جولة على الميّزات التي توفرت في فيس بوك عند إطلاقه قبل 11 عام
في شهر فبراير/شباط من عام 2004، لم يكن أشد المُتفائلين ولا حتى مارك زوكربيرغ نفسه يتوقعون أن يصل فيس بوك إلى ما هو عليه الآن، ففي أواخر شهر يناير/كانون الثاني من عام 2004 بدأ مارك ببرمجة موقع فيس بوك الذي كان الوصول إليه مُمكنًا من خلال نطاق TheFacebook.com والذي استغرقت عملية برمجته أسبوعًا واحدًا فقط.
مارك كان يطمح لبناء شبكة بسيطة تربط طلاب جامعته جامعة هارفورد Harvard تسمح لهم برفع صورهم الشخصية والبحث عن الأصدقاء من نفس السنة والتخصص للتواصل بشكل أسهل، كمُحاكة للنظام المطلوب والذي كانت الجامعة تعتزم العمل عليه لكنها تأخرت كثيرًا.
مارك صرّح حول هذا الموضوع حيث قال إن الجميع في جامعته يتحدث عن بناء شبكة تشمل جميع طلاب جامعته، لكن من المُعيب أن يستغرق تنفيذ هذه الفكرة كل هذه السنين !
مارك أطلق الموقع رسميًا في الرابع من فبراير من عام 2004، ونجح في الحصول على 650 طالب من جامعته خلال 4 أيام فقط، وتوقع أن يصل العدد إلى 900 طالب مع نهاية 9 فبراير أي بعد خمسة أيام من إطلاق الموقع.
وبعد مرور أكثر من 11 عام على إطلاق فيس بوك رسميًا، قد يتعجب البعض من الميّزات الرئيسية التي توفرت في ذلك الوقت والتي لو تحدث عنها مارك قبل تنفيذها للاقى الكثير من الرفض والبت مُسبقًا بفشل الفكرة لأن الشبكات الإجتماعية كانت موجودة بالفعل ولكن بأشكال تختلف ولو بشكل قليل عن فيس بوك.
مارك عند إطلاقه لشبكته لأول مرّة كان يمنع التسجيل لأي شخص من خارج الجامعة وذلك من خلال إجبار المُستخدم على وضع بريده الإلكتروني في الجامعة والذي ينتهي بـ @harvard.edu مع ضرورة استخدام الاسم الحقيقي أيضًا، حيث قام مارك ببرمجة خوارزمية للتأكد من هوية صاحب البريد الإلكتروني والتأكد من كتابة اسمه الحقيقي، بعدها يتم إرسال رسالة إلى بريده الإلكتروني لتأكيد الاشتراك والبدء باستخدام الموقع.
الموقع ومنذ بدايته كان قائمًا على الأصدقاء، وبالتالي فإن المُستخدم كان بإمكانه إضافة الأصدقاء والبحث عنهم، لكن في الفترة الأولى كانت عمليات الإضافة والبحث تتم فقط ضمن الأصدقاء من نفس الحي، السنة الدراسية والتخصص. أما لإرسال دعوات للانضمام إلى الموقع، فكان المُستخدم بحاجة إلى كتابة عناوين أصدقاءه بشكل يدوي الواحد تلو الآخر دون وجود وسيلة لاستيراد قائمة العناوين البريدية.
بالنسبة لمشاركة الوسائط، فالموقع كان لا يسمح بمشاركة الصور أو الملفات، وحتى المُستخدم في صفحته الشخصية لم يكن بإمكانه سوى رفع صورة شخصية واحدة فقط دون وجود إمكانية لرفع أكثر من صورة والاختيار فيما بينها.
في النسخة الأولى من فيس بوك، كان بإمكان المُستخدم الدخول إلى صفحة أي صديق والإطلاع على بعض البيانات مثل صورته الشخصية، تاريخ الميلاد، رقم الهاتف، الموسيقى المُفضلة، الأفلام المُفضّلة، بالإضافة إلى رقم الغرفة في سكن الطلاب والمواد التي قام بدراستها داخل الجامعة.
واحدة من الميزات التي لم يُسمع عنها كثيرًا وقام مارك بالتخلّص منها هي إمكانية استعراض رسم بياني خاص بالأصدقاء وفق الكثير من العوامل لكنها على ما يبدو لم تلقى النجاح كما كان متوقع لها.
نأتي الآن للموضوع الذي يدور حول فيس بوك منذ نعومة أظافره ألا وهو الخصوصية، فالنسخة الأولى من فيس بوك احتوت بالفعل على إعدادات للخصوصية، حيث كان المُستخدم بإمكانه تقييد ظهور بياناته للعموم، والسماح فقط للأصدقاء بالوصول إليها، أو المُستخدمين من نفس التخصص والسنة الدراسية.
أخيرًا وفي مُفارقة غريبة بعض الشيء ذكر مارك في أول الحوارات الصحفية معه حول فيس بوك أنه لا ينوي بيع عناوين البريد الإلكترونية لأي جهة ثالثة حيث لا يُفكر أبدًا في الربح ماديًا من الموقع، وأكّد أن هدفه تسهيل التواصل بين الطلاب أولًا، وتحسين صورته التي تشوهت قليلًا بعد إطلاقه لتطبيق Facemash الذي لاقى انتقادًا شديدًا من قبل الطلاب أولًا وإدارة الجامعة ثانيًا بسبب اختراقه لخوادمها وسحب صور الطلاب دون إدن.
الآن وبعد 11 عام وبنظرة سريعة على التطوّر الكبير الذي وصل إليه فيس بوك يُمكن استنتاج أن المنتجات الناجحة قد تبدأ بالفعل بميزات قليلة بل وقليلة جدًا، وحتى مع التخلّي عن بعض المبادئ – وهنا الحديث عن بيع بيانات المُستخدمين – فإن استثمار العائدات المادية لتطوير المُنتج نفسه ستؤدي حتمًا إلى المزيد من النجاح وتضاعف قيمة المُنتج.
المصادر : Quora – Wikipedia – The Harvard Crimson
Surface Pro 3 – 128GB / Intel Core i3 http://www.world-nology.net/