ويندوز يحتفل بعيده الثلاثين، جولة بين الإصدار الأول والعاشر
صادف يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري مُرور ثلاثين عامًا على إطلاق نظام ويندوز لأول مرّة، حيث أُطلق ويندوز 1 عام 1985 واضعًا مايكروسوفت بين الكبار في المجال التقني، ليُصبح فيما بعد أحد أكثر أنظمة التشغيل استخدامًا حول العالم.
مايكروسوفت وتحديدًا مؤسسها بيل جيتس أعلن لأول مرة عن نظام ويندوز عام 1983، أي قبل إطلاقه رسميًا بعامين، لكن النقلة النوعية التي حققها هذا النظام تطلبت هذه الفترة، خصوصًا أنه استفاد من نظام دوس MS-DOS وقدمه مع واجهات رسومية غيّرت مفهوم التعامل مع أنظمة مايكروسوفت.
ويندوز 1
قدّمت النسخة الأولى مفهوم النوافذ لأول مرة، لكنها كانت نوافذ ثابتة لا يُمكن تغيير حجمها كما هو الحال حاليًا، واحتوى على بعض الأدوات مثل التقويم، والساعة، والمُفكرة Notepad، بالإضافة إلى موجه الأوامر وآلة حاسبة.
ويندوز 1 أتاح للمُستخدمين فرصة للتسلية من خلال لعبة حملت اسم Reversi وهي لعبة لتحريك الكرات وبناء المجموعات حسب اللون.
ويندوز 2
في عام 1987 أطلقت مايكروسوفت الإصدار الثاني من ويندوز، والذي أضاف دعمًا للرسوميات VGA وشاشات بـ 16 لون، كما قدّم لأول مرة لوحة التحكم، وبرنامجي وورد وإكسل.
يُمكن تشغيل ويندوز 2 باستخدام قرصين مرنين من نوع Floppy دون الحاجة إلى قرص صلب، لكن حجم الذاكرة في ذلك الوقت كان 1 ميجابايت فقط.
ويندوز 3
يُعتبر هذا الإصدار الأكثر انتشارًا في ذلك الوقت، حيث شهد نموًا كبيرًا وتبنّته مجموعة كبيرة جدًا من الحواسب حول العالم بفضل دعمه للرسوميات بـ 256 لون، فضلًا عن تحسين نظام التعامل مع النوافذ والملفات، حيث أصبح بالإمكان تحريك النافذة وتغيير موقعها على حسب تفضيل المُستخدم، وأخيرًا رفع قدرات التعامل مع الذواكر الذي كان لها الأثر الأكبر على هذا الانتشار.
لعبة الورق سوليتير ظهرت لأول مرّة في هذا الإصدار، وهي اللعبة التي لا يخلوا أي إصدار ويندوز منها حتى يومنا هذا.
ويندوز 3.1 NT
شخصيًا بدأت استخدام الحاسب لأول مرّة مع نظام ويندوز 3.1 وتحديدًا لعبة التزلج التي كانت موجودة بداخله، فالنظام يعرض جميع النوافذ للاختيار منها، ولم يكن استخدامه مُعقّدًا أبدًا.
أطلق هذا النظام عام 1993 بالتعاون مع IBM، ويُقال أن هذه النسخة بُنيت من الصفر، أي لم يتم الاعتماد على أي شيء من الإصدارات السابقة.
قدّم هذا الإصدار مجموعة كبيرة من التحسينات مثل تعدد المُستخدمين، تعدد المهام، مُعالجة أكثر من مهمة في نفس الوقت وغيرها الكثير، فقد حقق هذا الإصدار طفرة في دعم مُعالجات مُختلفة تعمل بمعماريات مُختلفة أيضًا، على عكس الإصدارات السابقة التي كانت تدعم مُعالج أو اثنين على الأكثر.
ويندوز 95
في شهر أغسطس/آب من عام 1995 قدّمت مايكروسوفت تحفتها الفنّية على جميع الأصعدة نظام ويندوز 95 الذي توفر بنسختين 16-بت و32-بت مع واجهات جديدة بالكامل.
وبعيدًا عن واجهاته والطفرات التقنية التي حققها، قدّم النظام لأول مرّة قائمة إبدأ التي أسقطت تقريبًا لوحدها فيما بعد نظام ويندوز 8 ورفعت ويندوز 10 إلى مكانة عالية جدًا.
الطريف في ويندوز 95 هو نغمة تشغيله، التي يُمكن الاستماع لها بعد تشغيل الحاسب مُباشرةً ( يُمكن الاستماع من خلال الضغط هنا )، حيث تم تأليفها وتوزيعها باستخدام حاسب ماك من آبل وليس أحد حواسب ويندوز.
ويندوز 4 NT
بعد إطلاق ويندوز 95، كان من البديهي أن يكون ويندوز 96 هو الخطوة القادمة، لكن مايكروسوفت فاجئت الجميع بإطلاق ويندوز NT 4 الذي يُعد تطويرًا لنظام NT 3.1، وقامت بدمج واجهات ويندوز 95 الرسومية وميّزاته مع الميزات الجديدة.
ويندوز 4 NT لم يكن موجهًا للأجهزة العادية، فهو موجه للخوادم والشبكات وقدّم مجموعة كبيرة من الأدوات التي تُساعد في إدارة الشبكة بأفضل طريقة مُمكنة بنستخه الوحيدة 32-بت.
ويندوز NT 4 قدّم لأول مرة واجهات دايريكت إكس DirectX لتشغيل ومُعالجة الوسائط المُتعددة، كما أضاف دعمًا للواجهات الرسومية المُطوّرة بالإستعانة بقدرات بطاقات مُعالجة الرسوميات.
ويندوز 98
جاءت هذه النسخة استكمالًا للمسيرة الناجحة لسابقتها 95، مع حل جميع المشاكل وتقديم تحديثات ثورية مثل إمكانية تصغير النوافذ، العودة للخلف، التوجه للأمام وأخيرًا شريط العنوان.
متصفح إنترنت إكسبلورر 4 كان له نصيب الأسد من المديح في ذلك الوقت، دون نسيان دعم منافذ USB الذي قُدم أول مرة عام 1997، لكن مايكروسوفت أطلقت نسخة مُستقرة من البرمجيات التي تتعامل مع الأجهزة الموصولة عبر هذه المنافذ، والتي لم تكن تشمل الطابعات، وسائط التخزين أو أجهزة المودم.
ويندوز 2000 وME
قدّمت مايكروسوفت ويندوز 2000 المبني على نواة ويندوز NT 4، لكن هدفها من إطلاقه هو تطوير ويندوز 98 وNT 4 في نفس الوقت لذا جعلت المُستخدمين في حيرة من أمرهم.
الحيرة أتت كون NT 4 كان موجهًا للشبكات والخوادم، و98 كان للاستخدام الشخصي، لكن ويندوز 2000 كان موجهًا لجميع الشرائح في نفس الوقت دون فهم التفاصيل أو الفروقات التي يُقدمها.
في نفس العام تم إطلاق ويندوز ME الذي يعتبره الكثيرون أنه أفشل نسخة أُطلقت من ويندوز على الإطلاق. فعلى الرغم من تقديمه لبعض التحسينات والميزات مثل استعادة النظام، إلا أن كثرة الثغرات والمشاكل والأخطاء بداخله حالت دون نجاحه أبدًا.
ويندوز XP
عالجت مايكروسوفت فشلها في ويندوز ME بتقديم ويندوز XP الذي يُعتبر الأكثر انتشارًا واستخدامًا في عصرنا الحديث، فالنظام صمد ودعم من مايكروسوفت لمدة تجاوزت الـ 12 عام.
