جاك دورسي 8 ساعات كرئيس تنفيذي لتويتر، ومثلها كرئيس تنفيذي في Square
لا يحظى جاك دورسي Jack Dorsey في المجال الإعلامي على شهرة كبيرة مثلما هو حال بقية زملاءه في الوسط التقني، فشهرة مارك زوكربيرج مؤسس موقع فيس بوك، أو إيفان سبيجل مُؤسس تطبيق سناب تشات أكبر بكثير على الرغم أن إنجازاته أكبر من إنجازات مؤسس سناب تشات على سبيل المثال لا الحصر.
جاك دورسي ولمن لا يعرفه هو أحد مُوسسي موقع تويتر والرئيس التنفيذي الحالي للشركة وقد يبدو هذا الأمر عاديًا بالنسبة للبعض، لكن الغير عادي هو أنه المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Square المُتخصصة في مجال الدفع الإلكتروني والتي قُدّرت قيمتها بأكثر من 6 مليار دولار أمريكي في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2014.
بعد تأسيس تويتر مع مجموعة من الشركاء في عام 2006 تم تعيينه كرئيس تنفيذي للشركة، لكنه لم يبقى في هذا المنصب طويلًا ليس بسبب قلّة خبرته، بل بسبب انشغاله بالكثير من الأمور الشخصية وعدم تركيزه على العمل، حيث كان يخرج من دوامه أثناء أوقات العمل ويتوجه لممارسة الرياضة وغيرها من الهوايات المُحببة لديه. ولهذا السبب، رأى مؤسسوا تويتر أنه لا يصلح لهذا المنصب وتم فقط الحفاظ على عضويته في هيئة إدارة الشركة.
وكما يُقال رُب ضارة نافعة، حيث بدأ جاك إلى جانب العمل في تويتر بالتركيز على مجال الدفع الإلكتروني وتوفير الحلول لهذه المُشكلة ليقوم بتأسيس شركة Square عام 2009 ويبدأ بإطلاق المُنتجات الواحد تلو الآخر لتكسب الشركة ثقة الُعملاء حول العالم.
لكن في شهر أكتوبر من العام الجاري، بدأت الشائعات تظهر حول هوية الرئيس التنفيذي الجديد لشركة تويتر، وكانت المفاجأة ظهور اسم جاك على الرغم من أنه الرئيس التنفيذي لشركة Square، فمن غير المتوقع – حسب خبراء التقنية – أن يترك شركته التي أسسها لإدارة شركة أُخرى على الرغم من أنه كان من مُؤسسيها، خصوصًا أن شروط مجلس إدارة تويتر ذكرت أن الرئيس التنفيذي الجديد يجب أن يكون مُتفرغ تمامًا لإدارة تويتر.
صدقت الشائعات وضرب جاك جميع اعتبارات مجلس الإدارة في تويتر عرض الحائط واستلم الرئاسة التنفيذية لموقع تويتر مع احتفاظه بمنصبه كرئيس تنفيذي لشركة Square ! لكن الأمر المُحيّر أكثر هو كيفية إدارته لشركتين بهذا الحجم معًا وفي نفس الوقت ؟
بداية وبكل بساطة يعمل جاك ما مُعدله 16 ساعة على الأقل يوميًا مُقسّمة بالتساوي بين الشركتين، حيث يعمل صباحًا ولمدة 8 ساعات في تويتر، ثم ينتقل إلى مكتبه في الشركة الثانية ليعمل 8 ساعات ثانية، وما يُساعده على ذلك تواجد الشركتين بالقرب من بعضهما البعض، فلا يُضيع الكثير من الوقت أثناء الانتقال.
ويتبع الرئيس التنفيذي الخارق كما يُطلق عليه سياسة التركيز على موضوع واحد فقط في الشركتين، فأجندته ليوم الاثنين تتمحور حول اجتماعات إدارية والتركيز على إدارة الشركة، وبالتالي هذا الموضوع الوحيد الذي يقوم بمعالجته في كلتا الشركتين على الرغم من اختلافه من الناحية التقنية والتطبيقية، لكن الأهم أن الموضوع واحد. أما يوم الثلاثاء فيُركّز جاك على تطوير المُنتج، ففي تويتر يكون همه الأول تطوير المنصّة وتطبيقاتها على الهواتف الذكية، وفي Square يقوم بالتركيز على حلول الدفع الإلكتروني ومعالجة مشاكلها الحالية.
يوم الأربعاء مُخصص للتسويق والتركيز على خطط النمو لتمهيد الطريق أمام أجندة يوم الخميس التي تُركّز على المُطورين والشركاء فقط لا غير. أخيرًا، ينتهي أسبوع جاك في كلتا الشركتين بالحديث عن هوية وثافة كل شركة، وبالتالي يُمكن اعتبار هذا اليوم كنوع من مراجعة نفسه أولًا ومراجعة الهدف الأساسي من كل شركة ومُلاحظة مُستوى التقدّم بشكل عام.
جاك صرّح لموقع TNW في وقت سابق من العام الجاري، حيث قال إن المُقاطعات موجودة، فلا يُمكن أبدًا الالتزام بالجدول حسبما هو مُخطط له، لكنه أكد أنه يجد الحلول بشكل فوري لهذه المقاطعات ليعود على الطريق الصحيح ومُتابعة العمل بكل سلاسة.
واحدة من أكثر العبارات التي يُرددها جاك تقول ” إن كل شخص يمتلك فكرة، لكن الأهم هو القدرة على تنفيذها وجذب انتباه الآخرين إليها لمُساعدتك أيضًا في جلبها إلى أرض الواقع “.
جاك من روّاد الأعمال والمُبرمجين الطموحين جدًا الذين يتعبون بشكل دائم للوصول إلى المكانة التي يطمحون إليها، لكن جاك، مارك أو ستيف وبيل يتقاسمون سمة واحدة لا غير، ليست هي الذكاء أو رجاحة العقل، إنما هي الإيمان بالفكرة وعدم الاستسلام والعمل بكل طموح لتحقيق الأحلام، لأنهم لو تركوا يومًا واحدًا دون العمل بشكل دؤوب، لما وصلوا لما هم عليه الآن.