مقالات

كيف تتصدق إلكترونياً من دون أن تخسر فلس واحد !!

دعوني اليوم ابداء باستحضار مشهد نراه عندما نذهب إلى الأسواق التقليدية، أو عند ذهابنا إلى المساجد لأداء الفرائض والشعائر الدينية، وهذا المشهد هو مشهد الصدقة، والتبرعات للمحتاجين.

وازدادت الحاجة في السنوات الأخيرة مع ارتفاع نسبة المحتاجين بسبب ما تمر به المنطقة العربية بشكل عام، سواء على المستوى التقليدي للحاجة، او على مستوى اللاجئين والنازحين في مختلف المناطق في العالم.

وقد استوعبت كثير من المنظمات الإنسانية تلك الحاجات، وتنبهت كُبرياتها (مثل منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة) لأهمية القطاع الإلكتروني في رفع نسب تلك التبرعات وتحصيلها مباشرة عبر الأنترنت وبالطرق الالكترونية (المالية)، وبذلك ضربت أكثر من عصفور بضغطة زر واحدة.إبدأ يومك بصدقة
حيث ان التبرع الالكتروني، سهل وسريع التحصيل، ومأمون، بالإضافة لتقليل تكاليف التحصيل التي تكون عادة مصاحبة لعمليات تحصيل التبرعات بالشكل التقليدي، وهنا ستذهب تلك الأموال (المصروفة على التحصيل) مباشرة إلى المستفيدين من المحتاجين المتعففين، بل ويمكن محاسبة ومراقبة هذه الجمعيات والمنظمات بشكل دقيق، من أين أتت الأموال وفيما صُرفت كذلك، بخلاف الطرق التقليدية.

للأسف أن الكثير من الجمعيات (كبير أو صغيرة) خاصة المحلية أو الإقليمية في الوطن العربي لا زالت تعتمد على الطرق التقليدية وما يصاحبها من مصاريف وتبعات وصعوبات وخلافة من أمور تقليدية، وصعوبة الرقابة والمحاسبة، غير آبهة ولا مهتمة بعصر الانترنت ومواكبة الحملات الإلكترونية في ذلك، وبالرغم انها تستخدم التسويق الإلكترونية وخاصة الشبكات الاجتماعية في التحشيد والإعلان للتبرعات، إلا انها في آخر المطاف تطلب من المُتَبرِع ان يقوم بإتمام عملية التبرع بالشكل التقليدي، وبالتالي قد تؤثر على الخطوة الأخيرة في عملية التحصيل ويغير أو يتردد المُتَبرِع في إتمام دفع التبرع أو حتى تقليل قيمة المبلغ المُتَبَرَع به عن المبلغ الذي نوى به في بداية الحملة (لأي سبب كان، من ضمن هذه الأسباب، الكسل أو النسيان، وبالتأكيد الشيطان).

نحن جميعاً وعند ذهابنا إلى الأسواق التقليدية نتبرع للمحتاجين المتواجدين هنا أو هناك، أو نضع التبرع في تلك الصناديق المتواجدة في الاسواق أو المولات العامة (التي في الغالب وبالرغم من اننا نضع فيها التبرعات لا نعلم من ورائها ولا لمن ستذهب إلا بوجود ملصق صغير بصورة ومسمى غير واضح على تلك الصناديق).الصدقة الالكترونية

في العام الماضي وضعت مقالة بعنوان (الصدقة الإلكترونية،، في الوطن العربي)، ذكرت فيه تساؤل مفاده “هل بالإمكان تطويع الصدقة بجميع معانيها لتكون إلكترونية، ولتحقيق معنى “السرية” (حتى لا تعلم الشمال ما تنفقه اليمين)، التي هي محققة بالفعل لدى الغالب من الناس، ولكن هذا المعنى يتحقق بالكامل لدى الجميع إن كانت إلكترونية، ناهيكم عن سرعة وصول هذه الاعمال الخيرية لمستحقيها، وتسهيل إخراجها لمُحْتاجِيها مع الحفاظ على كرامتهم وحقهم علينا.”

اليوم تخرج لنا جمعية قطر الخيرية بمشروع رائع وبمفهوم جميل يعمل على الربط بين التسوق الفعلي وتقديم الصدقة في نفس اللحظة، فقد أطلقت جمعية قطر الخيرية وهي من المؤسسات الرائدة والكبير عالميا وليس فقط إقليمياً على هذا المشروع إسم (تسوّق وتصدّق) أو “ShopAndAid“.shopandaid

فعند الدخول على موقع المشروع الذي يعرض الكثير من المنتجات التي تُباع في المتاجر الالكترونية العالمية، وتقوم بالضغط على ذلك المنتج والانتقال إلى حيث تشتريه من ذلك الموقع، وتنهي عملية الشراء، تُحسب لموقع (تسوّق وتصدّق) عمولة بيعية مقابل عملية الشراء هذه، وتُستغل هذه المبالغ المحصلة من العمولات لصالح الاعمال الخيرية التي تقوم بها جمعية قطر الخيرية.

ربط هذا المشروع بين مفهوم التسوق الالكتروني، والصدقة الالكترونية ولكن بشكل لا يكلف المشتري أي مبلغ إضافي لصالح الصدقة هذه ولا خسارة فلس واحداً، وتكون جميع الأطراف رابحة في هذه العملية (Win, Win)، حيث استفاد المشتري بالمنتج الذي ابتاعه، وحُسب له الاجر (إن شاء الله) بالصدقة التي نواها عند إستخدام الرابط من موقع (تسوّق وتصدّق) لإتمام عملية الشراء دون ان يدفع فعلياً مبلغ الصدقة، وهو بذلك الرابح الأكبر في العملية (ربح آني في الدنيا، وربح في الاخر بالأجر “إن شاء الله”).

لكن، وهذه الكلمة “لكن”، لاحظت عدم تواجد ولا مشاركة المتاجر الالكترونية العربية في هذا المشروع الرائد مع جمعية قطر الخيرية، وتواجد فقط المتاجر الأجنبية (على رأسها متجر أمازون) التي تدعم هذه الفكرة الرائعة، واستغرب قصور المشروع في الربط مع المتاجر العربية، وقد أكون مخطئ ، ولكن ارجو منهم العمل على ذلك.

ومن هنا أدعو كل متجر عربي ان يتواصل مع الجمعية ليشارك في هذا العمل الخيري الرائع، والذي لا توجد فيه خسارة فعلية للمتجر وإنما تعكس الحس المسؤول لديهم تجاه المنطقة والمجتمع الذي يتواجدون فيه ويخدمونه، وتضيف لهم دفعة تسويقية جيدة لدى عملائهم، وهو في الأخير مستفيد استفادة كبيرة في تعزيز الحركة البيعيه في متجرة، فلا خسارة بل الربح ما دامت النية هي الخير للجميع، كما هو تفكير جمعية قطر الخيرية بهذا المشروع الذي ادعو القائمين علية التواصل والعمل مع المتاجر الالكترونية العربية ليعم الخير على الجميع إن شاء الله.

شهاب الفقيه/ متخصص في التجارة والتسويق الالكتروني

@shehabalfakih

مدونة التجارة الالكترونية العربية

أدعكم مع هذا المقطع التعريفي للمشروع.

 

‫4 تعليقات

  1. في الموقع واضعين نسبة التبرع 2% رغم أن نسبة أرباحهم من أمازون تفوق 4% في أسوء الحالات
    أين يذهب المبلغ المتبقي

  2. فكرة ممتازة لكن عنوان ضعيف
    هل في الصدقه خسارة اتمنى اعادة صياغة العنوان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى