أسوء مشاكل انقطاع الخدمة التي عانى منها فيس بوك في تاريخه
أن تمتلك وتدير موقع بحجم فيس بوك، فإن هذا يعني ضمان عمل الموقع وتقديم جميع خدماته بنسبة 99% خلال السنة، وهي سياسة تنتهجها مُعظم الشركات الكبيرة مثل تويتر، أمازون أو مايكروسوفت وجوجل.
لكن فيس بوك عانى خلال الشهر الحالي من ثلاثة انقطاعات عن الخدمة بشكل مُفاجئ ودون وجود تفسير رسمي من الشركة، حيث اعتاد مُهندسيها نشر تفسير لشرح الأسباب التي أدت إلى مشاكل الانقطاع.
ويُعتبر الانقطاع الذي أصاب الموقع أمس الاثنين 28 سبتمبر من أطول الانقطاعات خلال الفترة الأخيرة، لكنه ليس الأطول في تاريخ الشركة، فالموقع يوم أمس توقف لمدة نصف ساعة تقريبًا، ثم عاد للعمل لدقائق معدودة قبل أن يتوقف من جديد لمدة لم تتجاوز الـ 10 دقائق، ليتوقف لمدة إجمالية تتراوح بين 35 إلى 40 دقيقة على الأكثر.
قد تبدو المدّة طويلة للمُستخدمين، وهي كذلك بالفعل، حتى أن شركات مُراقبة مرور البيانات على الإنترنت رصدّت أن شبكات التواصل الاجتماعي الأُخرى مثل تويتر أو جوجل+ شهدت ارتفاعًا في مُعدّل الزيارات خلال مدّة انقطاع فيس بوك.
بالعودة إلى تاريخ توقف فيس بوك عن العمل نجد أنه في شهر يناير/كانون الثاني من العام الجاري عانى الموقع أيضًا من مشاكل انقطاع في الخدمة لمدّة ساعة تقريبًا أثّرت أيضًا على تطبيق انستاجرام الذي توقف هو الآخر عن العمل. فيس بوك بررت أن التوقف سببه تغيير في إعدادات الخوادم الخاصة بها.
بعض المُراقبين قاموا بتحليل الاتصال بخوادم الشركة ليلاحظوا أنها لا تستجيب أبدًا. في الوضع الطبيعي يجب أن تستجيب الخوادم وتُعطي خطأ، لكن في هذه الحالة لم تستجب الخوادم، وبالتالي فإن فيس بوك هي من أوقفت خوادمها عن العمل بغية تحريرها من الضغط وتسهيل عملية تبنّي الإعدادات الجديدة التي تم تطبيقها لضمان عملها بأفضل شكل مُمكن.
هذا التوقف ليس له تأثير على المُستخدمين فقط، بل على الشركة أيضًا. فحسب آخر الدراسات التي نشرتها مُدوّنة Branding في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2014، تبيّن أن موقع فيس بوك يجني تقريبًا 407 دولار أمريكي في الثانية الواحد من الإعلانات، وبالتالي فإن التوقف لمدّة ساعة كبّد فيس بوك خسائر تصل إلى مليون ونصف دولار أمريكي على أقل تقدير.
في شهر يونيو/حزيران من عام 2014 عانى موقع فيس بوك أيضًا من انقطاع عن الخدمة لمدة نصف ساعة أيضًا، ولم تذكر الشركة الأسباب لكنها اعتذرت عن الخطأ وطوت صفحة التوقف عند هذا الحد، فبالنسبة لها ليس هذا أسوء ما في الأمر !
وبالحديث عن الأسوء، فجميع التوقفات السابقة يُمكن اعتبارها مُؤقتة أو غير ملموسة إذا ما قُورنت بالتوقف الذي حصل في شهر سبتمبر/أيلول من عام 2010 والذي كان أشبه بالكارثة بالنسبة لفيس بوك والمُستخدمين على حد سواء.
الموقع في ذلك الشهر توقف عن العمل لمدّة تزيد عن الساعتين ونصف، حتى أن الشركة وصفّته بأنه الأسوء خلال الأربعة سنين التي سبقت ذلك التاريخ.
فيس بوك نشرت تفسيرًا رسميًا للتوقف قالت فيه إن خوارزمية مؤتمتة مهمتها التحقق من قيم الإعدادت داخل الخوادم كانت وراء هذا التوقف، فمن المفترض أن تتحقق من القيم وتقوم بإصلاح الخاطئة منها، إلا أن المطاف انتهى بها بإيقاف الموقع عن العمل بشكل كامل.
ولم يتوقف تأثير هذه الخوارزمية على الخادم فحسب، بل امتد ليؤثر على قواعد البيانات، حيث قامت بشكل آلي بحذف أي عملية بحث قام بها المُستخدم من الذواكر المؤقتة وقامت باعتبارها غير صحيحة، وبالتالي ستقوم خوارزميات فيس بوك بالبحث بشكل آلي من جديد لمحاولة إيجاد نتائج مُتعلقة بكلمة البحث التي كتبها المُستخدم، لتقوم الخوارزمية الفاسدة باعتبارها غير صحية وتتكرر العملية من جديد مما أدى إلى ضغط هائل على خوادم البيانات الخاصّة بفيس بوك.
نشتكي نحن كمُستخدمين من توقف فيس بوك أو أحد خدماتها مثل واتساب Whatsapp أو انستاجرام عن العمل على الرغم أننا في الغالب لا نخسر شيء من هذا التوقف، إلا أن توقف موقع فيس بوك لوحده عن العمل دون بقية الخدمات يُكبّد الشركة خسارة مليوني دولار أمريكي في الساعة الواحدة تقريبًا !