مقالات

ويندوز 10 فون، عندما يكون الوقت أهم من التقنية والمواصفات

Windows-10-on-phones_1

غيّر نظام ويندوز 10 مُستقبل شركة مايكروسوفت وحاضرها، وهو نتاج لتمسّكها بالماضي وعدم التخلّي عن هويتها المُتمثّلة بنظام تشغيل يعتمد بشكل كبير على قائمة إبدأ التي اختفت لفترة من الزمن قبل أن تعود من جديد لتُزيّن واجهات طفل بيل جيتس المُدلل الذي رُزق به قبل 30 عام.

قوّة ويندوز 10 تُستمد من الكثير من العوامل، لسنا في صدد الحديث عنها، لكن توحيد تجربة الاستخدام هي الأفضل من وجهة نظر الكثيرين، لكن الوقت هو العامل الوحيد الذي سيُحدد نجاح النظام من عدمه.

قد لا تقلق مايكروسوفت من نجاح نظامها على الحواسب، فمُعظم المُستخدمين حول العالم يعتبرونه الأمثل والأسهل إذا ما تمت مُقارنته بنظام لينكس أو ماك الذي يعمل على حواسب آبل فقط، بالرغم من أن الأخيرين يُقدمان سلاسة في الاستخدام وثبات لا يُستهان بهما أبدًا.

قلق الشركة الأمريكية قد يكون من ويندوز 10 فون Windows 10 Phone الذي سيصدر للهواتف الذكية، وهذا القلق منبعه فشل أسلافه ويندوز 7 وويندوز 8، وبالتالي كل خطوة يجب أن تكون مدروسة وبدقة للمنافسة في سوق تُسيطر عليه جوجل بنظام أندرويد، وآبل بنظام آي أو إس iOS.

فشلت أنظمة ويندوز للهواتف الذكية بسبب الكثير من العوامل أهمها عدم وجود دعم للأجهزة القديمة، فالشركة وفي كل مرة تقوم بإصدار نسخة جديدة تُفاجئ المُستخدمين بأن التحديث إليها غير مُمكن وهم بحاجة لتغيير الجهاز، وهذه مُشكلة كانت شائعة في ويندوز 7 وويندوز 8.

مايكروسوفت تنبهت لهذه المُشكلة ووعدت بدعم ويندوز 10 فون لأكثر من جهاز وبالتالي لن يحتاج مُعظم المُستخدمين إلى شراء أجهزة جديدة، لكن الأداء هو الفيصل، ولا يُمكن الحكم دون تجربة النظام لفترة من الزمن للوقوف على صحّة وعود الشركة.

وخلال الكشف عن حواسب سيرفس الجديدة، سلّطت مايكروسوفت الضوء بشكل خفيف على هواتفها الجديدة لوميا 950 ولوميا 950 إكس إل، وهو ما جعل البعض يتساءل عن هذا الاستحياء في الإعلان عن هواتف جديدة. ليس هذا فقط، بل وعند زيارة متاجر مايكروسوفت الرسمية، ستجد حواسب سيرفس تتصدر المشهد، ولن ترى هواتف لوميا الجديدة إلا في آخر المتجر دون الكثير من عناصر الإبهار حولها، وهو ما يزيد التكهنات.

الشائعات بدأت بالظهور الواحدة تلو الأُخرى، لكن حديث Panos Panay، المسؤول عن حواسب سيرفس والذي ترأّس قسم تطوير الهواتف الذكية في الشركة مؤخرًا، أضاف المزيد من الغموض والوضوح في نفس الوقت !

اعتبر Panos أن هواتف لوميا الجديدة جيدة جدًا وأشاد بفريق العمل القائم عليها، لكنه أكّد أنها ليست كل شيء في جعبة مايكروسوفت في سوق الهواتف الذكية، دون تأكيد الشائعات حول وجود هاتف سيرفس بمواصفات تقنية عالية.

وبتجاهل الشائعات، وبغض النظر عن الشركة المُصنّعة للجهاز أو مواصفاته، فإن فرصة مايكروسوفت في المنافسة ما تزال ضئيلة وتحتاج إلى وقت ليس بالقليل لتتمكن من السيطرة من جديد أو المنافسة على أقل تقدير، وليكن لها في شركة بلاك بيري خير مثال.

المنافسة في سوق الهواتف الذكية لها عدّة عوامل تبدأ بسعر الجهاز ومواصفاته، وهو ما أدى إلى انتشار أندرويد بصورة كبيرة، بالإضافة إلى متجر تطبيقاته الذي أجده الأهم.

هاتف بمواصفات خارقة وبسعر ممتاز دون تطبيقات لا يعني أي شيء للمُستخدم أبدًا، لأنها العصب الأساسي لأي نظام تشغيل، وبلاك بيري التي كانت تمتلك حصّة لا بأس بها من سوق الهواتف خسرتها بسبب عدم تحديث أجهزتها لتبني أحدث التقنيات أولًا، وعدم دفع عجلة تطوير التطبيقات بنفس سرعة دوران عجلة التطوير في آي أو إس وأندرويد.

الوقت ما يزال مُبكرًا للحديث عن ويندوز 10 فون ونجاحه، فالبداية تبدأ من التطبيقات الشاملة Universal Apps التي بدأت بالوصول إلى متجر برامج ويندوز 10، وهذا يحتاج لوقت حتى يرتفع عدد التطبيقات وتُقدم أدوات مُختلفة للمُستخدمين لتلبية جميع الطلبات والرغبات.

بعدها، يأتي الجهاز ومواصفاته وهو موضوع لا يُمكن إهماله، فسامسونج على سبيل المثال لا الحصر قدّمت هواتف بمواصفات رائعة وأداء مُميّز جعلها تصل لمكانتها الحالية، ومع تطوير نظام أندرويد وإضافة بعض الميزات الحصرية لها، لبّت رغبات الكثير من مُستخدمي الهواتف، وهو أمر ليس بالسهل أيضًا.

تأخير هاتف مايكروسوفت سيرفس – التسمية حسب الشائعات – قد يكون من طرف الشركة نفسها بانتظار ارتفاع عدد التطبيقات داخل المتجر، ووصول النظام إلى مرحلة الاستقرار التي تجعل وجوده على هاتف عالي المواصفات مُغري للجميع، وبالتالي أن تصل مايكروسوفت مُتأخرة، خير من أن لا تصل، أو أن تصل قبل جهوزيتها بشكل كامل.

ولا يجب نسيان أن أندرويد يُسيطر تقريبًا على 83% من سوق الهواتف الذكية متبوعًا بنظام آي أو إس الذي يمتلك حصّة 14%، وبالتالي النزاع مع هذه الأنظمة التي قضت أكثر من 7 سنوات في السوق ليس بالسهولة المتوقعة أبدًا، وهو السبب الذي دفع بلاك بيري للتوجه نحو أندرويد لأن فرصتها بنظام بلاك بيري أو إس لم تعد موجودة، لكنها لم تستسلم وآمنت بقدراتها من خلال دمج أفضل حلولها للأعمال مع نظام أندرويد لإنتاج هاتف Priv الذي توفر مُؤخرًا.

عند النظر إلى مايكروسوفت من بعيد نجد أنها تلعب بحذر وبذكاء في نفس الوقت، فتوفير المُساعد كورتانا داخل أندرويد، وآيفون، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية مع شركة Cyanogen لتوفيره داخل نسختها المُعدلة من أندرويد سيكون له أثر كبير في تشجيع المُستخدم على اقتناء هاتف ويندوز فيما بعد.

ولا يجب أن ننسى أيضًا توفير حزمة أوفيس لنظامي أندرويد وآي أو إس، دون أن تتوانى مايكروسوتف في تطوير أدوات خاصّة بشكل مُستمر لاستعراضها في مؤتمرات تلك الشركات للتأكيد على تواجدها وفهمها للسوق والمُتطلبات.

مايكروسوفت لا ينقصها أي شيء للنجاح سوى الوقت، فإطلاق ويندوز 10 فون دون تطبيقات كثيرة لن يجعل أشد المُتفائلين يذهب لشراءه، وحسب رأي الشخصي، إطلاق هواتف لوميا سلاح ذو حدين لكن الشركة ستتيح الفرصة بذلك للمطوريين لتوفير تطبيقات شاملة أولًا، كما ستدرس بشكل أوسع مشاكل وسبل تحسين النظام قبل إطلاق هاتف عالي المواصفات من طينة آيفون، جالاكسي إس 6 أو نيكسوس، ولا حاجة للتذكير بأن الأول يتوفر له أكثر من 1.5 مليار تطبيق، والبقية، التي تعمل بأندرويد، يتوفر لها ما يزيد عن الـ 1.6 مليار تطبيق.

المصادر بتصرّف : Cnet 1,2

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. برآيي أمرين مهمين للويندوز كي ينجح:

    – تسهيل طريقة الاستخدام كهاتف دون تعقيد
    – جودة التطبيقات و دعم التطبيقات للامور الاساسية للمستخدم ولا يعني المستخدم كثرة التطبيقات كل ما يريده وجود تطبيق على الأقل يخدمه مع جودة التطبيق وسهولة الاستخدام

  2. مقال مميز … اشكرك
    لكن اتفق بشده مع ملاحظة أخ صلاح

    اسمه ( ويندوز 10 موبايل )

    وليس ويندوز 10 فون (هذه التسمية خاطئة )

  3. شكرًا لمرورك ولردّك المُنمّق، تختلف التسمية والمعنى واحد :)
    لكن بإذن الله سأركّز على التسمية في المقالات القادمة.

  4. والله النظام رائع رائع جدا خاصة ويدوز موبايل ١٠ التجريبي .
    وأقدر أقول يتفوق بالمميزات على نظام أوس ولكن أقل مميزات من أندرويد لهذه النسخه التجريبيه .

    وأغلب تطبيقات الدردشة والتطبيقات الإجتماعية موجوده ، وتجاري اللي بالأنظمه الأخرى تقريبا .
    وأغلب التطبيقات السحابيه للتخزين موجوده ، ولا أعلم سبب عدم انتشار النظام والتطبيقات المهمه موجوده .

    لا أظن أن التطبيقات هي السبب ، مع إني اعلم بأهميتها لأي نظام ، ولكن الحظ هو السبب فقط لا غير .

    كم جلست بلاك بيري واندرويد موجود ، ولا يعرفون غير تطبيق بي بي .

    كم صاحب آيفون لا يعرفون غير واتساب وتويتر وفيسبوك
    وكم صاحب أندرويد لا يعرفون غير واتساب وتويتر وفيسبوك .
    هذه أشهر التطبيقات عربيا ، والملايين من ملاك هالنظامين لا يعرفون غير هالثلاثة تطبيقات ومكتفين فيها ، مع التطبيق الأهم يوتيوب .
    منذ عرفت الموبايلات الذكيه والكثير الكثير من موظفين وطلاب وعاطلين تجد فقط واحد الى ثلاثه من هذه التطبيقات ولا يعلم حتى بوجود سوق بلاي أو أب ستور ولا تحديث للنظام ، ودائما تجده كل سنه يشتري جهاز جديد .

    فمسألة وجود أغلب التطبيقات للنظام ليست الزاميه حتى تكتسب زبائن ، ولا حتى الإعلانات الكثيره ليست الزاميه لكسب الزبائن .
    وهذا ما وجدته من كثرة اعلانات مايكروسوفت في كل مكان عكس أوس للآيفون ، لم تكتسب الكثير من الزبائن ونجد ارتفاع للآيفون بشكل كبير .
    وسامسونج شاهد اعلاناتها الكثيره والرائعه ومبيعاتها تنقص عكس منافسه آيفون .

    لم أجد تفسير للسبب الا الحظ بعد الله .

    وأفضل مسوق هو نفس أصدقائك أو أبنائك أو زملائك هم من يتحكم بالسوق وينصحون الناس خذ الجهاز والنظام الفلاني ، مع أن الأغلبيه منهم من أجهل الناس تقنيا .

    والله أعلم

    وأعتذر عالإطاله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى