مقالات

على ذمّة الخُبراء، تعرّف على أكثر الأجهزة الذكية أمنًا وحماية

لطالما كان عام 2015 المُنقضي من أكثر الأعوام اكتظاظًا بأخبار الثغرات الأمنية الرقمية على مُختلف المنصّات. ففي الصين تمكّن المُخترقون أخيرًا من إصابة متجر تطبيقات آبل بمجموعة من البرمجيات الخبيثة التي تمت السيطرة عليها لاحقًا، دون نسيان هجمات طلب الفدية التي أصابت العديد من حواسب ماك، وهي أحداث غير مسبوقة في عالم شركة آبل.

في المُقابل، كشفت شركة جوجل عن وجود الكثير من الثغرات الأمنية في نسخة نظام أندرويد التي تُطوّرها شركة سامسونج، كما اكتشف باحثون أمنيون مجموعة من الثغرات الأمنية عالية الخطورة في نظام أندرويد، وهو ما جعل جوجل تُعلن عن برنامجها الشهري لإرسال تحديثات أمنية بشكل دوري لنظام أندرويد مع وعود بإيصالها إلى جميع الأجهزة في نفس الوقت لتجنّب استغلال هذه الثغرات من قبل المُخترقين.

أخيرًا وليس آخرًا، عصفت أخبار مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI بسمعة شركة آبل بعدما أعلن المكتب عن اختراقه لأحد هواتف آيفون التي لطالما رفضت آبل فك قيودها لدواع أمنية وتعارض هذه الخطوة مع سياسة الاستخدام.

هذا كُله وإن دلّ على شيء، يدل على خطر الأجهزة الصغيرة التي نضعها في الجيب وتتنقل معنا باستمرار، ولهذا السبب لا يوجد أفضل من الخُبراء الأمنيين للإجابة على هذا النوع من الأسئلة.

الأجهزة الذكية

اتفق مُعظم الخُبراء الأمنيون على ضرورة طرح السؤال كاملًا، فطرح سؤال مثل ما هي أكثر الأجهزة الذكية أمنًا وحماية لا يكفي، ويجب على السائل تحديد الأمن والحماية من ماذا لكي تكون الإجابة أكثر دقّة.

بدايةً أجاب الباحث الأمني Kenneth White على هذا السؤال حيث قال إن كل شخص فينا لديه عدو أو طرف يرغب بإخفاء البيانات عنه. وأضاف أن أكثر الأجهزة حماية هي تلك التي لا يُمكن للشخص العادي الاستفادة من كافة ميّزاتها معًا.

قد تبدو إجابة White ليست كاملة، لكنه قال إن استخدام الجيل السادس من أجهزة آيبود توتش هو الحل الأمثل بعد تعطيل خدمة الموقع الجغرافي وخدمة آي كلاود للتخزين السحابي مع استخدام VPN بشكل دائم لتشفير الاتصالات. فمن وجهة نظره عدم وجود اتصال بشبكة اتصالات يرفع من مُستوى الحماية، وفي هذه الحالة سيجد المُستخدم نفسه مُضطرًا لاستخدام تطبيقات المحادثات الفورية التي توفر تشفير للبيانات، على عكس تطبيقات الرسائل القصيرة SMS أو المُكالمات التقليدية التي يُمكن تعقّبها بكل سهولة.

أما عند وجود ضرورة إلى الاتصال بالشبكة بشكل دائم، فنصح White بتطبيق نفس الخطوات السابقة على هواتف آيفون 6 أو 6 إس، لكنه أكّد أن شبكات الجيل الثاني والثالث 3G أو Edge سهلة الاختراق على عكس شبكات واي-فاي.

ويعتقد White أن آيفون 5S وما بعده أو نيكسوس 5 وما بعده يوفران حماية عالية بعد وضع رمز قفل يزيد عن 4 أرقام، وتحديث نظام التشغيل باستمرار لإغلاق الثغرات الأمنية.

الخبير التقني Jermy Gillula يتفق مع White، حيث قال إن الأجهزة والتطبيقات ليست المُسبب الأكبر للخطر، بل شبكات الاتصالات هي السبب. وقال إن المُكالمات التقليدية ليست آمنة أبدًا، ولهذا السبب يجب استخدام تطبيقات مثل واتس اب أو مسنجر لإجراء المُكالمات وتبادل الرسائل لأنها تُوفر تشفيرًا بين الجهازين لا يُمكن تجاوزه بسهولة.

واختتم Jermy حديثه حينما قال إن هواتف آيفون تُعتبر الأكثر أمنًا بفضل نظام تشغيلها الذي لا يسمح بتثبيت تطبيقات من خارج المتجر، لكنه قال إن هذه النقطة تجعل هواتف آبل أكثر عرضة للاختراق نظرًا لشعبيتها العالية، حيث يجد المُخترقون مُتعة في تحدي شركة آبل ومُنتجاتها.

Joseph Cox، مُحرر مُختص في مجال الأمن الرقمي، قال إن الإجابة على السؤال تكون في استخدام أكثر وسائل الاتصال أمنًا، حيث اعتبر هو الآخر أن أجهزة آيبود توتش هي الأمثل لأنها لا تحتوي على شريحة اتصال SIM، وبالتالي لا يُمكن تعقّب نشاط المُستخدم دائمًا.

وأنهى Joseph تصريحه حيث قال إن اتخاذ القرار في هذا المجال يتم بعد تحديد العدو الذي يرغب المُستخدم في حماية البيانات منه، بعدها يُمكن تحديد الجهاز أو وسائل الاتصال الأمثل.

وتحدث من شركة AnchorFree المسؤولة عن تطوير برنامج Hotspot Shield رئيسها التنفيذي David Gorodyanksy، حيث أخرج هاتف آيفون من جيبه أثناء الإجابة قائلًا إنه الجهاز الأكثر أمنًا وحماية في السوق، لكنه الأغلى أيضًا.

وقال إن آبل لا تبيع بيانات المُستخدم مثلما هو حال جوجل، لكنه أقر بصعوبة شراء هواتف آيفون الرائدة كون أسعارها تبدأ من 700$. واختتم تصريحه قائلًا إن أجهزة آيفون رائعة وآمنة، لكن 85 – 90% من المُستخدمين سيتجهون نحو شراء أجهزة أندرويد.

من جهته، قال الباحث الأمني Dan Kaminsky إن قوّة نظام آي أو إس لأجهزة آيفون، وآيباد، بالإضافة إلى آيبود توتش تكمن في عدم إمكانية تشغيل أكواد برمجية عليه في أي وقت مثلما هو الحال في نظام أندرويد، لهذا السبب لا يُرجّح كثيرًا كفّة الأخير.

أخيرًا، يرى الصحفي LORENZO FRANCESCHI-BICCHIERAI أن أمن الأجهزة الذكية يكمن في قدرة الشركات على توفير تحديثات دورية، فالثغرات جزء لا يتجزأ من أي نظام تشغيل، لكن في أندرويد على سبيل المثال تصل التحديثات مُتأخرة بسبب سياسة مُزودات خدمة الاتصالات، وبالتالي يبقى المُستخدم مُهددًا طوال الوقت على عكس مُستخدمي نظام آي أو إس من آبل الذي يتوفر للجميع في وقت واحد.

عمومًا يُمكن استنتاج بعض النقاط من التصريحات الواردة، فشبكات الاتصالات التقليدية واتصال البيانات 2G أو 3G من أخطر العوامل التي تُهدد أمن مُستخدمي الأجهزة الذكية، تليها التطبيقات المُستخدمة ونظام تشغيل الأجهزة، حيث من الضروري دائمًا الحرص على تحديث نظام التشغيل فور صدور نسخة جديدة وعدم الانتظار.

أما بخصوص حماية نظام أندرويد وتأخّر صدور التحديثات فيمكن للمُستخدمين تثبيت نسخة CyanogenMod المبنية على أندرويد والتي توفر تحديثات دورية لحل المشاكل وإغلاق الثغرات الأمنية، لكن علّة هذه النسخة أنها لا تدعم جميع الأجهزة.

المصدر بتصرّف : ZDNet

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى