لماذا قررت Lenovo شراء Motorola عوض HTC ؟
صفقة قيام Lenovo بشراء Motorola كانت صادمة للكثيرين إن لم نقل الأغلبية ، فهذه الشركة الأمريكية كانت إلى الأمس القريب في قبضة العملاق الأمريكي جوجل الذي إستحوذ عليها بعد سنوات من كونها شركة خاصة تجني الأرباح و تنشر علامتها التجارية التي إهتزت قوتها و حصتها في السوق مع التطورات الأخيرة الحاصلة في قطاع الهواتف الذكية.
الصفقة التي عقدتها Lenovo و جوجل تضمن لهذا الأخير الحفاظ على كل براءات الإختراع الخاصة بشركة Motorola ، لتكون هذه العملية في أساسها تستهدف حصول العملاق الصيني على الشركة مقابل 2.9 مليار دولار و ليس على ما تملكه من براءات إختراع و التي سعت إليها جوجل عندما إشترت من قبل Motorola .
و قبل أن تتم هذه الصفقة تحدتث صحف صينية و أخرى أمريكية عن إمكانية شراء HTC من طرف العملاق الصيني الذي كان ينظر من قبل إلى بلاكبيري أيضا لتفشل الصفقة مع العملاق الكندي ليبقى التايواني في دائرة شكوك Lenovo و قد تحدثنا عن ذلك في مقال سابق بعنوان ” الحقيقة الغامضة في لغز تراجع بلاك بيري عن بيع نفسها “
ليبقى السؤال المحير مختصرا في ما هي دوافع شركة Lenovo لشراء Motorola و التغاضي عن العملاق التايواني HTC في كل هذا المشهد ؟
نعلم جيدا أن Lenovo هي واحدة من الشركات الأكثر نفودا في سوقها المحلي ، السوق الصينية الكبرى تشهد هذه الأيام ميولا متزايدا نحو هواتف Lenovo المختلفة فيما تايوان التي تعد جارتها و حيث تتمركز HTC تنافس فيها الشركة الصينية بقوة أيضا إلى جانب العديد من الدول الأسيوية التي تتموقع بالقرب من الصين .
و الحقيقة الأخرى التي يجب أن ندركها عن نفوذ Lenovo في الأسواق هي فشلها فعلا في إيجاد موطئ قدم لها بالولايات المتحدة الأمريكية و كندا و حتى القارة الأمريكية الجنوبية حيث تنتشر هناك الأسواق الصاعدة التي تستهلك الهواتف الذكية بوثيرة كبيرة و متزايدة حتى أن العديد من الدراسات و التقارير اكدت أن مبيعات الهواتف الذكية ستتزايد هناك بوثيرة سريعة ، و مع غياب Lenovo هناك تبدوا الفرصة الذهبية غير سانحة لها أبدا و لا ننسى بقية الأسواق بما فيها أفريقيا التي تحاول غزوها من بوابة نيجيريا التي تتضمن 150 مليون مستخدم للهواتف الذكية
و ما يميز Motorola حقيقة عن HTC هو نفوذها القوي في كل تلك الأسواق التي يحاول العملاق الصيني فرض مكانته فيها ، و لعل العلاقات التي تربط الشركة الأمريكية بالإتصالات العملاقة هناك و أيضا بالإتصالات الكندية و الأفريقية المختلفة و تلك التي تتحكم في دول أمريكا اللاتنية أكبر دافع أقنع Lenovo على القيام بهذه الصفقة و التغاضي عن HTC.
الشركة الصينية ليست بحاجة إلى السيطرة على منافس أسيوي لها لأن ذلك سيكون بمثابة مضيعة للمال فقط و إن كان ذلك سيعزز من نفوذها فسيحصل على المستوى المحلي و الأسيوي فقط ، و هي تدرك جيدا أن حاجتها الملحة تتلخص حاليا في السيطرة على أسواق بعيدة و أخرى عالمية و هو ما تستطيع فعله الأن و Motorola بحوزتها .
من جهة أخرى يبدوا لنا أن HTC غير مستعدة بتاتا لتبيع نفسها و هي مصممة للخروج من أزمتها وحدها حيث غيرت من سياستها كثيرا إذ أنها ستركز على هواتف بمواصفات جيدة و بسعر رخيص و لهذا عقدت إتفاقيات واسعة لنقل خطوط إنتاجها إلى الصين حيث اليد العاملة الرخيصة و المواد الخام المتوفرة هناك بأسعار زهيدة .
السبب الأخر الذي دفع Lenovo للإستيلاء على الوحش الأمريكي الجريح هو إمتلاك هذا الأخير لكمية هائلة من براءات الإختراع ، صحيح أنها الأن بحوزة جوجل لكن هذه الأخيرة لديها إتفاق ضمن هذه الصفقة معها من أجل ترخيص إستخدام تلك البراءات في المنتجات القادمة و هذا ما تفتقده أيضا HTC و لهذا فهي لا تعد أكلة شهية للعملاق الصيني !
خلاصة المقال :
تبدوا دوافع Lenovo للإستحواذ على موتورولا أكبر من تلك التي يملكها باتجاه فعلا ذلك مع HTC لهذا حدث ما حدث و على العالم أن يتقبل أن واحدة من الشركات الأمريكية أصبحث الأن تحت سيطرة التنين الأصفر المعادي للولايات المتحدة الأمريكية فكرا و سياسة ، و هذا يعني لنا أيضا أن صعود الصين إلى القمة لن يتم دون التحكم في قطاعات التقنية و هو ما تعمل عليه الشركات الصينية حاليا .
مقالات سابقة للكاتب “أمناي أفشكو”
ما الذي نفهمه من إستحواذ Bikhir على Avito ؟
واقع الإنترنت في المغرب حاليا بالأرقام و الإحصائيات
هل سنرى الإعلانات في تطبيقات الدردشة مستقبلا ؟
مقال جميل وكلام منطقي .. أشكرك أخي الكريم