مقالات

هواوي المُنافس الحقيقي لسامسونج وليست آبل !

عند التفكير في اقتناء هاتف جديد، غالبًا ما تبدأ القائمة بأجهزة شركتي آبل وسامسونج، كيف لا وهما من العمالقة في هذا المجال منذ ثورة الشاشات التي تعمل باللمس في عام 2007.

ولا يتوقف مناصروا الشركتين عن تبادل الاتهامات بين الفترة والأخرى، فتارة يتهم عشاق سامسونج شركة آبل بالتقليد، وتارة أُخرى يدّعي عشاق آبل نفس القضية وذلك استنادًا على الدعاوى القضائية المرفوعة من قبل الشركتين.

وتعود المُنافسة الشرسة بين آبل وسامسونج إلى العام 2010 بعد إطلاق هاتف سامسونج جالاكسي إس الذي يُشبه تصميمه جهاز آيفون بالإضافة إلى واجهاته التي تُحاكي نظام آي أو إس، وهو ما دفع آبل للتحرك في المحاكم لإثبات حقوق الملكية التي ما زالت لم تُحل حتى الآن بشكل كامل.

ولا يُمكن اعتبار سامسونج مُقلّدة لآبل ولا يُمكن اثبات العكس أيضًا، حتى مع التشابه الكبير في واجهات ساعة سامسونج الذكية Gear S2 وساعة آبل، أو حتى تصميم هاتف جالاكسي إس 6 مع هاتف آيفون 6S لأن التصميم التقني وهندسة الأجهزة من هذا النوع بدأت في الوصول إلى الشكل التقليدي الذي يوفر أفضل تجربة استخدام حاله كحال منصّات الألعاب مثل بلاي ستيشن وإكس بوكس أو أجهزة الحواسب المكتبية أو المحمولة.

وتقف في الظل شركة هواوي التي تعمل بصمت لكن تأثيرها في سوق الهواتف الذكية كبير جدًا ونجحت من خلال هذه الاستراتيجية في احتلال المرتبة الثالثة في قائمة مبيعات الهواتف الذكية على العالم وهو ما دفع جوجل للتعاقد معها لإنتاج هاتف نيكسوس الجديد – حسبما ذكرت الشائعات – المتوقع الإعلان عنه رسميًا في وقت لاحق من العام الجاري.

ولا تُعتبر شركة هواوي من الشركات الجديدة أو المجهولة في عالم الاتصالات، فهي تمتلك باعًا طويلًا في هذا المجال بدأته في صناعة تجهيزات الشبكات والاتصالات منذ العام 1987، خصوصًا إذا ما قورنت ببعض الأسماء الجديدة التي بدأت بتصدر المشهد مُؤخرًا مثل شاومي أو ون بلس.

 

ولا تُركّز هواوي على شركة آبل فقط، بل تتجاوزها لمراقبة أجهزة شركات مثل سوني، إتش تي سي أو سامسونج للاستفادة من أفضل خبراتهم الهندسية وتوظيفها في أجهزتها الجديدة.

هواوي أعلنت مُؤخرًا عن هاتفها الجديد Mate S الذي يوفر ميّزة Force Touch التي تتعرف على قوة لمس الشاشة لتنفيذ مهام مُختلفة وهي تقنية استخدمتها آبل في ساعتها الذكية وحواسب ماك بوك برو وماك بوك الجديدة، فضلًا عن شائعات استخدامها في آيفون 6S الذي سيكشف عنه رسميًا في الـ 9 من شهر سبتمبر الجاري.

ولم تقف هواوي عند هذا الحد بل استخدمت في هواتفها من سلسلة Aspire نفس التصميم المُستخدم من قبل سوني في سلسلة إكسبيريا مع بعض التعديلات البسيطة.

سياسة هواوي تعتمد على مراقبة أفضل المزايا الموجودة في الأجهزة المُنافسة وتبنّيها في أجهزتها الجديدة مع إضافة لمستها الخاصة من خلال معرفة شكاوي مُستخدمي تلك الأجهزة وتفاديها أثناء تصميم أي جهاز جديد، وبالتالي تكون النتيجة جهاز يُوفّر أفضل الميزات، بأفضل تصميم مُمكن مع أسعار مُنافسة جدًا تقضي تمامًا على الشركات الكُبرى في الأسواق الناشئة.

آبل تُغرّد لوحدها في سوق الهواتف الذكية لأنها أولًا تعتمد على نظام تشغيل مُختلف تمامًا عن نظام التشغيل المُستخدم في بقية الأجهزة، وثانيًا لأن سياستها مبنية على تقديم جهاز واحد أو جهازين فقط – آيفون 6 و6 بلس – كل عام على عكس بقية الشركات التي توفر قائمة أكثر من الخيارات.

لذا فمحبي نظام آي أو إس يتجهون إلى آبل فقط، ومُحبي أندرويد تتوسع دائرة الخيارات لديهم لتشمل سوني، وإتس تي سي، وسامسونج، وشاومي، وهواوي، وون بلس فضلًا عن بعض الأسماء الأُخرى.

لهذا السبب يُمكن اعتبار أن المنافسة الحقيقة تبقى بين سامسونج وهواوي وشاومي التي تحتل المرتبة الأولى في قائمة المبيعات في السوق الصينية، لكن سامسونج بحاجة للقلق من هواوي تحديدًا لأنها استطاعت كسب ود جوجل مُؤخرًا وهو ما نتج عنه شراكة جديدة لتصنيع جهاز نيكسوس الجديد.

مبيعات شركة سامسونج أيضًا شهدت في الربعين الأخيرين تراجعًا حادًا على الرغم من وجودها ضمن قائمة أكثر الأجهزة استخدامًا حول العالم، لكن أرقام المبيعات لا تُطمأن بعد بطئ كبير في مبيعات جالاكسي إس 6 وجالاكسي إيدج إس 6. وفي المقابل، تشهد مبيعات هواوي أرقامًا عالية جدًا غير مُستغربة بفضل الأسعار التنافسية.

باعتقادي الشخصي أن عملية النسخ التي تحصل بين الشركات من الأمور الطبيعية جدًا لأنه ومع إضافة لمسة خاصة من مهندسي كل شركة نحصل كمُستخدمين على أجهزة رائعة وليكن لنا في أجهزة جالاكسي إس وآيفون مثالًا عن الفن والإتقان، ولو خرجنا قليلًا من عالم التقنية وتوجهنا نحو عالم الموسيقى نجد أن الاقتباس ضمن حدود معقولة مسموح ولا يمكن اعتباره سرقة وهو ما سمح لأشخاص مثل ياني بإنتاج مقطوعات عالمية رائعة.

في النهاية، هذه المنافسة تصب في مصلحة المُستخدم النهائي الذي تتوفر أمامه الكثير من الخيارات عند رغبته في شراء هاتف أو حاسب لوحي جديد ولم تعد القائمة تنحصر في أجهزة آبل وسامسونج فقط أو نوكيا وإيريكسون كما كان الحال في نهاية تسعينات القرن الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى