فن القهوة: من كتابة الفكرة على الورق .. إلى جذب العملاء
ربما تتساءل: من أين تُولَد الفكرة الإبداعية؟ لقد سألت نفسي من قبل عن الشيء نفسه. ثم، على مَرِّ السنين، أدركت أن الأفكار الناجحة تولد – غالبًا – في أكثر اللحظات غير المتوقعة. واكتشافك لتلك الفكرة لا تحتاج إلى أي عبقرية، وإنما تحتاج إلى حلم قابل للتحقق.
عندما نحلم، فإننا نسمح لأنفسنا بالذهاب إلى ما لا نهاية الأمور، بل وخارج حيِّز الواقع. والإبداع هو العمود الأساسي لتحفيز التصوُّر من أجل إلهامنا بالعديد من الطرق والحلول المختلفة المُمْكِنَة، مما يسمح للأفكار أن يتم تنفيذها على نحوٍ جيِّد.
وبالإضافة إلى كتابة الفكرة التي وصلنا إليها على الورق، لا يزال لدينا تحدٍّ آخر: كيف تجعلها حقيقة واقعة؟ الأمر ليس بسيطًا بالمرة، خاصة عندما يتعلَّق الأمر ببعض الجهات والأشخاص الذين يميلون إلى عرقلتك كرائد أعمال، سواء لغيرة، أو حقد، أو خوفًا منك على مستقبلهم مثلًا!
الخبرة
أولًا، من الضروري أن تصبح خبيرًا في المجال الذي تريد القيام فيه بأعمالٍ تجارية. لا يمكننا الغوص بتهور في قطاعٍ أو صناعة ما دون فهمه من الألف إلى الياء لتجنُّب السقطات الفاشلة فيما بعد. وبشكل آخر، نحتاج إلى معلومات كافية تتيح لنا التحدث بصورةٍ صحيحة حول ما سنقوم به مشاريع/خدمات.
تحليل السوق
ثانيًا، إن قمت بما سبق، حان وقت تحليل السوق مستندين في ذلك تقييم مؤشرات المجال الذي نخطط للتعمُّقِ فيه، مع الأخذ بعين الاعتبار المُنافسين المحليين. وهذا يعني إذا أردت – مثلًا – فتح شركة لقطع غيار السيارات، كم شركة في نفس التخصص موجودة في منطقتك، وكذلك في المناطق المجاورة لك؟ إن لم يكن هناك، ما الذي يبرر فتحك للشركة في منطقتك دون غيرها من الأماكن الأخرى؟ كل هذا يحتاج إلى تحليلٍ دقيق جدًا؛ للتأكد من وجود طلب على منتجك الذي ستقدمه للجمهور أو للفئة المُستهدَفَة.
الاستثمار
الخطوة الثالثة هي الاستثمار الأوَّلِي لبدء أعمالك التجارية. هذا النوع من الاستثمار قد يأتي من مصادر مختلفة. ربما تبحث عن مستثمر شريك، وربما أيضًا تبحث عن حاضنات، لكن في كل الأحوال – وفقًا لخبرتنا والنظر في تجارب الآخرين – ابتعد كل البُعد عن أي شريك غيور؛ لأنه قد لا يشاركك في نهاية الأمر ويُحبِطك، وكذلك ابتعد – كل البُعْد – عن القروض الربوية.
متابعة مؤشرات السوق
في الخطوة المقبلة، نفترض أنك بدأت مشروعك الخاص وأنه يحذو حذوًا جيدًا. هدفك هو مواصلة هذا النجاح والاستمرار، أليس كذلك؟ للقيام بذلك، قارن أداء عملك وفقًا لمؤشرات السوق، وهو الأمر الذي يساعدك في اتخاذ قرارات آمنة وحاسمة في نفس الوقت.
الابتكار للبقاء على العملاء
أخيرًا، نصل إلى مرحلة إدارة الأعمال. عندما تأكدت من كون فكرتك المكتوبة إبداعية وناجح، فإن مرحلة التنفيذ، والاستمرار هي الأكثر حساسية، والأكثر إثارة. تحتاج إلى التفاني المُستَمِرّ والطاقة اليومية اللازمة للابتكار. فالسوق متغيِّر من حين لآخر، ويجب أن تستمر شركتك/مشروعك/منتجك/خدمتك في تحقيق الأرباح للحفاظِ على نفسها. لذلك، أَعِدْ النَّظَر في نموذج عملك التجاري عند الحاجة. وتذكر أنه لا بُدّ من الابتكار، ولا تخاف من الوقوع في الخطأ أو الفشل؛ فهو جزء من طبيعة رائد الأعمال.
مقدمة عن “فن القهوة”
تحدثنا حول خطوات الحصول على فكرة جيدة على الورق ومراحل تنفيذها عمليًّا. جيد، أحمل إليكم مسألة هامة أخرى لمن طبَّق ما سبق. إنه “فن القهوة”، وهو يتعلق باختصار حول أهمية استثمار الوقت في علاقتك مع العملاء.
في معظم الأحيان قد نجد صعوبة في جذب العملاء، لكنها عملية لا بُدَّ منها للحفاظ على سلامة علامتك التجارية في السوق. ولأننا درسنا السوق جيدًا، ولأنه مُشَبَّعًا بمنتجاتٍ وخدمات جيّدة. لا بُدّ أن تفكِّر في إجابة هذا السؤال: لماذا منتجي يُعتبر الأفضل والأكثر أهمية للعميل من بقية منتجات المُنافسين؟
قد يبدو السؤال سخيفًا في البداية. ومع ذلك، فإنه سؤالًا قيِّمًا لكل رائد أعمال. فبعد كل شيء، ستجد أن عملك طيلة اليوم هدفه هو زيادة قاعدة عملائك.
تطبيق فن القهوة مع العملاء
لكن هذا لا يكفي. أنت بحاجة إلى نهج معين مع كل عميل حصلت عليه. والهدف أن يراك العميل دومًا أمامه، وأن يجد شركتك/مشروعك شيئًا ذا قيمة كبيرة له. بهذه الطريقة فقط، فإنه من الممكن تعزيز مكانتك في السوق.
من الطبيعي أنك تطرقت بالفعل إلى عدة طرق لتعزيز العلاقة مع العميل. لكن فن القهوة قد يبدو بديلًا جيدًا في تلك الحالات. تخيل أنك قمت بدعوة عميلك لاحتساء فنجان من القهوة والتحدث سويًا حول الأحاديث المتواترة بشأن السوق الذي يهتم به. بهذه الطريقة، يمكنك معادوته – سواء على شبكة الإنترنت أو على أرض الواقع – مرات كثيرة لفهم رضاه عن منتجك أو خدمتك المُقَدَّمَة له.
تذكَّر أن ملاحظات العملاء هي أداة لا تُقَدَّر بثمن؛ لأنها تدل على رأي الجمهور المُستَهْدَف بشكل عام. وتوفر أيضًا نظرة جيدة لك مع العملاء بسبب اهتمامك الخاص عن قلقهم من أجل تقديم ما يتوقعونه منك
تلميح بسيط: تحسينك لمرحلة ما بعد البيع أكثر أهمية من البيع الفعلي نفسه. بل هي أكثر صعوبة منها. وخذ هذا المثال واجعله قاعدة في حياتك التجارية: حتى تزرع عميلًا بشركتك، فإنه بحاجة إلى شرب الماء كل يوم، والأكثر من ذلك، هو الاهتمام به. وإن لم تفعل؛ كن على يقين بأن منافسك ينتظر تلك اللحظة!
ما سر نجاح “فن القهوة” مع “العملاء”؟
ليس هناك أي سر في “فن القهوة”، أكثر من مُحادثاتك مع العملاء. استمع لهم، واسمح لهم بالمُساهمة بأرائهم في أعمالك. وبالتالي، ستحصل على عميل يحب منتجك ويدعو الآخرين لشرائه؛ لأنك بادلته الحب نفسه من قبل.
– لمزيدٍ من مقالات ريادة الأعمال والحصول على أفكار مشاريع صغيرة ناجحة لإنشاء مشروع ناجح – يمكنكم الحصول عليها عبر موقع ريادة.
المصدر: ريادة