آلية عمل نظّارة جوجل Google Glass
مرّة أُخرى تعود نظّارة جوجل Google Glass إلى الواجهة بعدما غابت لفترة من الزمن بين زحمة أخبار الحواسب اللوحية والهواتف الذكية، إضافة إلى إعلان جوجل إيقاف تطويرها رسميًا منذ شهر يناير/كانون الثاني من العام الجاري.
الجيل الأول من النظّارة كان هدفه تجريبي بحت، ولهذا السبب توقّف تطويره مع بداية العام الجاري، واستخدم في مجالات كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر كرة القدم، حيث جرّب مُساعد مُدرب فريق أتليتيكو مدريد الإسباني Atletico madrid لكرة القدم النظّارة في بعض المُباريات، وكان يحصل على إحصائيات فورية لأي لاعب ينظر إليه من خلال نظام طُوّر خصيصًا لهذا الغرض.
النظارة توفرت للعموم بشكل محدود جدًا وبسعر 1500 دولار أمريكي، وهو سعر مُرتفع جدًا بالنسبة لجهاز لم يُخبز بشكل كامل داخل أفران شركة جوجل الرائدة في مجال تطوير التقنيات الجديدة.
ولم تُقدم جوجل على إيقاف الجيل الأول دون وجود خطة مرسومة للجيل الثاني الذي بدأت تفاصيله تظهر شيئًا فشيئًا، فالشائعات تقول أن النظّارة سيكشف عنها في العام المقبل بكل تأكيد.
غيّرت جوجل فريق عمل النظّارة بالكامل وغيّرت كذلك الاسم حيث أصبحت الآن تُعرف باسم مشروع Aura، أو إن صح التعبير هي جزء من هذا المشروع، وبالتالي من المُمكن أن تحمل اسم Aura Glass (مُجرّد تخمين لا أكثر).
المُثير في هذه النظّارة ليست البرمجيات المُستخدمة فيها أو ما يظهر للمُستخدم، لكن التقنية بحد ذاتها تعكس مُستوى مُهندسي الشركة وطريقة توظيف العلم في مكانه الصحيح من أجل الحصول على تقنيات تخدم البشرية في نهاية الأمر.
قد يُخدع المُستخدم عندما ينظر إلى الجيل الأول المؤلف من عدستين بالإضافة إلى قطعة إضافية فوق العدسة اليُمنى، فالكثير يعتقدون أن هذه القطعة تقوم بعرض نافذة على العدستين بنفس مبدأ العارض Projector، وهو مُخالف تمامًا للواقع، حيث تعمل النظّارة بمبدأ أبسط من ذلك.
القطعة الموجودة فوق العدسة تستخدم واحد من أبسط وأهم مبادئ الفيزياء والضوء وتعتمد بشكل كامل على الموشور Prism، الذي لطالما سمعنا به في المدارس والجامعات.
تبدأ رحلة النافذة التي ترغب النظّارة بعرضها من خلال الدخول إلى الموشور الذي يقوم بدوره بتحويلها إلى شبكية العين مُباشرةً، وهنا أقصد عين واحد فقط، وتحديدًا الجزء المُخصص للتعرّف على الألوان ليبدأ المخ باستقبالها ومُشاهدتها بشكل فوري.
هذا ليس كل شيء في جعبة جوجل، فالمُستخدم قد يستخدم النظّارة تحت أشعة الشمس أو في أماكن مُظلمة وبالتالي النافذة قد لا تكون واضحة بشكل كامل، وهنا يأتي دور الهندسة في الموضوع، فالجزء العلوي من الموشور شفّاف أيضًا للتعرّف على الإضاءة الخارجية، وبالتالي تنعكس الصورة إلى شبكية العين مع أخذ الإضاءة المُحيطة بعين الاعتبار، وهو ما يسمح للنافذة بالظهور بشكل واضح أولًا، وشفّاف ثانيًا لكي لا تحجب رؤوية المُستخدم، وبتدخل من المخ لن تؤثر الصورة كثيرًا على العين أو حدّة الإبصار، إذا تظهر النافذة بوضوح كامل وكأنها موجودة حقيقةً وليست مُجرد انعكاس للضوء.
النظّارة بشكلها القديم وضعت على رفوف شركة جوجل ولم يعد لها حاجة بعد الآن لأن الجيل الثاني سيتغيّر كثيرًا، حسب براءات الاختراع التي حصلت عليها الشركة في هذا المجال، فالاعتماد أولًا أصبح على عدسة واحدة فقط، ولن تحوي على عدستين، دون نسيان أنها ستوفر وسائل إدخال جديدة.
الجيل الثاني من النظّارة سيحوي على حزام لتثبيتها على الرأس، وهذا الحزام ذكي ويتعرّف على الطريقة الأمثل لوضعها على رأس المُستخدم ويقوم كذلك بتخزينه لاعتماده بشكل دائم. كما سيسمح للمُستخدم أيضًا بلمسه في مناطق مُحددة للتفاعل مع النافذة الظاهرة، دون نسيان نظام الأوامر الصوتية.
بكل تأكيد سيحمل الجيل الثاني تطويرات على التقنيات المُستخدمة، فمساحة التخزين ستزيد حتمًا، وفترة استخدامها دون شحن ستطول، وكذلك دقّة الصورة وطريقة ظهورها والتطبيقات التي يُمكن استخدامها أيضًا.
وبالحديث عن التطبيقات، فإن تطبيقات الواقع المُعزز Augmented Reality كثيرة جدًا، فعلى سبيل المثال لا الحصر يُمكن تطوير تطبيق للحرم الجامعي في إحدى الجامعات العربية التي وعندما يضع الطالب نظّارته الذكية تقوم بعرض أسماء الأبنية الظاهرة أمامه، مع دعم لنظام الملاحة Navigation لإرشاد الطالب إلى المبنى الذي يرغب بالذهاب إليه.
يُمكن أيضًا استخدامها بتطبيق بسيط ومُمتع عند النظر إلى السماء، ففي حالة مرور طائرة تقوم بعرض رقم الرحلة ووجهتها، أو عرض أسماء النجوم الظاهرة والمجموعة التي تنتمي إليها. ولا يجب أن نُهمل الاستخدامات الطبيّة الواسعة أو الرياضية وغيرها الكثير لكنها بكل تأكيد تفتح آفاقًا واسعة جدًا للمطورين للذهاب بخيالاتهم إلى أبعد الحدود، وكل هذا بالاعتماد على موشور، ودارة تحوي على جهاز للتعرّف على الموقع الجغرافي والاتصال بالإنترنت.
منشور وليش موشور
حللنا جميع مشاكلنا التقنية وعُقدنا وأتينا الآن لتصحيح الأسماء التي لم يتبقى غيرها لتُحل !
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%88%D8%B4%D9%88%D8%B1_(%D8%A8%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AA)