقع أو التطبيق وتخزينها على الإنترنت، وهي خطوة أيضًا بسيطة ويُمكن العثور على خطط استضافة لا تتجاوز 10$ سنويًا، وهي خوادم تفي بالغرض كمرحلة أوليّة.

نوّهت في البداية إلى ضرورة تعلّم بعض المهارات وأشرت إلى مقالة التعلّم الذاتي عن بُعد، وهذا يعني أنك كصاحب مشروع تحتاج لإتقان بعض المهارات لقضاء حوائجك وإنشاء نموذج أولي للفكرة لإقناع المُستثمرين أو المُستخدمين للإقبال على تطبيقك، وإن لم يُكتب له النجاح، فأنت لم تخسر سوى مبلغ قليل جدًا، لكن الفائدة كبيرة والدروس المُستفادة أثمن بكثير من المبلغ الذي لن يتجاوز 100 دولار أمريكي.

في النهاية تعمّدت عدم ذكر أي متجر إلكتروني مُتخصص في بيع التطبيقات أو التصاميم والشعارات لكي لا تتحوّل المقالة إلى مُجرّد إعلان للمتاجر، ولتجنّب نسيان أحدها أيضًا. لكن وعلى صعيد الوطن العربي، هُناك متجر أو متجرين مُتخصصين فقط في بيع التصاميم وواجهات المواقع والتطبيقات وبأسعار معقولة جدًا وبجودة احترافية.

لكن الخدمات البرمجية أو متاجر الإضافات البرمجية العربية تكاد تكون معدومة، وهُنا أنصح بالتوجه إلى متاجر عالمية يُمكن الوصول إليها باستخدام مُحرك بحث جوجل.

أتمنى أن اسمع توصياتكم بشأن بعض المتاجر التي سبق لكم وأن تعاملتم معها، فمشاركة التجربة سوف تُشجّع الكثيرين على التعامل مع هذه المتاجر سواءً كانت عربية أو أجنبية.