الإستخدام الأفضل للبحث الشبكي الإجتماعي لتحقيق المبيعات و الشهرة و الأرباح
التواجد على الشبكات الإجتماعية هذه الأيام أصبح من الأمور العادية و بالنسبة للشركات و المؤسسات المختلفة هو أمر ضروري ، و اليوم ليس باستطاعتنا أن نتجاهلها في أية استراتيجية لتسويق أنشطتنا التجارية المختلفة … بعبارة قاسية فمن الجنون أن تعمل على الويب دون أن يكون لمؤسستك تواجدا على مواقع التواصل الإجتماعي التي أصبحث تجمع البشرية باختلاف الفكر و الهذف و المعتقد و اللون أيضا ، و أتحدث بالضبط عن الفيسبوك و تويتر إضافة إلى LinkedIn
لكن ماذا عن البحث الشبكي الإجتماعي ؟ هل يمكنه أن يكون عاملا جيدا لجذب الإهتمام الإقليمي و الدولي بما نقدمه من منتجات و خدمات و حتى الأفكار ؟
بداية أود أن أوضح أن البحث الإلكتروني على الشبكات الإجتماعية يختلف في أساسياته عن البحث التقليدي الذي تمثله محركات البحث العالمية المختلفة. فالأول يقدم نتائج بحث تتركز على تواصل الناس و ما يقدمه الأصدقاء و العلامات التجارية المتواجدة هناك ، بينما الأخير يقدم نتائج كلاسيكية لمواقع و مقالات تم إنشاءها و إنتاجها من طرف أناس لا يفترض أن تعرفهم و أغلبهم من المتخصصين و المهتمين.
أدرك تماما أن هناك فرق أخر من نوع تقني بين البحث على الشبكات الإجتماعية و البحث على محركات البحث، فالأول يقدم النتائج فور صدورها لترتب بشكل زمني ، بينما الثاني يتركز على سرعة الأرشفة و ثقة محركات البحث بالموقع المقدم للمحتوى و مدى القيمة التي يقدمها للناس ليرتبه وفق خوارزميات معقدة تعتمد مئات العوامل المتنوعة.
إذن النتيجة التي يمكنني أن أستخلصها هي أن الظهور في نتائج البحث الأولى على جوجل و بينج يستغرق وقتا كبيرا و قد لا يحدث لعوامل كثيرة ، بينما الظهور في نتائج البحث على الشبكات الإجتماعية يتميز بالسرعة و لا يتعلق بجودة المحتوى المنشور.
هذا يعني إذن أن جلب الزوار و القراء و المبيعات و المهتمين و حتى الجمهور العريض من البحث على مواقع التواصل الإجتماعي يعد أسهل و أسرع مقارنة بالبحث التقليدي ، لذا فمن الحكمة أن نستغل البحث الشبكي لتحقيق أهذافنا في وقت يجب أن لا نهمل فيه أيضا البحث التقليدي.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بعد كل ما قيل لا يزال هو : ما السبيل إلى استغلال البحث الشبكي الإجتماعي ؟ … هناك طرق عدة دعنا نتطرق إليها في السطور التالية :
إستخدم الهاشتاغ و الكلمات الدلالية … بحكمة و حنكة
أراقب سلوكيات الناس على الشبكات الإجتماعية و خصوصا على الفيسبوك الذي فعل مؤخرا ميزة الهاشتاغ … ما توصلت إليه أن هناك إستخدام لهذه الميزة بشكل كبير تكاد تكون جميع المنشورات ذات كلمات دلالية لكن المضحك و المزعج في أن واحد بالنسبة لي هو أن 1 في المئة ممن أراقبهم منذ مدة نجحوا فعلا في إستخدام الهاشتاغ و الكلمات الدلالية بشكل جيد ، بينما البقية تظل تخترع هاشتاغات لا معنى لها و لا إقبال عليها ، و المخجل أن نرى محتوى عربي بالكامل يكون مرفوقا بالهاشتاغات الأجنبية.
هنا أوجه لهم سؤالا واقعيا … هل تتوقع أن يصل إلى منشوراتك أشخاص أخرين عبر هاشتاغات جنونية لا معنى لها و لا يوجد مهتمين بها ؟ بل أضف إلى ذلك سؤالا اخر هل تتوقع فعلا أن يصلك الكثير من الأشخاص عبر الهاشتاغات الأجنبية إذا كان المنشور محتوى عربيا ؟
للأسف هناك فعلا وعي كبير بأهمية الهاشتاغ و الكلمات الدلالية في الفيسبوك و تويتر و بقية الشبكات المنافسة ، لكن المشكلة أن نسبة الناجحين في استخدامها كإبرة في كومة قش.
ففي وقت تتصفح فيه منشورات أصدقائك بشكل عادي ، تكمن مهمتي في متابعة التفاصيل و قد كان الهاشتاغ إحداها و التي أتبث لي المستخدم العربي أنه لو أعاد النظر فيها لكان أفضل.
