مقالات

ألم يحن الوقت لنتوقف عن مقارنة الشبكات الإجتماعية مع المنتديات ؟

Social-Media-Value-Depends-on-Creativity
هناك مميزات مشتركة بينهما … لكن تختلف الأدوار و الغايات منهما … ممنوع المقارنة !!

توجهت الأنظار مؤخرا على الويب العربي إلى مسألة “مقارنة المنتديات مع الشبكات الإجتماعية” ، فأخد البعض في حسم المسألة لصالح الأولى و البعض الأخر أكد أن الشبكات الإجتماعية أنهت عهدها  إلى غير رجعة و علينا أن نتعايش مع الأمر بشكل عادي جدا .

و مهما كانت و لا زالت الأدلة التي تستدعي المقارنة بينهما ، إلا أن المنطق لا يوافقنا الرأي في هذه المسألة و يرى الخوض في هذا الحديث مجرد مضيعة للوقت ، و دليل جديد على تدني الوعي لدى مستخدمي الويب العربي و حتى صناع المحتوى .

لقد تابعت النقاشات التي تمت حول هذه القضية في المنتديات المختلفة و على مواقع التواصل الإجتماعي و لم أدلي برأيي من قبل ، لكن و مع تصاعد الحديث و عدم ظهور بوادر التوقف عن التمييز بينهما أتساءل بكل صراحة ، ألم يحن الوقت لنتوقف عن مقارنة الشبكات الإجتماعية مع المنتديات ؟

كلنا نؤمن بالمنطق أليس كذلك ؟ حسنا ، هل من المنطقي أن أقارن هاتفا ذكيا مع جهاز لوحي ؟ هل من المنطقي أن أقارن بين هاتف لوحي و بين هاتف ذكي ؟ الجواب لا … إذن نفس الجواب يتم إسقاطه بشكل بديهي إذا وضعنا في مربع المقارنة الشبكات الإجتماعية و المنتديات .

صحيح أنهما يتشابهان في الكثير من المزايا ، و منها التفاعل الجماعي و المحادثات الخاصة ، و الإعجابات بالتعليقات و المحتوى المنشور ، و حتى إنشاء المجموعات المفتوحة و المغلقة ، لكن يبقى الهدف من الأول مختلفا عن الهدف من الثاني .

و هنا أتساءل مجددا بلسان المنطق : هل من الطبيعي أن أنشر على الفيسبوك موضوعا لتحميل برنامج مجاني منسق و منظم ؟ و هل من الطبيعي أن أفتح موضوعا على أحد المنتديات لأكتب “أشعر بحماس اليوم” ؟ الجواب مجددا هو لا .

مما سبق تظهر المقارنة بين الشبكات الإجتماعية و المنتديات من الأمور الخارقة التي لا يستطيع المنطق الإنساني تقبلها ، و الأخطر أن هذه المقارنة اعتمدها الكثيرين ليؤكدوا أن المنتديات انتهت و علينا أن نركز جهودنا و تواجدنا على مواقع التواصل الإجتماعي … كارثة !

لا أنكر فعلا أن توجه المستخدم العربي إلى الفيس بوك و تويتر و الشبكات الإجتماعية الأخرى ، جعله يترك المنتديات و يهجرها لسبب وحيد و هو أنه كان يعتقد من البداية أن الشبكات الإجتماعية جاءت لتقتلها ، و هو ما أدى فعلا إلى سقوط مدوي لسلسلة من المنتديات العربية التي كانت تسيطر على الساحة حتى الأمس القريب ما كبد الويب العربي سلسلة من الخسارات التي يطبل لها البعض و للأسف .

بينما ما يحدث على الويب العالمي من تطور للمنتديات و استمرارها مع تواصل تأثيرها العالمي ، دليل مؤكد على أن المستخدم العالمي يدرك جيدا أن المنتديات ستبقى للنقاش الجاد و نشر المحتوى مع مشاركته للوصول السهل و الدائم إليه بشكل عام ، و أن الشبكات الإجتماعية هي للتعرف على الأخر و نشر روابط المقالات و ما ينشر على المنتديات و مشاركة المواضيع الشخصية التي تبدوا تافهة على المنتديات .

إذن الواقع يقول بأن اعتقادنا أن هناك منافسة مباشرة بين المنتديات و مواقع التواصل الإجتماعي و أن هذه الأخيرة جاءت لتصبح في محل الأولى هو السبب في ما يحدث الأن من ركود كبير يهدد صناعة المحتوى في العالم العربي . و أنه من الجنون جدا أن نعتقد تماما أن ما ينشر هنا ينافس ما يتم مشاركته هناك ، و بما أن فكرة الفصل و عدم المقارنة بينهما هي السائدة في الويب العالمي فقد نتج عن ذلك نجاحا باهرا لكل منهما ، لا يزال متواصلا بشكل جيد و رائع.

ففي الوقت الذي ينسب فيه فضل تسريبات evleaks المتواصلة حول الهواتف الذكية و اللوحيات القادمة إلى الشبكات الإجتماعية و بالضبط تويتر ، نرى أيضا المنتديات تشارك في صناعة الحدث و لعل منتدياتXDA Developers  المصدر الأول عالميا للحصول على التحديثات المسربة من أجل تحميلها ، و تنزيل الرومات الجديدة التي تعد ضرورية لمستخدمي تلك الأجهزة ، ما يجعلنا نؤمن فعلا أن لكل واحد منهما دورا مختلفا عن الأخر . و هذا ما يعتقده صناع الويب العالمي و مستخدميه أيضا. و لعل في الويب العالمي الكثير من الأمثلة التي تؤكد لنا أن الشبكات الإجتماعية جاءت لتكمل المنتديات و ليس لمنافستها و القضاء عليها .

خلاصة المقال :

صانع المحتوى و المستخدم العربي … عليك أن تعرف أن مشاركتك في نقاشات المقارنة بين شبكات التواصل الإجتماعي و المنتديات من أجل الدفاع عن أحدهما دون الأخر هي عملية من عمليات تدمير الويب العربي و نشر التخلف الفكري ، عليك أن تحذف اعتقادك السيء اتجاه الأمر و تقنع نفسك بالحقيقة التي تقول الشبكات الإجتماعية لها دور و المنتديات لها دور مختلف و لكل واحد منهما مكانة لا تعلوا و لا تقل عن الأخر و وجودهما بشكل متوازن في حياتنا على الويب هو السبيل الوحيد للإستفادة بصورة أفضل .

أتمنى أن تتوقف المقارنة بينهما في عالمنا العربي … و من الأن !!!

مقالات أخرى للكاتب “أمناي أفشكو”

5 طرق مهمة لتنجح مؤسستك على الشبكات الإجتماعية خلال 2014

لماذا يعد حظر الفيس بوك في مكاتب العمل قرارا حكيما ؟

صدمة تسريحك من عملك و كيفية التعامل مع الأمر بحكمة

5 أمور مهمة ستجعل موقعك على الويب يتفوق على المنافسين

الحقيقة الغامضة في لغز تراجع بلاك بيري عن بيع نفسها

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. هل من المنطقي أن أقارن بين هاتف لوحي و بين هاتف ذكي ؟

    توقفت عند هذه النقطة..ولي تعليق , لماذا لا تصلح المقارنة بين الفابلتس و السمارت فونز ..؟ بالطبع يجوز المقارنة لا اعلم ما السبب الذي جعلك تقول ان المقارنة لا تجوز و أنها لا تصح اطلاقا !؟

  2. وجهة نظرك صحيحة ,ولكن الكاتب يقصد هنا كاستخدامات الجهازين المختلفة فكل واحد منهما صنعا لاجل غرض مختلف. فالنتديات لها غرض يختلف عن الشبكات الاجتماعية من ناحية عرض المحتوى وترتيب المواضيع مثلا. ولكن لا يمكن الاستغناء عن احدهما لصالح الاخر!

    اما اذا نظرنا من زاوية اخرى كأن نقول ان التابلتز افضل في تصفح الانترنت من السمارتفونز لصغر حجم شاشة الاخير فأنت على حق. فالامر يعتمد على غرض المقارنة.
    وشكرا :)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى