مقالات

تقنيات المستقبل (1)

 

لاشك أن التقنيات اليوم أصبحت تتطور بشكل أسرع بكثير من السابق، فالزمن اللازم ليصل اختراع الهاتف إلى أول مليون شخص، احتاج الإنترنت لأقل من 10% منه اليوم ليصل لنفس العدد. والتقنية لم تعد حكراً على الخبراء أو المهندسين أو المخترعين أو الأساتذة الجامعيين، فهي أصبحت في متناول الجميع تقريباً لتسهل حياتنا، حتى الأمس كان الروبوت حلماً لكن اليوم يمكنك أن تشتري واحداً وتدربه ليخدمك في بيتك.

سنناقش 12 تقنية محتملة ستغير شكل المستقبل واليوم نرصد تطورها ونموها وذلك من خلال سلسلة مقالات تستند على تقرير صادر عن دورية ماكنزي الشهيرة.

mobile-internet-hero

 

1- الإنترنت المحمول

نمى إستخدام الإنترنت المحمول بشكل سريع لينتشر إلى يد أكثر من 1.1 مليار شخص حول العالم يستخدمون اليوم الهواتف الذكية و الحواسب اللوحية، وهذا التبني والإنتشار السريع كشف لنا أن الإنترنت المحمول ليس مجرد طريقة جديدة لتصفح الإنترنت، إنما أصبح الناس وبفضل أجهزتهم المزودة بالتطبيقات يعتمدون عليها على أداء مهامهم اليومين و التفاعل مع العالم من حولهم لفهمه بشكل أفضل.

وتطور هذه الأجهزة بمواصفاتها الفنية و دعم شبكات الجيل الرابع يساعدها على أن تكون أداة أقوى لرؤية العالم بشكل أفضل، ومع إنتشار خدمات الإنترنت بتكاليف أرخص من السابق وسرعات أعلى أصبح الوصول لنوع جديد من المحتوى أسهل.

ويتوقع تقرير ماكنزي أن التأثير السنوي الإقتصادي للإنترنت المحمول يتراوح ما بين 3.7 إلى 10.8 تريليون دولار بحلول عام 2025، وهذا التأثير يأتي من ثلاثة مصادر هي تقديم الخدمات بشكل متطور، زيادة الإنتاجية في مجالات عمل معينة، و رسوم وتكاليف إستخدام الإنترنت من الأشخاص الجدد المتوقع دخولهم للشبكة العالمية حينها.

و يتم الدخول إلى الإنترنت المحمول عبر الهواتف الذكية والحواسب اللوحية وهي التي إرتفعت مبيعاتها بشكل خيالي في السنوات الأخيرة، حيث نمت بمقدار 50% العام الماضي، وتشكل الهواتف الذكية 30% من إجمالي الهواتف المحمولة في العالم، و يتوقع أن تصل مبيعات الهواتف الذكية 1.3 مليار جهاز هذا العام، في حين أن الحواسب اللوحية يتوقع أن تصل مبيعاتها إلى 200 مليون جهاز. وتعني هذه الأرقام أنها ستتجاوز مبيعات الحواسب الشخصية في عام 2010. والعالم يتجه أكثر إلى إستخدام الأجهزة المحمولة للدخول للإنترنت ويتوقع بحلول العام 2025 أن يكون 80% من الإتصال بالإنترنت عبر تلك الأجهزة.

Google-Now-vs-Siri
2- أتمتة العمل المعرفي

إن التطور في سرعة المعالجة الحوسبية و تعلم الآلة و واجهات المستخدم الطبيعة كلها أوصلت الحوسبة إلى نقطة هامة، أصبحت الحواسب اليوم أكثر قدرة على إنجاز المهام التي كنا نعتقد أن البشر وحدهم قادرين على ذلك. حيث يمكن للحواسب اليوم إستخلاص الحقائق والمعلومات من البيانات غير المهيكلة، وكذلك يمكنها التعلم من الأخطاء والتجارب السابقة و البيانات المتاحة.

ويعنى بأتمتة العمل المعرفي أي استخدام الحواسيب لأداء المهام التي تتطلب تحليل معقد أو حكم شخصي أو حل المشاكل بشكل إبداعي. و يمكن أتمتة العمل المعرفي من خلال تطوير ثلاثة مجالات وهي تقنيات الحوسبة بما فيها سرعة المعالجة و سعة الذاكرة العشوائية، تعلم الآلة، واجهات المستخدم الطبيعية مثل تقنيات تمييز الأصوات و الوجوه.

ومع إمكانيات الحوسبة المتقدمة يمكن لأتمتة العمل المعرفي أن تقدم منافع جمة مثل تحسين جودة الرعاية الصحية و سرعة إكتشاف الأمراض، لكنها بنفس الوقت لها سلبياتها مثل زيادة معدلات البطالة و تسريح العمالة. وهذه التقنية قد تغير طبيعة عمل العديد من الموظفين مثل الحاجة لمزيد من الإبتكار والإبداع للإستفادة بشكل أمثل من الأتمتة.

إن التطور في تقنيات التعرف على الأشخاص من خلال الصوت أو الوجه تتيح للحواسب الإستجابة المباشرة والسريعة للأوامر، وتعد خدمات مثل Siri و Google Now الشكل الحالي المعروف لهذه التقنيات حيث تتعرف على الصوت لتميز الكلمات وتفهمها ثم تتصرف بناءاً على معانيها من خلال تعلمها.

وهناك عدد كبير من التطبيقات الممكنة في عالم الأعمال لهذه التقنيات، على سبيل المثال مركز الدعم الفني لشركات الإتصالات والبنوك وغيرها التي تتلقى مكالمات الزبائن، فيمكن من خلال تطوير نظام معين أن يفهم أسئلة الزبائن ويقدم الأجوبة عليها بصوت بشري واضح، لكن هذا الأمر يحتاج للوقت حتى يتطور بهذا الشكل، يتوقع أنه حتى 2025 فإن نصف العاملين في مجال معرفي يمكن الإستعاضة عنهم بهذه التقنيات.

وهناك اليوم شركة SmartAction تقدم حلول أتمتة المكالمات حيث تستخدم تعلم الآلة وتقنية التعرف على الأصوات لتحسين نظام الإستجابة للمكالمات الصوتية بشكل تفاعلي. ولهذا النظام إيجابيات كثيرة من أهمها أنه لا يتعب من الرد ويعمل طوال اليوم ولا يحتاج لرواتب ولا تدريب.

The-Internet-of-Things-Infographic

3- إنترنت الأشياء

يعني إنترنت الأشياء استخدام الحساسات والمحركات و البيانات الناتجة عن تقنيات الإتصالات الموجودة ضمن الأشياء الفيزيائية الحقيقية، استخدامها للتمكن من متابعة و التنسيق والتحكم بها من خلال شبكة بيانات أو عبر الإنترنت.

والأمثلة لا تعد ولا تحصى، فيمكن وضع حساسات على أسرة المشافي بحيث يمكن في أي لحظة معرفة عدد الأسرة الشاغرة أو وضعية المريض، يمكن بواسطة الحساسات أن يعرف المدراء مراقبة و إدارة تدفق المواد و البضائع إلى مصانعهم أو المستودعات أو حتى متاجر السلع في السوبر ماركت. يمكن وضع حساس في السيارات المرتبطة بالإنترنت ويمكن إستئجارها ببطاقة مسبقة الدفع بحيث تدخل رقم البطاقة في السيارة لتمشي عدد معين من الكيلومترات وبعدها تتوقف لنفاد الرصيد، ويمكن لمدير الشركة أو المسؤولين الآخرين في أي لحظة أن يعرف حالة كل السيارات والأرصدة و المسافات المقطوعة و مواقعها الجغرافية.

وهذه القدرة على التتبع في الزمن الفعلي عبر الإنترنت تسمح للشركات بإتخاذ التصرف اللازم في الوقت المناسب، مثلاً لو أرسلت حساسات رف البضائع أو براد الكولا أنه اقترب من النفاد، يمكن مباشرة لأمين المستودع أن يرسل بضائع بديلة.

وحالياً لدى شركة FedEx برنامج يسمح للزبائن بتتبع سير طرودهم تقريباً بشكل متزامن من خلال وضع جهاز صغير على الطرد، يحوي الجهاز نظام تحديد المواقع وحساس لمراقبة الحرارة والرطوبة والضغط الجوي و التعرض للضوء وهذه مؤشرات هامة جداً لبعض الطرود التي تحوي مواد و أجهزة حساسة لها. وبالتالي يمكن معرفة في حال حصول تلف للطرد أين وقع ذلك من خلال المعلومات التي يوفرها الجهاز وكذلك حركته ضمن المستودعات وطريقة التخزين والنقل و الوصول.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اصبح بفضل التقنية المستخدمة في الهواتف الذكية واللوحيات بتطبيقات مستخدمة الحصول على اي كتاب او مجلة الكترونية في جميع المجالات مجانا واضافتها الى مكتبات الكترونية متكاملة وسهلة اﻹستخدام .
    مما يساعد ذلك الى ثورة حقيقية في عالم المعرفة او ما يسما بالتعليم الﻹلكتروني المتنقل .
    نزار عجيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى