ويندوز 10: خطوة مايكروسوفت الأولى نحو مستقبل مُشرق
تابعت وسائل الإعلام مؤتمر مايكروسوفت أمس للكشف عن ويندوز 10 بكل الشغف والانتباه، حتى أنّ المُتابعين لأخبار التقنية تابعوه عن قرب للتعرُّف على أحدث المميزات التي ستجلبها الشركة الأمريكية في نظام تشغيلها الجديد ويندوز 10. لم أتابع المؤتمر مباشرة، لكن أُتيحت لي الفرصة لمشاهدة فيديو مُسجّل للمؤتمر بالكامل وفي هذا المقال سأطرح رأي الشخصي في المؤتمر والمنتجات التي أعلنت عنها مايكروسوفت، مرة أخرى… رأي الشخصي، إذا كنت ترغب بقراءة مُلخص عن المؤتمر أنصحك بالتوجه إلى الرابط السابق.
لا أدري إن كنت تابعت البث المباشر للمؤتمر أم لا، لكن إن تابعته أعتقد أنّك ستتفق معي بأن أغلب المُقدّمين لمنتجات وخدمات مايكروسوفت الجديدة كانوا مملين في طريقة العرض، حقيقي لم أشعر بأي حماس أثناء المتابعة بالرغم من أهمية ما تُعلن عنه الشركة، اللهم إلّا عندما دخل الرئيس التنفيذي الجديد للشركة “ساتيا ناديلا” في نهاية المؤتمر، وقتها شعرت بوجود شخص يهتم لمنتجات الشركة ولديه الإيمان الكافي بما تفعله ليتحدث بكل الحماس. هذه النُقطة يجب على مايكروسوفت أخذها في الحُسبان في المؤتمرات المُستقبلية، فالشركات المنافسة – أبل تحديدًا – قد تُثير اهتمام المُستخدمين لمنتجاتها بفضل طريقة العرض الحماسية.
بعيدًا عن التقديم الممل، أعجبني الفكر الجديد لمايكروسوفت بالاعتماد على ردود أفعال المستخدمين على الإصدارات الأولّية من ويندوز 10 للعمل على تحسين النظام بالشكل الذي يُناسب مختلف المستخدمين، تم ذلك عبر برنامج Windows Insider الذي استقبلت مايكروسوفت من خلاله 800,000 طلب من حوالي 1.7 مليون مستخدم مُسجّل. لم نكن لنرى هذا التوجه من مايكروسوفت في عهد الرئيس التنفيذي السابق “ستيف بالمر”.
من متابعتي لفيديو المؤتمر تأكدت ظنوني بتوجه الشركة الجديد الهادف للتركيز على تجربة الاستخدام بدلًا من التركيز على المُنتج نفسه، كون الرئيس التنفيذي الحالي للشركة مُهتمًا بالبرمجيات التي هي عصب مايكروسوفت والبذرة التي قامت عليها الشركة في الماضي، فإنّ عودة مايكروسوفت للتركيز على البرمجيات وتسهيل توافرها للمستخدم سيضمن للشركة بكل تأكيد الكثير من المستخدمين الجُدد، ناهيك عن الحفاظ على مستخدميها الماضيين الذين توجهوا إلى نظم التشغيل الأخرى بحثًا عن سهولة الاستخدام. تمثّل اهتمام مايكروسوفت بتجربة الاستخدام على ويندوز 10 في تقديم خدمة Continuum التي تعني الاستمرارية، أو بمعنى بسيط استكمال العمل على برامج مايكروسوفت عبر الشاشات المختلفة، أي على سبيل المثال إذا كنت تعمل على أحد الرسوم البيانية على الأوفيس من سطح المكتب، يُمكنك حفظ العمل واستكماله عبر أوفيس عبر جهازك اللوحي أو حتى الهاتف الذكي، والعكس صحيح. قد يرى البعض في ذلك تقليدًا من مايكروسوفت لأبل، وقد أتفق معه، لكنّه تقليد جيد على أي حال!
أمر آخر أعجبني مما قدمته الشركة بالأمس هو متجر تطبيقات موحد لجميع تطبييقات ويندوز 10 على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والحواسيب الشخصية، بعد أن كان يوجد متجر منفصل لنظام ويندوز وآخر لنظام ويندوز فون. كما أنّ انتباه مايكروسوفت أخيرًا إلى متصفحها إنترنت إكسبلورر العتيق واستبداله بمتصفح “سبارتان” أمر جيد وإن كان متأخرًا بعض الشيء، لكن تذكروا دومًا أن تأتي متأخرًا أفضل من ألّا تأتي على الإطلاق.
بجانب اهتمامها بتجربة الاستخدام، لم تغفل مايكروسوفت دور الابتكار أيضًا في جذب انتباه المتابعين للمؤتمر حيث قدّمت أحدث منتجاتها الابتكارية HoloLens وهو عبارة عن جهاز قابل للارتداء على الرأس مُشابه لمنتج Oculus Rift في الشكل لكنّه مختلف في طريقة العمل، ففي الوقت الذي تبحث فيه أوكولوس وبعدها سامسونج في تقنيات الواقع الافتراضي، اختارت مايكروسوفت تقنية مختلفة .. إنّها الهولوغرام .. أو مزامنة الواقع الافتراضي مع العالم الحقيقي. ما الذي يجعل هذا المنتج ابتكاري؟ نطاق الاستخدام الواسع الذي سيقدّمه، تخيّل مثلًا أنّك ترغب في تغيير لون سيارتك، بدلًا من الذهاب إلى ورشة سيارات لتجربة الألوان عبر الحاسوب، يُمكنك تغيير اللون باستخدام تقنية الهولوغرام بكل سهولة، نفس الأمر عند شراء ملابس جديدة. المُثير في جهاز HoloLens وتقنية الهولوغرام أنّك لا تحتاج إلى الدمج مع هاتفك الذكي أو حاسوبك الشخصي، كل ما ستحتاج إليه هو ارتداء الجهاز على رأسك وهذه هي.
في نهاية مؤتمر ويندوز 10 وأثناء حديث ساتيا ناديلا عن مُستقبل الشركة، كرر الرجل أكثر من مرة عبارة “تجربة الاستخدام” في إشارة قوية إلى المستقبل مع مايكروسوفت، كما قال عبارة هامة جدًا أقتبسها عنه “نحن نريد تحويل المستخدم من الاحتياج لويندوز، إلى اختيار ويندوز، إلى حُب ويندوز” أو بمعنى آخر السيد ناديلا يرغب ببناء قاعدة هائلة من العُملاء المخلصين للشركة والمحبين لمنتجاتها.
الحقيقة انه اجمل مؤتمر يمكن ان تراه اعين البشر … مايكروسوفت تقود التقنية دائما
أكثر شيء أعجبني في هذا المؤتمر هو نظارة الهولو فهي حقاً تقنية مبتكرة وتسبق نظارة جوجل بأشواط حيث أنها تمسح المحيط من حولك وتقوم بإضافة صور الهولوجرام اليه وهي ليست صور عادية إنما كائنات ثلاثية الابعاد تعيش في البيئة من حولك وتخيل ان تحرك رأسك في أي إتجاه ستبقى تلك الكائنات في أماكنها دون حراك ولن تتحرك مع رأسك، فعلا إبداع