لماذا تشارك في “الهاشتاق القذر”؟
صارت لي عادة جديدة، وهي الشعور بالتقزّز والغثيان كُلَّمَا نظرت على الوسوم المُتداوَلة – التريند -، وربما العديد منكم بدأ يشعر بذلك الشعور مؤخرًا.
وعلى مدار يومي، باتت هناك عدة وسوم – هاشتاقات – مُزرية، ومقززة، وفي الوقت نفسه مُثيرة للجدل. لكن السؤال الحقيقي: لماذا أصبح مثل هذا الوسم مُتداوَلًا على تويتر؟
قررت لمدة يومين على التوالي – أمس واليوم – النظر في أمثال تلك الوسوم وفي آراء من استخدمها بين ثنايا تغريداته. وللأسف الشديد – جدًا! – كانت النتائج صادمة؛ لأن الأغلبية العظمى ممن تسببوا في وصول مثل هذا الوسم إلى التريند ما بين معترض عليه! أو ناقد له!! أو ساخر منه!!!
لست هنا لأسلِّطَت الضوء على أقذر 10 وسوم على تويتر أو فيسبوك مثلًا؛ فليست هذه الغاية من كتابة هذا المقال. دعوني فقط أطرح عليكم هذه التساؤلات ولنحظى بإجابة صادقة مع أنفسنا:
- ما سبب مُشاركتك باستخدام أمثال هذه الوسوم، التافهة، القذرة؟
- وما الذي يدعوك إلى أن تلوّث حسابك وأصابعك وأعيُن مُتابِعيك بوجود وسم به كلمة ربما كانت جارحة، أو غير محترمة، أو مثيرة للفتنة، أو للغرائز، بدافع أنَّك بهذه الطريقة تنصح، أو تنتقد، أو تسخر، من هذا الهاشتاق؟
- وما الفائدة المرجُوَّة التي عادت عليك إثر ذلك سوى مُجرَّد بضع إعجابات أو إعادة للتغريدة؛ فيزيد نتيجة ذلك هذا الوسم “القذر” شهرة؟
- إن كانـ/ـت والدتك/والدك/أخوك/أختك/ابنتك/زوجك/زوجتك مِمّن لديه حسابًا على تويتر، هل تقبل لأي منهم رؤية مثل هذا الوسم “القذر” على حسابك، أو المُشاركة فيه ولو من جانب السخرية أو النصح أو الاعتراض؟
نفس الشخص الذي يُشارك في مثل هذه الوسوم، هو أيضًا من تراه ساخطًا معترضًا على أي شيء، إلا نفسه ورأيه! وهذه من إحدى المُفارقات والتناقضات النفسيَّة الغريبة التي باتت وليدة مع انتشار الشبكات الاجتماعية.
لن ينتهِ ظهور هذه الوسوم “القذرة” في المُتداوَلة – التريند – بأن يرفع ويخفض القارئ رأسه تأييدًا لمحتوى المقال؛ لأني أحسن الظن بالجميع – والله حسيبكم – وعدم رضاكم عن أي هاشتاق قذر، وإنَّما بحذفكم لأي تغريدة مِن حساباتكم تحتوي على مثل هذه الوسوم، ودعوة الآخرين للقيام بذلك، والارتقاء بمحتوى تغريداتكم، وذلك إلى أن توفِّر تويتر ميزة الابلاغ عن الوسوم المسيئة، التي باتت قريبة إن شاء الله تعالى.
تكمُن قوة الوسم على الشبكات الاجتماعية في انتشار المحتوى خاصة إن كان يهم الرأي العام أو فئة من المتخصصين بأي مجال، وعلينا إدراك هذه الحقيقة مع حُسْنِ استغلالها لعموم الفائدة بين مُستخدمي الشبكات الاجتماعية عامّة، وعلى تويتر خاصة.
أخيرًا، لا تَنْس أن الهاشتاق القذر: هو أي وسم مسيء للفطرة السليمة، أو يخدش الأخلاق والحياء، أو يثير فتنة بين الشعوب، أو يدعو لطائفية أو عرقيَّة لا تُرضي الله تعالى. تأمَّلُوها جيدًا.
يب اكيد
لاداعي القلق لم انشر ولا هاشتاق القذرة مثل ما تقول الموضوع لاني أعلم جيدا المخاطرة في حال نشرها