السيد وزير الاتصالات، أعطنا تطبيقات بديلة واحجب على هواك
بصفتي مُتابع لآخر الأخبار التقنية باستمرار، دائمًا ما تُثير حماستي تلك التطبيقات أو التقنيات الحديثة التي تظهر بشكل دوري، والتي كثّفت من حضورها في الأعوام الثلاثة الأخيرة بسبب انتشار مفهوم ريادة الأعمال والمشاريع الناشئة بشكل كبير حول العالم.
لكن ما أن ابدء باستخدام أي تطبيق جديد ينتظره مُستقبل واعد، حتى تبدأ الشكوك تُراودني في مصيره عندما يبدأ بالانتشار وبكسب قاعدة جماهيرة كبيرة خصوصًا في وطننا العربي. بكل تأكيد لم تأتي هذه الشكوك من فراغ، لكن المُمارسات الغير مفهومة في مُعظم الأوقات هي من تفرض هذا الواقع المؤسف.
ارغب في جذب انتباهك سيادة وزير الاتصالات، فأنا لم أعد ذلك الشاب الطائش المُندفع دون دراسة العواقب كما كان الحال عليه في السابق، وأدرك تمامًا أنه لكل فعل ردّة فعل وأن الحجب إن طال بعض التطبيقات، فإنه لسبب لا يعلم به إلا الله، وأنت واللجنة المُرافقة، لنبقى أنا والموظف المسؤول عن الحجب وبقية المُستخدمين دون معرفة السبب الحقيقي أو فهمه.
كما وأرغب في جذب انتباهك إلى أن بعض التطبيقات الحديثة ليست صيحة حديثة العهد ولا يُمكن اعتبارها ساعة من Gucci أو بنطال من Burberry سيخفيها الزمن بين طيّاته، لأن هذه التقنيات أصبحت الآن ناتجة عن حاجة المُستخدم لها، ففي ظل الثورة التقنية البرمجية لن يٌغامر مُطوّر أو فريق تطوير في وقته وماله في سبيل إطلاق تطبيق للتسليّة لأنهم أدركوا ولأننا أدركنا أن أي فكرة وإن كانت صغيرة قادرة على إحداث فارق كبير ومن المُمكن أن تُغيّر حياة الكثيرين منا.
واتس اب، فيس تايم، بلاك بيري مسنجر، فيس بوك مسنجر، وأخيرًا واير Wire هي أمثلة بسيطة عن تطبيقات طالها الحجب لأسباب واضحة وغير واضحة، فتارةً ما تُلام الشركات على عدم الرضوخ لطلباتكم المُتمثّلة في الكشف عن خوارزميات التشفير الخاصّة بها، وتارة ما يُلقى اللوم على خطأ بشري أو تقني.
نُقدّر تمامًا جهودكم الحثيثة لحماية الأمن الوطني، وهي مسؤولية لا يُمكن لفرد أو مجموعة أفراد القيام بها، لكن في المُقابل يأخذنا شعورنا نحو تلك القوالب الجاهزة التي تربينا عليها، والتي تتلخّص بجملة نفّذ ثم اعترض، أو هذا هو الأفضل دون معرفة لماذا، أو كيف، أو أين !
من الضروري جدًا في المقام الأول مُشاركة ما يجول في خاطركم من مخاوف وتعليقات، علّها تفتح عقولنا وتوجه تفكيرنا لوجهات لم نكن لندركها أبدًا، وبالتالي لن تجدوا من يُعارض خطواتكم طالما أنها مُبررة بأسلوب مقنع، وهذا بدوره سيزيل شعور الإحباط عن كاهل شبابنا المؤهل تمامًا ليتلافى المشاكل الموجودة في تلك التطبيقات المحجوبة ويُطوّر بدوره تطبيقات كاملة تُطابق قائمة السلامة الرقمية الخاصّة بكم.
في بعض الحالات قد يتعذّر مُشاركة السبب، لكن ماذا عن الحل الآخر؟ فهو بسيط جدًا ويتمثّل في توفير بديل فعّال وعملي لاستخدامه دون حدود، فإذا كان الحل مُتمثّل في حجب مُكالمات فيس بوك مسنجر، فلماذا لا يتم توفير بديل لإجراء المُكالمات مجانًا عبر الإنترنت بجودة عالية؟
بايدو Baidu، ووي تشات WeChat، ولاين Line، ويانديكس Yandex ما هي إلا أمثلة على مشاريع داخلية نشأت في الصين وروسيا ونجحت في التوسع لتشمل جميع دول العالم، لكنها جاءت من ضرورة وحاجة ودعم، خافت الصين من جوجل التي رفضت بدورها منح صلاحيات وأبواب خلفية على بياناتها، وبالتالي حجبت الصين جوجل، عملاق الإنترنت أو الإنترنت بحد ذاته إن صحّ التعبير، ودعمت بايدو الذي كان في بداياته والذي على الرغم من سوء نظام آرشفته الخاص، إلا أنه نجح في استقطاب الشعب الصيني ونما بسرعة كبيرة، حاله حال بقية التطبيقات التي وفّرتها أو دعمتها الحكومة حفاظًا على خصوصية وأمن الدولة.
باختصار، زمن الحرب الباردة انتهى، وبإمكان أي شخص تثبيت إضافة مجانية تفتح كل شيء محجوب، وعوضًا أن يستخدم هذه الحلول لتفادي الحجب على تطبيق يحتاجه بشدّة، سيجد نفسه عرضة للمحتوى المخادع، والمُحتوى المُسيء وما إلى ذلك، وينتقل من مُشكلة إلى ثانية وكل ذنبه أن فكّر أو اضطر إلى استخدام أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي المُستخدمة حول العالم!
والله مقاله حلوة ..
تضل الاسواق العربية كما هيه بقوانينها وروتينها واساليبها .. ( ممنوع . ممنوع .ممموع ) وهذا دليل على عدم مقدرة الاسواق العربية على المنافسة او حتى انتاج برنامج واحد .. وحتى ان تم انتاج برنامج واحد ستختلف الاسواق العربية في قوانينه ومفهوم الشفافية لان كل دوله لها رؤيتها الخاصة ?? وبالتالي سيتم منعه ههههههه .. فخلينا ناخذ الموضوع من الاخر ( ممنوع . ممنوع . ممنوع ) ?
أوافق على الحجب في حالة دعم المبرمجين العرب لتقديم بدائل عربية 100%