خطط الثراء الرقمية (1): المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، ونسأله التوفيق في كتابة هذه السلسلة الجديدة التي أتمنى ان يكون لها فائدة ملموسة في حياة كل من يقرأها أو يطبق بعضاً من أجزائها.
هي سلسلة تهدف إلى تعريف المستخدم العربي بعض الطرق والاستراتيجيات العملية التي تساعده في توفير دخل محترم من خلال المشاريع الرقمية المتعددة (عبر الانترنت وتطبيقات الهواتف الذكية) وذلك من أجل التحرر من عبودية الوظيفة والاستقلال عبر الأعمال الحرة التي تعود بالفائدة للفرد والمجتمع.
نعم هنالك امكانية كبيرة لكسب المال عن طريق الانترنت، ربما البعض لا يريد ان يصدق، أو ربنا قد مر ببعض الإخفاقات التي جعلته يكون تصور سلبي عن هذا المجال. لكن فعلاً هنالك الكثير من الشباب العربي الذي اصبح يعتمد كلياً على العمل الحر عبر الانترنت، والبعض قد استطاع تكوين ثروة معتبرة حسنت من حياته وحياة من حوله، لكن المشكلة ان هنالك الكثير من المبالغة في هذا الموضوع وعدم الوضوح والشفافية.
من خلال مقدمة هذه السلسة، سوف نوضح بعض الأمور النظرية الهامة، الأجزاء الأخرى ستكون بمثابة خطط عملية، كل خطة ستنزل في مقالة كاملة وفيها سنعرض الخطوات العملية والمدة الزمنية للوصول إلى الثراء وتحقيق الأهداف المرسومة، ان شاء الله تعالى، لكن في البداية دعوني احدثكم عن بعض الأمور المهمة قبل اعلان صفارة الإنطلاق.
دع الشغف يحركك وليس المال
رغم أن الهدف المعلن هنا في هذه المقالات هو الحصول على المال، لكن لا يجب ان يكون هو الهدف الأول والرئيسي من اي مشروع أو نشاط رقمي جديد، المال هو أحد الأهداف نعم وهو عصب الحياة وله أهمية كبيرة، لكن لا تدع المال هو المحرك الرئيسي لعملك ونشاطك، بل دع الشغف وحب العمل الذي تقوم به هو ما يحركك ويدفعك إلى الأمام.
الذين يرحكهم المال تجدهم عالقون مأسورون في وظائفهم الروتينية الكئيبة، قد تكون وظائف مرموقة بمرتبات عالية، هذه المبالغ الضخمة هي من دفعتهم لقبول تلك الوظائف حتى وان كانوا لا يحبونها، لكن فقط لأن الراتب مرتفع، لذلك فهم في صراع مع انفسهم وفي حياتهم لأنهم لا يحبون ما يعملون، لأنهم مأسورون في تلك الأعمال الكئيبة بينما نفوسهم تميل إلى أعمال أخرى ومسارات مختلفة.
انا لا أقصد أن تهمل المال بالكلية، ففي الأخير يجب أن يكون لديك دخل محترم تعيش به وتتمكن من مواصلة مشوراك في العمل الذي تحبه، لكن المال يكون في المرتبة الثانية وليس الأولى، يجب ان يكون هنالك نقطة التقاء بين الشغف والكسب المالي، أن تحول شغفك إلى عمل وبزنس يدر عليك بالمال، هنا تكون البداية الصحيحة الذكية، أن يكون مسارك نحو ما تحب لكن في نفس الوقت لديك رؤية مستقبلية لتحويل عملك الذي تحبه إلى مجال عمل ناجح (سوف نرى كيف في الأجزاء القادمة)
فكر في الأعمال العظيمة التي من حولك في عالمك التقني، في تلك الشبكات الاجتماعية الضخمة والتطبيقات الناجحة والأنظمة المميزة، الفيسبوك مثلاً، هل كان مارك زوكربيرغ يفكر في المكسب المادي حين بدأ في تصميم موقع الفيسبوك، أم انه الشغف لعمل موقع يسهل على طلاب كليته التعرف على بعضهم البعض؟ الشغف الذي لم يسمح له بالتوقف حتى بعد أن أدى الموقع إلى مشاكل مع أدارة الجامعة، الشغف الذي من أجله ضحى بمستقبله الأكاديمي من أجل أن يعمل ذلك الشيء، نعم انه الشغف وليس المال.
لذلك فعندما تعمل ما تحب وتؤدي عملك بشغف وإتقان، فسوف تكون النتائج عظيمة، ربما ليس الآن أو هذه السنة، لكنك أن صبرت واستمريت في مشوارك وحلمك ولم تيأس، فسوف تحقق نجاحات كبيرة تطغى على النجاحات الصغيرة الخاصة بمن كان المال يحركهم.
تغيير المستقبل أسهل من تغيير الحاضر
الناجحون في الحياة هم من يفكرون ويهتمون بتغيير مستقبلهم، بغض النظر عن واقعهم وعن حجم المعاناة التي يعيشون فيها، اما الناس العاديون فهم مُسَنزفون في محاولة تغيير واقعهم، وهو الأمر الصعب، فإذا كنت فقير الآن فمن الصعب جداً أن تتحول إلى غني في غمضة عين او حتى في نفس الشهر أو السنة، لكن من السهل جداً أن تصبح غنياً بعد 3 أو 5 سنوات، اذا فكرت في تغيير مستقبلك فسوف تبدأ من حاضرك في التقدم خطوة صغيرة كل يوم وسوف تصل إلى هدفك ببساطة بعد مدة زمنية كافية.
لذلك لا تكن مثل العامة، حاول التأقلم مع واقعك أياً كان وكيفما كان، وابدأ بخطة لتغيير حياتك المستقبلية، أما إن بقيت مأسوراً في واقعك فسوف تأتي السنة القادمة وتأتي الخمس سنين القادمة وانت مكانك لم تتقدم، وحينها سوف تنظر إلى الماضي بأسى، وتدرك أنه كان بإمكانك تغيير حاضرك لو أنك بدأت العمل انطلاقاً من ماضيك.
الذين ينجحون في تأسيس الأعمال الحرة والرقمية هم أشخاص في الغالب من النوع الذي يحاول تغيير مستقبله، أما أولائك المأسورين في وظائفهم الرتيبه، فغالباً هم من النوع الذي يفكر أكثر بتغيير واقعه. أنا لا أعني ان تترك وظيفتك الحالية وتبدأ عملك الحر الذي لن يعطيك النتائج إلا بعد سنوات، بل استمر فيما أنت عليه لكن أنظر إلى الامام وخصص جزء من وقتك لتغيير المستقبل وليبقى الجزء الآخر كما هو مستمراً في الحياة الطبيعية.
تخطيط + التزام
العمل الحر وبناء المشاريع الرقمية التي تدوم، (ليس مجرد أنشطة متفرقة أو أعمال بسيطة لجني بعض المال) يتطلب أمرين هامين، الأول هو التخطيط والثاني هو الالتزام، عنصرين مهمين لضمان النجاح في مشروعك الجديد.
التخطيط السليم منذ البداية وخلال مراحل تنفيذ المشروع، الخطة ليست سوى أهداف ووسائل، يجب ان تضع أهدافك الرئيسية للمشروع بأكمله، ثم تحدد الاهداف المرحلية، مثلاً في أول 3 أشهر تريد تحقيق كذا وكذا، وبعد ذلك تأتي الوسائل.
الوسائل يمكن كتابتها بداية كل يوم أو أسبوع، حسب رغبتك وميولك، المهم أن تحدد دائماً الأعمال التي ستقوم بها ولو حتى البسطية والتي تخدم الهدف المرحلي، استخدم تطبيقات الهاتف الذكي المفيدة في هذا المجال لتسجيل الأعمال وتذكريك بالمهام، ولا تقم بأداء اعمالك بطريقة عشوائية، من الطبيعي أن تهجم الأفكار الجديدة على عقلك اثناء عملك، أي فكرة جديدة قم بتسجيلها ثم التفكير بها فيما بعد في وقت التخطيط.
الأمر الأهم هو الالتزام، ما الفائدة في كتابة خطة وتحديد مهام ثم لا يتم تنفيذها، أعرف ان العمل الحر يتطلب التزاماً ذاتياً ودافعاً داخلياً، الأمر مختلف عن الوظيفه العادية لأن الدافع في الوظيفة يكون خارجي (من المدير أو النظام نفسه) وهو الذي يلزمك بالإلتزام في العمل، أما عندما تكون لوحدك فلن يكون هنالك مدير فوق رأسك يراقب أداء عملك، انت الرقيب على نفسك وأنت المحفز لها والقائد لزمام الأمر.
هنا يأتي دور الشغف، الشغف من أهم المحفزات الداخلية التي تدفعك إلى الإلتزام كل يوم في عملك ونحو تحقيق هدفك. لأنك تحب ما تعمل، لأن كل جزئية من جزئيات العمل تشعرك بالمتعة والسعادة بالنسبة، فأنت دائماً متحمس للعمل.
أخيراً … كانت هذه المقدمة النظرية، وفي الجزء الثاني ان شاء الله سوف نستعرض أول خطة من خطط الثراء، ستكون خطة عملية وخطوات واضحة، ولن تكون متخصصة في مجال من المجالات لأن اختيار المجال يعود إليك بناءً على هواياتك وشغفك. وسوف يتم نشرها هنا ان شاء الله في موقع عالم التقنية، فكن بالقرب.
متجر APTOID 2016 أخر اصدار بديل لمتجر سوق بلاي افضل متجر على الاطلاق3
http://smile4u.ml