التعلّم عن بُعد عبر الإنترنت، الخيال العربي الذي تحوّل إلى حقيقة
أصبحت شبكة الإنترنت في وقتنا الراهن جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فلا تكاد تمر ساعة واحدة دون استخدام الإنترنت للتواصل مع الأصدقاء أو تصفّح الشبكات الاجتماعية للاطلاع على آخر الأخبار، دون نسيان استخدامات الإنترنت داخل العمل، فالبريد الإلكتروني وأدوات التواصل بين فرق العمل أصبحت أيضًا من الضرورات ولم تعد من الكماليات كما كان الحال عليه في السابق.
وبما أن عقلية التفكير في عالمنا العربي مُختلفة قليلًا عن عقليات المُجتمع الغربي، فأن الكثيرين يقضون يومهم في شركات أو مناصب لم يتطّلعوا إليها، أو لم تعد كذلك بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية أو الحصول على التعليم المُناسب للتأهل لهذه المناصب، وبالتالي نُشاهد مُعدلات السعادة مُنخفضة حسبما تذكر برامج الحوارات الصباحية التي نُتابعها في مُختلف الفضائيات.
لست بصدد الحديث عن العوامل النفسية فأنا لست أهلًا بذلك بما أنها ليست من اختصاصي أو مجال دراستي، لكن حلول حالة عدم الرضا العامة التي نعيشها موجودة بالفعل ونحتاج فقط لعقد العزم لا أكثر ولا أقل.
لا يُمكن للجميع بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية إدراك الشغف أو المجال الذي يُناسبهم، فالأمور تتغيّر بعد الدخول إلى الجامعة أو بدء مرحلة العمل والإنتاجية، وبالتالي تتحول حياة الفرد منا إلى دورة مُتكررة تبدأ بالذهاب إلى العمل الذي لا نرغب به، وتنتهي بالنوم الذي يُعتبر الحل السحري لمثل هذه الحالات.
لكن وبما أن الإنترنت مُتوفّر وموجود، والأدوات كالحاسب أو الهاتف الذكي متوفرة، لم تعد هناك مشاكل في ظل وجود الكثير من منصّات التعلّم عن بُعد عبر الإنترنت، وخصوصًا العربية منها.
منصّات التعلّم عن بُعد العربية كثيرة، وأغلبها تُقدّم الدورات مجانًا وفي مجالات مُختلفة تجعل الأحلام حقيقة لأنها تتحدث بلغتنا الأم، فعائق اللغة لم يعد موجود أساسا، ولم يتبقى على الفرد منا سوى تخصيص وقت يومي لمتابعة الدورة وكسب مهارات جديدة.
بدايةً يُمكن الاستعانة بمنصّات مثل أكاديمية التحرير أو نفهم، فهي منصّات تُقدّم دروسًا تُساعد طلاب المراحل الإعدادية والثانوية بفضل تغطية المناهج بشكل كامل. حتى وإن لم تصل للمرحلة الثانوية والإعدادية فإن هذه المنصّات تسمح لك بالحصول على المعلومات كاملة، فالمعرفة لا ترتبط لا بمكان ولا بعمر ولا بمهارات استثنائية طالما أن العزيمة موجودة بالفعل.
وكما تحدثنا سابقًا فالكثير من المُتخرجين أيقنوا في وقت مُتأخر أن التخصص الذي تعبوا من أجله لم يكن هو الطموح الأصلي أو الهدف، ونسبة كبيرة منهم تظن أن الحياة توقّفت عند هذا الحد، لكن من حُسن الحظ أنها ظنون خاطئة 100% بفضل منصّات تعليمية مثل مهارة، رواق أو إدراك، فالمنصّة الأخيرة على سبيل المثال تُغطي مواضيع كثيرة تتضمّن المرحلة الثانوية، إضافة إلى مواضيع علمية وتقنية على مستوى عال حالها حال منصّتي مهارة وإدراك المذكورتان في الأعلى، بالإضافة إلى منصّة شمسنا العربية التي تُغطّي مناهج كُبرى الجامعات العالمية.
أخيرًا، وليس آخرًا تُعتبر أكاديمية حسوب من منصّات التعليم العربية التي ينتظرها مُستقبل كبير بفضل احترافية المقالات الموجودة، بالإضافة إلى تعدد التخصصات مثل البرمجة، التصميم، بالإضافة إلى التسويق وريادة الأعمال.
أما على الصعيد العالمي فهناك منصّات مثل Udemy أو Coursera فبعض الدورات فيها مجانية والبعض الآخر مدفوع لكنه احترافي ويكفي لكسب مهارة جديدة وتعلّمها من الصفر حيث يفترض الكثير من الأساتذة هُناك أن المُتعلّم لا يمتلك خلفية عن الموضوع وبالتالي يبدأ خطوة بخطوة.
الآن وبعد أن تعرّفنا معًا على أهم منصّات التعليم العربية التي تكسر الكثير من القيود، والعالمية التي تفتح أبواب لم نكن لنحلم بها لم تعد هناك عوائق أو أسباب منطقية تمنع أي فرد عربي من زيادة مهاراته أو كسب مهارات جديدة، فتغيير الواقع يبدأ من الإنسان نفسه، ولعل مُحاضرات مؤتمرات TED من أفضل المصادر التي يُمكن التعلّم منها وتحفيز النفس في لحظات الكسل.