الصحيح و الأمثل أن نضع هاشتاغات منطقية يمكن لأي شخص مهتم أن يستخدمها ليصل إلى منشورك ، فعندما أتحدث عن أحد منتجات سوني لماذا لا أستخدم #سوني كأفضل هاشتاغ تستخدمه الشركة نفسها للوصول إلى المنشورات التي تتناول أيضا ردود أفعال العرب و المواقع العربية على ما تقدمه من خدمات و منتجات مختلفة ، الأمر أيضا ينطبق على بقية المواضيع الأخرى التي نتناولها على الشبكة و التي نستهذف من خلالها وصول عدد كبير من المهتمين إلى ما نقدمه و هذا هو ما يروج لأفكارنا و خدماتنا و شركاتنا و نشاطنا التجاري بشكل عام.
توافق الهاشتاغ و الكلمات الدلالية مع طبيعة المنشور
لا يزال حديثي في هذا الصدد مركزا على الهاشتاغ و الكلمات الدلالية باعتبارها أبرز المفاتيح المهمة التي تعتمدها الشبكات الإجتماعية في عرض نتائج البحث للباحثين عليها ، ما يقلقني في هذا الصدد أن الكثير من المستخدمين ينشرون منشورات تتحدث مثلا عن الأخلاق و الدين موسومة بهاشتاغات أجنبية و عربية لا علاقة لها بالمحتوى !
في علم المنطق و اللغويات نسمي ذلك المحتوى الفوضوي و في منطق خوازميات البحث نسميه حشو الكلمات ، و الأكيد أن فعل ذلك مع محركات البحث التقليدية ينتهي بحظر من الظهور في نتائج البحث بينما لن يحدث معك أي شيء في الشبكات الإجتماعية و سيظهر منشورك ، لكن تأكد أن أخبارا وصلتني منذ عدة أيام حول حديث جدلي بين مكونات الفريق التطويري في الفيسبوك للتوصل إلى حل لهذه المشكلة التي تؤرق المتخصصين و الخبراء و الشبكات الإجتماعية نفسها.
إذا كنت من بين هؤلاء الذين يفعلون ذلك تأكد أن الأمر لن يستمر هكذا على مدى الأشهر القادمة ستأتي الخوارزميات مجددا لتفعل فعلها و تنهي هذه المشكلة حينها ستجد أعمالك و منشوراتك في معزل عن العالم و انت مستمر على سياستك الفاشلة و التي لن توصلك في نهاية المطاف إلى تحقيق المبيعات و الأرباح و الشعبية التي تحلم بها.
الرابط و المنشور … وجهان لعملة واحدة فلماذا يجعلهما البعض عملتين بحد ذاتهما ؟
من المشاكل التي ظهرت منذ مدة طويلة على الشبكات الإجتماعية هي نشر منشور يتحدث حول “التوتر الصيني الأمريكي” و مدمج برابط خارجي يشير إلى مقال حول “مبيعات قياسية للأيفون 5 اس” أي علاقة بينهما ؟ هل التوتر الصيني الأمريكي هو الذي ساهم في رفع مبيعات الأيفون 5 اس ؟ حثما لا فهذا التوتر أصلا يهدد مصالح أبل في دولة التنين الأصفر و بالتالي فالأمر كله من الأساس “لا علاقة”
لقد حارب جوجل و بينج على مدار السنوات الأخيرة هذا النوع من المحتوى الغير المترابط أصلا ، و لم يعد له وجود في نتائج البحث لعملاقي هذا القطاع ، لكن الفيسبوك و تويتر و الشبكات الإجتماعية أخفقت في وضع حذ لتلك المشكلة و بالرغم من ذلك إلا أنني أؤكد لك أن تلك الطريقة لم تجلب للمنتجات و المواقع و المقالات التي تمت الإشارة إليها إلا نظرة سلبية من الناس.
لذا أنصحك إذا كنت تود مرة أخرى أن تروج لمقال “مبيعات قياسية للأيفون 5 اس” أن تتحدث في المنشور عن الشيء نفسه و ليس عن الصين و أمريكا في علاقتهما المتأزمة بفعل صعود التنين و تراجع النسر في معركة سياسية بحثة تعد فيها التقنية حلقة صغيرة ضمن دائرة التوتر الأكبر.
الخلاصة :
يظهر لنا مما سبق اذن أن الهاشتاغ و الكلمات الدلالية و نوعية المحتوى و ترابطه مع العوامل السابقة و الرابط المدمج معه ، هو المفتاح لظهور أفضل و أمن مستقبلا على نتائج البحث لكلمات و عبارات تهم مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي الباحثين عن ما تقدمه من محتويات و منتجات و خدمات.
نفس الوصفة هي التي ننصح بها اليوم المؤسسات و الشركات العربية لاعتمادها في سياستهم التسويقية على شبكات التواصل الإجتماعي إذا كانت فعلا تريد أن تصل إلى نتيجة ممتازة .
مقالات أخرى لنفس الكاتب “أمناي أفشكو”:
كيف نستغل قوة الشبكات الإجتماعية لإنجاح الشركات و مشاريع الويب و تحقيق الأهذاف المختلفة ؟
أفضل خدمات التخزين السحابي التي تحمي خصوصيتك
جوجل : سياسة الاستغباء و حقيقة التجسس و انتهاك خصوصيات الناس