مقالات

كيفية جذب حركة العملاء إلى المتجر الالكتروني؟

العدد الكبير من المتاجر الإلكترونية المتواجدة على الأنترنت (عربياً وعالمياً) تجعل من إنشاء ونجاح أي متجر إلكتروني جديد تحدياً بحد ذاته، فهذا الكم الهائل يطغى على أي جديد وفريدٍ حتى.
ولكن هل يعني ذلك ان نتوقف عن العمل التجاري الالكتروني والمحاولة المستمرة للنجاح؟

هناك العديد من الطرق المختلفة التي تستهدف رفع حركة الزوار إلى أي متجر إلكتروني، والحصول على المزيد من العملاء، وإليكم اليوم أربع تقنيات تساعد على رفع وجذب حركة الزيارات الى متجركم الالكتروني:

1- فهم الإمكانيات الحقيقية للمبيعات على المتجر الإلكتروني:فهم مبيعات الموقع
معرفة ما يمكن وما لا يمكن القيام به في المتجر الالكتروني هو أولى الخطوات في هذا الطريق، ووضع التوقعات الصحيحة الحقيقية التي تتناسب مع المعوقات وواقع السوق المستهدف أساساً في استثمار الوقت والجهد في التسويق إلى العملاء المستهدفين بالضبط، وهذه النقطة هي لتجنب إضاعة الوقت في استهداف عملاء غير ذو تفاعل مع المتجر، وقد لا يكونون حتى عملاء مستقبليين، وهنا يجب التركيز في الحملات الإعلانية على الأشخاص الذين يُكَوِنُونَ مصلحة حقيقية للمتجر وللمنتجات والخدمات التي تُباع فيه.
يقوم الناس بشراء ما يحتاجونه أو يريدونه، وليس بالضرورة ان يشتري ما تُصر أنت على بيعه لهم، وهنا يقع الكثير من المتاجر الإلكترونية الناشئة في خطأ تفسير مفهوم المنتجات واحتياج او رغبات الشريحة المستهدفة (ولن ندخل اليوم في تفسير نظرية التسويق “المتطلبات، الرغبات، والاحتياجات”).
يجب الانتباه إلى ان موقع المتجر هو الأداة الفاعلة الأولى لجذب الزائرين وتحويلهم إلى عملاء فاعلين (مشترين)، لذلك من الأفضل التركيز على استهداف هذه الشريحة من العملاء التي تُعتبر شخصياتهم مطابقة للمنتجات المعروضة في المتجر (الموقع).

وبالإمكان تعريف شخصية المشتري بانه العميل المثالي المطابق للمنتجات قيد البيع، بناء على أبحاث السوق وبيانات حقيقية عن العملاء المستهدفين، وعند تعريف شخصية العميل الخاص بمتجر معين لمنتجات معينة يجب الاخذ بعين الاعتبار التركيبة السكانية وأنماط السلوك والدوافع والأهداف، وأي تفاصيل أخرى بالإمكان الوصل إليها، وكلما زادت التفاصيل كلما كان تحديد شخصية العميل أفضل وأكثر دقة، وبالتالي خطة تسويقية أكثر إحكاماً.تحديد العملاء

2- متجر إلكتروني جذّاب:
إن الخطوة الثانية في جذب العملاء إلى الموقع التجاري (أو أي موقع آخر) هو إنشاء أو تعديل الموقع بما يتناسب مع استراتيجية الجذب الجديدة واستراتيجية استهداف العملاء المحددين، وبالتالي فالموقع الجذاب ذو التصميم البسيط الذي يتيح الوصول إلى مختلف زواياه بسهولة وتقديم أفضل تجربة تسوق بالإمكان تقديمها، لمن الأفضلية بمكان لدى العملاء، ويجعل من إتخاذ قرار الشراء بسيط وسريع.
ولا يعني ذلك إنفاق المال والجهد على تصاميم ورسومات وفلاشات وغير ذلك من العناصر البصرية التي قد تُعيق في بعض الأحيان وتنفر الاعين، بل وتشتت الاذهان عن إتخاذ قرار الشراء، بل لا يجب إضاعة المال والجهد على أي عنصر مالم يكن ذو فائدة وعائد مساعد (مباشر أو غير مباشر) على تحويل العميل المستهدف إلى عميل حقيقي ذو فاعلية شرائية في المتجر، وخلافاً لذلك بالإمكان الاستثمار في أدوات التواصل مع العملاء وتوضيح الخدمات والمنتجات التي تقدمها لهم.

3- تعزيز تواجد المتجر على محركات البحث (SEO):
إن تعزيز تواجد المتجر الالكتروني (أو أي موقع كان) على شبكة الانترنت لهو من الأجزاء الحاسمة في الجهود التسويقية للمتجر، وهي من أفضل الوسائل للوصل للعملاء المحتملين الذي يبحثون عن منتجاتك.SEO
إن الـ (SEO) وسيلة سهلة للحصول على حركة زوار وعملاء محتملين ومؤهلين لان يكونوا عملاء حقيقيين لمتجرك الالكتروني، وهذا بالتأكيد يساعد على تقليل التكاليف التسويقية في حالة تطبيق معايير الـ (SEO) بشكل جيد، ومن هذه المعايير ما يلي:

  1. هيكلة المتجر بشكل يُسهل على محركات البحث فهم صفحات المتجر وتواجد المنتجات فيه، وبالتالي يَسّهُل على العملاء الوصول المباشر لما يبحثون عنه.
  2. دمج العناصر المهمة التي تبحث عنها محركات البحث في صفحات المتجر، حتى لا يتم دفنها في المناطق المعتمة في محركات البحث، وبالتالي لا يصل إليها أحد وتقل معدلات الوصول إلى صفحات منتجات المتجر المختلفة.

ومع بعض المعرفة بالـ (SEO) يمكنك البدء في بناء المتجر وبشكل يجعله صديق لمحركات البحث، من ما يُسهّل على عملائك المستهدفين الوصول إليك عبر تلك المحركات.
إن حصول المتجر على ترتيب متقدم ضمن نتائج محركات البحث يساعد على تأمين ورفع معدلات بيع جيدة (إن لم تكن رائعة)، في حين أن الترتيب المنخفض للظهور لا يضع حد أو نهاية للمتجر الالكتروني ولكنه بالتأكيد لن يساعد على النمو المطلوب أو معدل المبيعات المرجوة من ذلك الاستثمار.

4- رفع حركة الزائرين عبر الإعلانات الموجهة:
إن الاستثمار في الإعلانات الموجهة على شبكة الانترنت أمر بالغ الأهمية لأي متجر إلكتروني، وقد يقول قائل ان تلك الإعلانات مكلفة، ولكن بالتأكيد هناك الكثير من الاستراتيجيات ذات التكلفة المنخفضة.
في حين أن هناك منصات إعلانية عالمية تقدم خدمات الإعلانات الموجهة مثل قوقل آدز و الفايس بوك، هناك أيضاً المنصات العربية الموجهة للمنطقة العربية مثل “إعلانات حسوب” التي تقدم منصة إعلانية عربية خالصة وسهلة التعامل معها أكثر من بقية المنصات الأخرى.

ذكرنا كثير من تفاصيل تجارة الإعلانات الالكترونية من قبل في مقال بعنوان (تجارة الاعلانات الإلكترونية ومركزها في الوطن العربي).

إن المعيار المهم هنا هو معيار العائد على الاستثمار، وبعبارة أخرى، يجب ان تعود الميزانية الاعلانية على المتجر بالأرباح وذلك بإستخدام مزيج إعلاني موجه إلى الشريحة المستهدفة.

فوائد إعلانات المتاجر الإلكترونية:

  • تزيد الإعلانات من الوعي والاهتمام بالعلامة التجارية للمتجر الالكتروني، وحتى إم لم يحصل المتجر على عوائد بيعية مباشرة من تلك الإعلانات فذلك لا يعني ان الإعلان ذلك لا يؤتي ثماره، فهنا قد تكون تلك الثمار المرجوة غير مباشرة.
  • تجلُب الإعلانات الكثير من الزوار إلى المتجر، بعضهم عملاء (مشترين) والبعض الاخر زائر بدون تحقق بيع (مرور الكرام)، ولكن هناك حقيقة مهمة يجب الانتباه لها، ان الزائر الأول الذي لا يحقق بيع، قد يتحول إلى مشتري في المستقبل، فالزيارة الأولى قد تضع المتجر الالكتروني في مخططات الشراء المستقبلية للعميل (طبعاَ مع تحقق شروط جاذبية وبساطة المتجر بالإضافة لتقديم منتجات وخدمات نوعية).

يجب التأكيد على مراقبة القنوات الاعلانية ونوعية الإعلانات والمستهدفين في آن واحد حتى يتم قياس العائد على الاستثمار مقارنة مع أهدف كل إعلان وقناة مُستخدمة.
وقد تؤثر الإعلانات بشكل أو بآخر على التدفق النقدي إذا لم يتم مراقبة ذلك وفقاً للخطة التسويقية والميزانية المرصودة لها، ومن الأهمية بمكان أن تُتَابع المبالغ التي تُنفقُها على الإعلانات وفقاً لاستراتيجية الأنفاق في الإمكان التي يتم الحصول على أعلى عائد ممكن لذلك الاستثمار.

أمور هامة:
أعتقد ان هناك حاجة لاستخدام المتاجر الالكترونية للإعلانات الموجهة، ولو في أدنى حدودها، ويجب الانتباه لبعض الأمور حتى نتجنب الاستنزاف النقدي:

  • من السهل الاسراف دون شعور على الإعلانات الالكترونية، فكل ما يتطلبه الامر هو الإهمال في الرقابة، وبالتالي خسارة الاستثمار الإعلاني هذا.
  • الحصول على عملاء مشترين والرفع من معدلات البيع هو الهدف الرئيسي من الإعلان، ولكن لا يضر ايضاً ان تكون إحدى تلك الأهداف هو زيادة الوعي بالعلامة التجارية أو السمعة الالكترونية.
  • يجب على المتجر الالكتروني التواجد حيث يكون عملائه المستهدفين (الشريحة المستهدفة)، فعند تواجد العملاء في مواقع معينة، بالإمكان الإعلان في تلك المواقع بالتحديد، ولا يتم الإعلان حيث ما يحب مدير المتجر ان يُعلن، أي أنه يجب تطبيق سياسة إعلانية بدراسة متأنية، وهنا يمكن أيضاً إستخدام سياسة التسويق بالمحتوى لزيادة الوعي بالمنتجات عند الشريحة المستهدفة.

في الأخير:

إن تطبيق هذه التقنيات المذكور هنا في الأهمية بمكان لأي متجر إلكتروني هدفه الرفع من معدلات البيع وتحقيق الربح، فلا بيع بدون عملاء، ولا عملاء بدون زيارات، ولا زيارات بدون متابعة واستهداف مباشر.
وبتطبيق استراتيجية شخصنة العملاء وتحديد هوية الشريحة المستهدفة منهم، نستطيع تطبيق أي من هذه التقنيات الاربع وتحقيق أعلى معدلات النجاح، مع وجوب تطبيقها كلها وقياس ورقابة العائد على الاستثمار لتفادي وتقليل معدلات الخسائر لا سمح الله.

شهاب الفقيه/ متخصص في التجارة والتسويق الالكتروني

@shehabalfakih

مدونة التجارة الالكترونية العربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى