بث الفيديو على فيسبوك قد يكون من مصادر دخلك القادمة

لا يتوانى القائمون على شبكة فيسوك الاجتماعية عن إطلاق ميّزات جديدة بشكل مُستمر، والتي قد تبدو لمعظمنا أنها مُجرّد ميّزات لا فائدة منها في الوقت الراهن، أو لا يُمكن الاستفادة منها على المُستوى الشخصي، فميّزات مثل بث الفيديو بزاوية 360 درجة، أو أزرار ردود الأفعال الجديدة كانت الأبرز في الآونة الأخيرة، في انتظار ما تحمله جُعبة مارك ومُهندسيه.

تحدّثت سابقًا عن إمكانية الاستفادة من أزرار ردود الأفعال من قبل أصحاب الصفحات، لكن خاصيّة جديدة وفّرتها فيسبوك لا يجب أن تمر مُرور الكرام، خصوصًا أنها ليست مُبتكرة، وتوفّرت سابقًا في يوتيوب، لكن حجم قاعدة مُستخدمي فيسبوك الكبير ساهم في الإقبال عليها.

خاصيّة بس الفيديو المُباشر Live Video من أهم الميّزات التي لا يجب على أي مُستخدم إغفالها أبدًا، فبعدما كانت محصورة فقط للمشاهير والشخصيات العامة، بدأت في الوصول تدريجيًا إلى المُستخدمين العاديين، فاتحةً أمامهم فرصة لا يُمكن أن تتكرر على الأقل في الأشهر القليلة القادمة.

أهميّة هذه الميّزة تأتي من كونها لا تحتاج إلى تجهيزات خاصّة، مثلما هو الحال في خاصيّة مُشاركة مقاطع الفيديو بزاوية 360 درجة التي تحتاج إلى كاميرات مُتخصصة في هذا المجال، فجميع الأجهزة الذكية مُزوّدة بكاميرا واحدة على الأقل دون نسيان كاميرا الحواسب المحمولة.

قد لا تبدوا الخطوط المذكورة في الأعلى واضحة، أو على الأقل لم يُمسك أحدكم طرف الخيط حتى الآن لمعرفة أهميّة بث الفيديو بشكل مُباشر، لكن قبل الحديث عن آلية الاستفادة منها، يجب أن تقوم وبشكل فوري بكتابة المهارات التي تُتقنها أيًا كانت مثل لعب الألعاب، البرمجة، التصميم، أو أية مهارة يُمكنك نقلها لعموم المُستخدمين.

يُمكننا كمُستخدمين تطويع التقنية بالشكل الأمثل الذي يسمح لنا بالاستفادة القصوى منها، فمثلًا خاصيّة بث الفيديو المُباشر يُمكن أن تكون من مصادر دخل أي مُستخدم طالما أنه يمتلك شيء يُمكن للبقية الاستفادة منه، أو في بعض الحالات حتى إن لم يمتلك أي شيء، فكما يقول المثل ” رزق الهُبل على المجانين! “.

إذا كنت من مُحبي الألعاب وتقضي أوقاتًا طويلة بشكل يومي خلف الحاسب أو منصّة الألعاب خاصّتك فادعوك إلى تثبيت كاميرا الهاتف المحمول أمامك، وابدأ ببث الفيديو فورًا، حيث يُمكن لأصدقاءك ومُتابعي حسابك مُشاهدة طريقتك في اللعب وأسلوبك في تخطّي المراحل الصعبة، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.

قد تكون من مُحبي التصميم أيضًا، وتعلمت لتوّك طريقة رسم هاتف آيفون باستخدام فوتوشوب، إذًا لماذا لا تقوم بتشغيل كاميرا الهاتف وتبث طريقة رسمه؟ خصوصًا أن فيسبوك يقوم بحفظ الفيديو ويُعيد نشره بعد انتهاء البث بشكل آلي، وبالتالي الفائدة ستبقى موجودة حتى بعد إيقاف البث المُباشر.

ماذا عن الطهي، البرمجة، التصوير، إعادة تثبيت ويندوز، كشف البرمجيات الخبيثة، الرسم، أو غيرها الكثير من المهارات التي تقوم بها بشكل يومي وتتقنها عن ظهر قلب، لماذا لا تحاول الاستفادة منها بشكل أو بآخر؟

لم يقنعك الكلام أعلاه؟ لا مشاكل بكل تأكيد، لكن هل تعلم أن مجموعة من الشباب اليافعين تمكنوا خلال العامين الماضيين من تحقيق دخل سنوي تراوح بين ٤ إلى ٧ ملايين دولار في العام الواحد! وهذه الأرقام حُققت عن طريق بثهم للفيديو مُباشرةً أثناء لعبهم، فهم يستيقظون في الصباح وينهضون من السرير مُباشرةً إلى تشغيل منصّة الألعاب والبدء بالبث الحي، وهكذا طوال النهار باستخدام موقع يوتيوب الذي يُتيح هذه الخاصيّة منذ فترة طويلة.

بسبب تكرار هذه العادة ازداد عدد المُتابعين لقنواتهم الخاصّة، كذلك ازداد عدد المُتابعين للبث الحي، وهذا سمح لهم بالحصول على دخل مادي من يوتيوب أولًا، ومن بعض الشركات الراعية ثانيًة التي وجدت فيهم خير أداة للترويج لألعابها الجديدة، فهم يمتلكون قاعدة جماهيرية لا يُمكن الاستهانة بها.

الخُلاصة مما ورد أعلاه أن التقنية تجري بسرعة لا يُمكن لأحد مُجاراتها بكل سهولة، لكن الأهم من المُجاراة الدائمة، هو مُحاولة تطويعها بالشكل الأمثل للاستفادة منها على المُستوى الشخصي.

وليست شبكة فيسبوك المصدر الوحيد فقط، فحساب 35minus20 على انستاجرام مثلًا حقق نجاحًا باهرًا، فهو استغّل ميّزة مُشاركة مقاطع الفيديو في انستاجرام، وتمكّن في 15 ثانية من إيصال كمية رهيبة من المعلومات للمُستخدمين ولم يجد في ضيق الوقت المسموح عائق.