ويندوز XP جاء بواجهات جديدة كُليًا جعلت استخدامه مُمتع جدًا، بالإضافة إلى تحسينات على جميع الأصعدة وقائمة إبدأ بعمودين، بعدما كانت بعمود واحد فقط.
شريط المهام وتجميع النوافذ ضمن عنوان واحد بداخله، تغيير التصميم واستخدام بعض القوالب الجاهزة من الأمور التي لا يُمكن نسيانها أبدًا.
ويندوز فيزتا Vista
قبل إطلاق ويندوز فيزتا رسميًا، أطلقت مايكروسوفت ويندوز سيرفر 2003 الموجه للخوادم أيضًا، فبعد حالة الجدل التي خلّفها ويندوز 2000، كان لا بد من تصحيح المسار وتحديد تسمية واحدة لهذا الإصدار، ولا يوجد بكل تأكيد أفضل من سيرفر Server للدلالة على وظيفته.
بعدها بأربعة أعوام وتحديدًا عام 2007، أطلقت مايكروسوفت نظامها الثوري – على حد تعبيرها – لكنه للأسف خيّب كل التوقعات مثله مثل ويندوز ميلينيوم، فالنظامين احتووا على الكثير من الثغرات والمشاكل البرمجية وعدم الاستقرار، لكن فيزتا قدّم واجهات رسومية أفضل من الناحية الشكلية، لكنها أجهدت وحدات المُعالجة داخل الحواسب وأدت إلى بطئ غير منطقي في معظم الحالات.
ويندوز 7
صححت مايكروسوفت المسار، وعادت إلى فعل الصواب من خلال إطلاق نظام مُستقر من جميع النواحي وبواجهات مُحسّنة غير مُبالغ في كمية التأثيرات الحركية واللونية فيها.
أُطلق النظام عام 2009 ونجح بتحقيق حصّة كبيرة جدًا خصوصًا للشركات التي ترغب بالانتقال من ويندوز إكس بي، حيث شكّل نقلة نوعية على جميع الأصعدة وكان بكل تأكيد الخيار الأمثل للكثير من المُستخدمين خصوصًا أن النظام الذي تلاه كان كارثة حقيقة !
ويندوز 8 و8.1
سيختلف معي البعض حول تسمية ويندوز 8 و8.1 بالأنظمة الفاشلة، لكن الحقيقة واضحة ونسبة الاستخدام لا تكذب، النظام الذي تجاوز مفاهيم التصميم العالمية والذي حاولت مايكروسوفت من خلاله المُخاطرة والمُجازفة من أجل دفع الحواسب اللوحية بالقوة وإجبار المُستخدمين على تقبّل هذه الصيحة وتناسي الحواسب المحمولة.
مُنذ إطلاق ويندوز 95 لم تختفي قائمة إبدأ إلا عامي 2012 و2013 بعد إطلاق ويندوز 8، هذه القائمة التي قد تبدو بسيطة، لكنها المُحرك الأساسي للنظام، مثلها مثل شريط البرامج Dock في ماك، فالتخلي عنها ضربة من الجنون وإجبار المُستخدم على استخدام شاشة إبدأ عوضًا عنها أدى إلى مشاكل كثيرة في تبنّي النظام.
ويندوز 10
أخيرًا وليس آخرًا صححت مايكروسوفت المسار من جديد، فبعد التخبط في ويندوز 8، أعادت الشركة قائمة إبدأ بتغييرات جديدة في الواجهة والأداء، فضلًا عن التقنيات والتحسينات الكبيرة التي أُدخلت على النظام الأخير لمايكروسوفت على حد تعبيرها.
ما يزال ويندوز 10 تحت المجهر، ولم تتجرأ الكثير من الشركات أو الأفراد على التحديث إليه، لكنه بكل تأكيد أفضل من سابقه في الكثير من النواحي، ولا يسعنا سوى الانتظار حتى نرى التحديثات القادمة التي ستحل بكل تأكيد المشاكل وتزيد الغموض الذي يحوم حوله وتحديدًا خصوصية المُستخدم.