نظرة على استحواذات ياهوو
لاشك أن ياهوو استحوذت خلال العام الماضي 2013 ما يساوي إجمالي ما استحوذت عليه ياهوو منذ 2007 وحتى اليوم، لكن هناك اختلاف أساسي وجوهري في طبيعة هذه الإستحواذات التي تستهدف منها ماريسا ماير أن تكون محرك نمو الشركة الجديدة.
يعرف مفهوم Acqui-hiring أي الإستحواذ بغرض التوظيف، وهو ما تفعله ماريسا في معظم إستحواذاتها، فهي تريد أن ينضم فريق العمل على منتج أو تقنية معينة إلى ياهوو، لكن بدلاً من عرض وظيفة عليهم لأنهم لن يقبلوا فلديهم شركتهم الخاصة، تشتري الشركة والمنتج والفريق بالكامل لينضم إلى الشركة.
أهداف الإستحواذات أصبحت معروفة، إما الإستهداف على منتج مشابه لمنتج تطوره الشركة وذلك للإستفادة من توحيد الجهود وتحسين المزايا، أو استحواذ على منتج قد يستفيد منه المنافس لو استحوذ عليه، أو الإستحواذ على منتج منافس حقيقي للشركة وبالتالي إبعادها عن الطريق.
قررت ماريسا أن وجهة ياهوو القادمة هي منصة الهواتف المحمولة والحواسب اللوحية لذا ركزت في إستثماراتها على الخدمات التي تدعم هذه المنصة. و فهمت من خبرتها في غوغل والتي تشتري شركة جديدة كل اسبوع تقريباً، أن هذه الشركات الناشئة الصغيرة ستكون محرك نمو ونقل الشركة إلى هذا القطاع الجديد، لاسيما بعدما أوضحت توجهها أنها ستكون شركة تكنولوجية وليست شركة إعلام أو ترفيه كما كانت بالفترة الأخيرة.
إن أكبر صفقة استحواذ قامت بها ياهوو كانت شراء Broadcast.com وهي خدمة راديو على الإنترنت وبلغت 5.7 مليار دولار وذلك في ابريل 1999، ومن بعدها كانت صفقة GeoCities لإنشاء مواقع الإنترنت الشخصية بسهولة بمبلغ 3.6 مليار دولار. ومن حينها حتى اليوم كل الصفقات كانت صغيرة و أغلبها تحت المليار دولار.
وجدت ياهوو أن شراء عدة شركات ناشئة بمبلغ 20 – 90 مليون دولار للواحدة أفضل و مجدي اقتصادياً ويحقق المنافع المطلوبة أكثر من شراء شركة كبيرة، ولعل تمبلر هي من أغلى الإستثمارات الأخيرة بمبلغ 1.1 مليار دولار.
وبالنظر إلى قائمة استحواذات ماريسا العشرين الأخيرة نجد أن لايقل عن 15 منها تستهدف منصة الأجهزة المتنقلة بمختلف المجالات كتصفح الإنترنت والشبكات الإجتماعية والألعاب والدردشة وغيرها.
والحقيقة أن ياهوو لديها رصيد كبير من الأموال يمكنها شراء الكثير من الشركات الناشئة الصغيرة محققة حلم الريادين الصغار بتنفيذ إستراتيجية الخروج الملائمة لهم و وضع بضع مئات ملايين الدولارات في جيوبهم، وهو ما ستستمر بفعله مع التوجه أكثر نحو شريحة المستخدمين الشباب الذين يعتبرون أكثر نشاطاً وهذا ما يعد أهم أسباب شراء تمبلر منصة التدوين ذات الروح الشبابية والتي وعدت بأن لا تخربها من خلال التدخل فيها.
ما ينقص ياهوو الآن هو العمل أكثر على تكامل خدماتها المختلفة مع بعضها، فمثلاً يجب زيادة مستوى التكامل ما بين فليكر و البريد الإلكتروني وكذلك موقعها الرئيسي و الخدمات الفرعية وهذا أمر لابد أن تفعله ماريسا لو أرادت تطبيق وصفة قوقل وهي تمشي عليها بالفعل الآن.
اقرأ أيضاً: استحواذات ياهوو لسنة (2012 – 2013) برعاية: ماريسا ماير