مقالات

هل هجمات DDOS هي الوسيلة الأفضل للاحتجاج؟

ddos-attack

أصبحت هجمات DDOS – هجمات الحرمان من الخدمة– أكثر شيوعاً، وبدأت العديد من المُنظَّمات أن تُدرك أنها بحاجة إلى استخدام الخدمات التي تحمي مواقعها على شبكة الإنترنت ضد مثل هذه الهجمات الإلكترونية.

تُشَنُّ هجمات DDOS من قِبَلِ جهات مختلفة لأغراضٍ مُختلفة. إنها تُستخدم مِنْ قِبَلِ الشركات لعرقلة مُنافسيها، ويستخدمها مجرمي الإنترنت لابتزاز المواقع، وكذا يعتمد عليها المخترقين الذين يُروِّجُون لأحد القضايا أو المشاكل السياسية كصورة من صور الاحتجاج.

 ويُمكن لهذه الهجمات الإلكترونية أن تؤدّي إلى خسائرٍ كبيرة، لا سيما إذا شُنَّت ضد موقع لأحد الشركات التي تعتمد عليه في العمليات التجارية. ومع ذلك، بقدر ما نشاهده من هذه الهجمات، إلا أنني لم أرْ أي عملية من هجمات DDOS التي أحدثت فارقاً ملحوظاً، التأثير الوحيد لها يكون في الغالب على القرارات السياسية أو الأعمال التجارية.

لنذكر مثالاً على ذلك، قبل بضع سنوات، أطلقت جماعة أنونيموس هجوماً مُوسَّعاً من هجمات DDOS ضد باي بال، كان ذلك بعدما قررت الشركة وقف التبرعات لدعم ويكيليكس. وقالت باي بال حينها أنها أنفقت الكثير من الأموال للتعافي من الهجوم وتنفيذ آليات جديدة للحماية، لكن في الوقت نفسه، لم تتراجع الشركة عن قرارها الذي كان سبباً في ذلك الهجوم.

وفي يناير 2012، تم إطلاق حملة أخرى واسعة النطاق اعتمدت على هجمات DOSS ضد الحكومة الأمريكية بعد أن اتخذت قراراً لمكافحة القرصنة وإغلاق موقع ميجا أبلود – أيَّام!-، التي أدّت إلى إغلاق مواقع وزارة العدل الأمريكية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، والبيت الأبيض، والعديد من المواقع الأخرى التابعة لحكومة الولايات المتحدة وكل من ساندها على هذا القرار.

وبينما كان ذلك واحداً من أكبر هجمات DOSS التي تم إطلاقها حتى الآن، لم يأت أحد أفراد الحكومة ليقول “حسناً، دعونا نسترجع ميجا أبلود؛ فالناس غير سعداء!”

بعد فترة قصيرة من هجمات DOSS المتعلقة بالاحتجاج على قرار ميجا أبلود، قدّم أعضاء جماعة أنونيموس التماساً إلى البيت الأبيض؛ يُطالبون حكومة أوباما إتاحة مثل تلك الهجمات الإلكترونية كإجراء قانوني للاحتجاج.

ومع ذلك، لا تزال هجمات DOSS غير قانونية. ولا تزال أيضاً العديد من المخترقين سواء مُجرمين إلكترونيين أو مُناصري أحد القضايا الشائكة يعتمدون عليها؛ نظراً لأنه من الصعب على السُّلُطات تعقُّب المهاجمين، لكنها لم تؤثر مُباشرة على أي قرار.

عندما أطلقوا هجماتهم ضد مواقع الحكومات، أعتقد أن الأمر أقل تأثيراً مما تصوَّروا. معظم الوزارات والهيئات الحكومية لا تكترث لمواقعها على شبكة الإنترنت سواء كانت متوفرة أو متوقفة لبضع ساعات أو أكثر.

ومن ناحيةٍ أُخْرَى، كثيراً ما تحوَّلت هجمات DOSS إلى أن تكون وسيلة فعَّالة لرفع مُستوى الوَعْي لقضيَّة مُعيَّنة. حيث تُغطّي وسائل الإعلام في الفترات الأخيرة الهجمات الإلكترونية التي تستهدف مواقع الحكومات أو المواقع البارزة ليتعرّف الناس على القضية الحقيقية التي من أجلها تمّ الهجوم.

بيتُ القصيد، هجمات DOSS ليست تلك الوسيلة المؤثِّرة في تغيير القرارات، لكنها في الوقت نفسه “قد تكون” أحد الطرق التي بطريقةٍ أو بأخرى تُساهم في نشر الوعي الاجتماعي بين الناس، هذا إذا تم استخدامها للاحتجاج. أمَّا مجرمو الإنترنت؛ فهيهات هيهات!

المصدر1 | المصدر2 | المصدر3


تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى