كُبرى شركات التقنية تبدأ بتبني تقنية الواقع الافتراضي
في الماضي عندما كنت أشاهد أحد أفلام الخيال العلمي في فترة الطفولة، كان الانبهار هو سيد الموقف عندما رأيت أحد الأشخاص وهو يتحكم بسيارته عند بُعد بواسطة غطاء غريب المنظر يوضع على الرأس ويخرج منه الكثير من الأسلاك التي تُوصّل بجهاز آخر شبيه بالخوادم (السيرفرات). في هذا الحين لم تكن لدي أي فكرة عن كلمة “التقنية” كما أنني لم أكن أمتلك حاسوب أصلًا، لكنني دومًا ما تخيلت إمكانية تحقيق ما شاهدته في هذا الفيلم في المُستقبل.
عندما تكون طفلًا تكون مخيلتك كبيرة جدًا وقد تصل بك إلى أماكن بعيدة على أي شخص عادي، لكن عندما تكبر في العُمر تبدأ مخيلتك هذه بالخمول تدريجيًا حتى ترتضي بالواقع ويُصبح هو كل شيء، على الأقل هذا هو الحال في منطقتنا ونُظم التعليم التي تقتل الإبداع فيها. لهذا مع اكتسابي للمزيد من الأعوام، بدأت أفتقد الخيال القديم بإمكانية التحكُّم بالأشياء عن بُعد بواسطة جهاز فقط.
ومع اكتسابي للمزيد من الأعوام بدأت أقرأ أكثر عن العلوم وأهتم بها، حتى أوصلني البحث على الشبكة العنكبوتية إلى مواقع التقنية وأولها كان موقع engadget ومن وقتها أصبحت متابع شغوف بالتقنية، قبل أن تُصبح الكتابة حول التقنيات الجديدة هي وظيفتي. شهدت في هذه الفترة الكشف عن الكثير من التقنيات عن قُرب، مثل ظهور الآيفون والأندرويد، وانطلاق العديد من المشاريع التقنية الناشئة، لكن أكثر ما جذب انتباهي على مدار الأعوام الثلاثة الماضية كان مشروع Oculus Rift الذي يُعتبر في رأي المدخل الحقيقي لتقنيات الواقع الافتراضي.
في اليوم السادس حصلت حملته التمويلية على ١.٣ مليون دولار
ظهر Oculus Rift على موقع كيك ستارتر في الأول من أغسطس عام ٢٠١٢، وبعد أقل من يوم واحد على ظهوره وصل للهدف التمويلي المرغوب! وفي اليوم السادس حصلت حملته التمويلية على ١.٣ مليون دولار. وعند إطلاقه كان الهدف من Oculus Rift الوصول بمجتمع اللاعبين إلى مستوى جديد من اللعب، عبر تقديم تجربة واقع افتراضي فريدة من نوعها، لذا وجدت هذه الأداة إقبال الكثير من اللاعبين حتى وصل تمويلها إلى ٢.٥ مليون دولار تقريبًا بحلول الأول من سبتمبر ٢٠١٢.
ومع المزيد من الوقت ونُضج أداة Oculus Rift بعدما كانت مجرد فكرة تحتمل النجاح أو الخسارة، بدأ اهتمام الشركات ينصب على هذه الشركة الناشئة وما يُمكنها أن تُقدّمه في المُستقبل، حتى حصلت فيسبوك على شرف الاستحواذ عليها بمقابل يصل المليار دولار تقريبًا في السادس والعشرين من مارس ٢٠١٤.
بعد استحواذ فيسبوك بدأت الشركات الكُبرى الأخرى بإعادة النظر في تقنية الواقع الافتراضي وإمكانياتها الهائلة التي يُمكن تطبيقها على كل شيء في حياتنا اليومية تقريبًا، فقامت سامسونج مثلًا بعقد صفقة مع Oculus VR برعاية فيسبوك لبناء نظارة واقع افتراضي خاصة بها باسم Gear VR واستعرضت إمكانيات هذه النظارة في مشاهدة المباريات الرياضية وكأنّك في الملعب، أو الفيديو الآخر الذي يُظهر متابعة أب لولادة إبنته الأولى من على بُعد ٧٠٠٠ كم تقريبًا وكأنّه بغرفة الولادة.
صراحةً توقعت أن تكون قوقل أسبق من سامسونج في تبني تقنية الواقع الافتراضي، لكن العملاقة الكورية كانت الأسبق، ما يُعطيها أفضلية الوقت الكافي للتطوير والاكتشاف لإمكانيات الواقع الافتراضي التي يُمكن تطبيقها على الحياة.
ثم ظهرت مايكروسوفت في مؤتمر الكشف عن ويندوز ١٠ وخرجت علينا بنظارة HoloLens التي تحمل مفهوم الواقع الافتراضي بتطبيق تقنية الهولوغرام. وبرأي جاء تبني مايكروسوفت للهولوغرام حتى لا تبدو وكأنّها تُقلّد الآخرين بإنتاج نظارة واقع افتراضي بحت، لكن في النهاية المفهوم متقارب. هناك الكثير من الاستخدامات التي يُمكن تطبيق HoloLens عليها، في الأزياء مثلًا باستعراض أكثر من موديل على نفس الشخص، أو إعادة ترتيب أثاث الغرفة افتراضيًا حتى تصل للترتيب المناسب دون بذل جُهد حقيقي، وغيرها من التطبيقات الحياتية.
بعد مايكروسوفت ظهرت جهود آبل بشكل غير رسمي عندما تسربت وثيقة تكشف انتقال بعضًا من أسهم شركة Metaio المُتخصصة في تقنيات الواقع المُعزز إلى آبل، أي أنّ آبل قد استحوذت على نسبة من الشركة الألمانية بدون شك – إن صدقت الوثيقة المُسرّبة. ثم كانت قوقل آخر الواصلين بإعلانها عن تقنية Jump وهي منصة واقع افتراضي مفتوحة المصدر تدعم مصفوفات من ١٦ كاميرا يُمكنها تصوير صور وفيديو ثلاثي الأبعاد ٣٦٠ درجة.
بدء استكشاف هذه الشركات الكُبرى لتقنية الواقع الافتراضي لا يأتي عشوائيًا، فهذه الشركات مُدرجة بالبورصة الأمريكية ولديها مستثمرين يضغطون عليها باستمرار لتحقيق الأرباح، وإن جاء اختيارهم لتقنية الواقع الافتراضي فبدون شك لأنّ المُستقبل يتجه في هذه الناحية، الفُرص من الواقع الافتراضي كبيرة جدًا وكثيرة جدًا في الوقت نفسه، فهي تنطبق على كل شيء تقريبًا في حياتنا اليومية، وقد نراها مُطبقة مستقبلًا على حياتنا العملية أيضًا. فيمكن استخدام الواقع الافتراضي في اختيار ألوان الملابس افتراضيًا بدلًا من تغيير أكثر من لون، أو تغيير لون السيارة، أو حتى شكل الآثاث، كما يُمكن ترتيب أثاث الغرفة افتراضيًا وبأكثر من شكل قبل الوصول للشكل الحقيقي، كل هذا في دقائق معدودة توفر الكثير من الجهد الذي كان سيبذل في ترتيبها واقعيًا، وإن بحثت أكثر في أمورنا الحياتية ستجد الكثير من التطبيقات لتقنية الواقع الافتراضي.
كما أتوقع شخصيًا أن يبدأ تطبيقها عسكريًا -هذا إن لم تكن مُطبّقة بالفعل- وكل هذه الأمور ستجلب الكثير من الأموال على الشركات المذكورة، لذا فإنّ اتجاه المُستقبل نحو الواقع الافتراضي شيء طبيعي أخذًا في الاعتبار أنّ كسب الأموال الهدف النهائي من وجودها.
في رأيك، هل يُمكن تطبيق الواقع الافتراضي في أمور أخرى بخصوص حياتنا اليومية؟
التقنية تبداء دائما عسكرية وتتوزع على باقي البشرية بعد كذا بفترررررة
تقنية مايكروسوفت مختلفة بشكل كبير وهي عبارة عن واقع معزز وليس افتراضي كما انها لا تعتمد على اسلاك و اجهزة خارجية