رفض الإستحواذ على Snapchat من طرف جوجل و الفيسبوك حكمة أم حماقة ؟
خلال الأيام الماضية ركز الإعلام العالمي و العربي أنظاره على مفاوضات بين إدارة شركة Snapchat و الفيسبوك حيث عرض هذا الأخير حوالي 3 مليارات دولار للإستحواذ على تلك الخدمة الصاعدة ليقول القائمين عليها كلمتهم و المحددة في لا .
نفس الأمر حدث أيضا في المفاوضات الجارية حينها بين الشركة نفسها و جوجل التي عرضت 4 مليارات دولار للإستحواذ عليها حتى و إن تفوقت في عرضها على غريمها الأزرق الفيسبوك .
أغلبية المتابعين و المتخصصين وصفوا الأمر بأنه حماقة كبيرة ، و البعض رأوا أن وراء القصتين طمع و جشع مؤسس Snapchat الشاب Evan Spiegel لبيع شركته بسعر أكبر بكثير مما عرضه العمالقة عليه.
حسنا دعونا من كل هذه الروايات و القصص الحزينة و لنحافظ على تفاؤلنا باتجاه ما يحدث الأن في السوق من منافسة تصب في صالحنا كمستخدمين ، لماذا لا نقرأ الأمر على أنه حكمة ؟ لماذا نصر على تسمية ذلك القرار الذي اتخده Evan Spiegel بالمدمر لخدمته و شركته ؟ أعتقد أن هذه القراءات لهذا القرار الجريء و الشجاع خاطئة و تفتقد للرؤية المتوازنة التي تأخد مصلحتنا جميعا باعتبارنا مستخدمين في أولى الأمور التي يجب علينا أن نكون مهتمين بها.
شخصيا لدي أدلة و براهين منطقية و واقعية تجعل رفض الإستحواذ على Snapchat من طرف جوجل و الفيسبوك حكمة عوض حماقة كما ادعى الكثيرين .
Snapchat عدو الفيسبوك و جوجل من حيث المبدأ “الخصوصية” :
من المعروف أن الفيسبوك عموما ينتهك خصوصيات المستخدمين بشكل علني و الجميع يعرف هذا و لعل تخزينه لرسائل الناس و المحادثات و البيانات المختلفة على خوادمه أخطر السلوكيات المزعجة حاليا لمليار مستخدم حول العالم ، الأمر نفسه يعاني منه مستخدمي خدمات جوجل المختلفة خصوصا تلك المتعلقة بشبكتها الإجتماعية و تطبيقات الدردشة الخاصة بها .
فيما Snapchat و بالرغم من كونه تطبيقا للدردشة إلا أنه يتفوق على الجميع بميزة إخفاء و حذف المحادثات التي تتم عليه ، و ايضا الصور التي يتم مشاركتها عليه و التي تعد المحتوى الأساسي التي يتم تبادلها بين المستخدمين عليه. و هذا ما يعني بالضبط أن المبدأ الذي تؤمن به شركة Snapchat مغاير تماما لما يؤمن به العمالقة الذين تورطوا في قضايا إنتهاك خصوصيات المستخدمين.
من الرائع أن تدير شركتك عوض أن تبيعها :
عندما يبيع Evan Spiegel شركته للفيسبوك أو جوجل أو ربما لشركة أخرى ، فعلى الأرجح لن يتمتع بالمميزات المتاحة له حاليا و منها تحكمه الكامل في خدمته و مستقبلها ، حتى و إن كان مسؤولا عن الخدمة بعد بيعها للفيسبوك أو جوجل لينتقل للعمل في إحدى تلك الشركتين .
أمثال Evan Spiegel يحب أن يكون مستقلا و أن يبني شركة خاصة به يمكنها أن تقود الشبكات الإجتماعية و خدمات الدردشة نحو الويب القادم الذي لن يكون فيه مكان للشركات و الخدمات التي لا تحترم خصوصيات المستخدمين ، و هذا ما تطرقت إليه سابقا في مقال بعنوان “الشبكات الاجتماعية و محركات البحث … في ويب المستقبل “
من الرائع أن تدير شركتك عوض أن تبيعها لشركة منافسة أخرى خصوصا إذا كانت ناجحة و لها مستقبل مبهر ، ستندم حثما في حالة قمت ببيعها و لو بأضعاف الرقم المعروض لأنه سيكون من الصعب عليك إعادة قصة نجاح بنفس الحجم و لعل في كل الشباب و الرجال الذين قاموا ببيع خدماتهم الناجحة أفضل الدروس القاسية.
يمكن لشركة Snapchat أن تجني 4 مليارات دولار في كل عامين من الخدمة :
من المعروف أن أرباح Snapchat لا تزال في الصفر حاليا ، خصوصا و أن القائمين عليها لم يتوصلوا بعد إلى حل جذري لكيفية الربح من خدمتهم التي وصل عدد مستخدميها إلى 100 مليون مستخدم حول العالم و الذين يرسلون 350 مليون رسالة ذاتية التدمير يوميا .
لكن في حالة توصلت لحل معين و هو ما سنراه يمكن لهذه الخدمة أن تجني 4 مليارات دولار في كل عامين للشركة خلال السنوات القليلة القادمة . و هو ما يعادل ما قامت جوجل بعرضه مقابل الإستحواذ عليها. و هذا ممكن من الإعلانات الغير المزعجة و المستهدفة.
الإستحواذ على Snapchat سيقتل المنافسة :
لا يعرف الكثيرين من المصفقين لصفقات إستحواذ الشركات العملاقة على الخدمات الناجحة و الصاعدة في مجالات التكنولوجيا و التقنية ، أن ذلك ليس في صالح المستخدمين و لا في حالة المنافسة التي تصب في صالح الجميع ، هذا يعني أن الإستحواذ على خدمة Snapchat سيقتل المنافسة في قطاع الدردشة المحافظة على خصوصيات المستخدمين و التي عجز أن يقدمها الفيسبوك بنفس الصورة حتى مع تطبيقه Poke الذي أطلقه لمنافسة تلك الخدمة و فشل في مهمته.
من المعلوم أن الكثير من الشركات العملاقة تقوم بتلك الصفقات لقتل المنافسين المحتملين في المستقبل ، و لعل Snapchat منافس مزعج لكل من جوجل و الفيسبوك وجب تطويعه لصالحهما أو قتله سريريا و هو ما يعد مأساة للمستخدمين أنفسهم.
خلاصة المقال :
من الحماقة أن يقوم الشاب الطموح Evan Spiegel ببيع شركته التي يؤمن أنها تقدم خدمة مميزة للعالم يمكن أن تكون أعظم في المستقبل القريب خصوصا و أن نموها لا يزال في الإتجاه الصحيح و قيمة شركته لا تزال تتصاعد بوثيرة جيدة ، و من الحكمة فعلا أن تتوصل شركته لطريقة غير مزعجة يمكن أن تربح من خلالها الملايين و المليارات من الدولارات خلال السنوات القادمة ، و على جوجل و الفيسبوك أن يتخليا عن طموحهما في هذا الإتجاه.
مقالات سابقة للكاتب “أمناي أفشكو”
كيف ستكون الهواتف الذكية في سنة 2014 ؟
4 نقاط مهمة تجعل شراء LG Nexus 5 خيارا حكيما الأن
مقارنة العمالقة الثلاتة HTC One ضد Sony Xperia Z1 ضد iPhone 5s
كيف نستغل قوة الشبكات الإجتماعية لإنجاح الشركات و مشاريع الويب و تحقيق الأهذاف المختلفة ؟
تحليلك قائم على كون الشركة محافظة على الخصوصية تماما وان المحتوى المنشور سوف يمحى ذاتيا وللابد، بينما الواقع يقول غير ذلك! هناك مواضيع تحدثت عن بقاء الملفات المرسلة بين المستخدمين، وهناك ايضا تطبيقات تقوم بتحميل الفيديو او الصور من سناب شات.
كما اني ارى اعجاب كبير من قبلك تجاه البرنامج وذلك بوصفك اياه “خدمة مميزة للعالم يمكن أن تكون أعظم في المستقبل القريب” رغم اني اراها خدمة فقاعية صاعدة مثلها مثل فيد و هيللو وغيرها من البرامج التي انتشرت سريعا وماتت سريعا.
لذلك اتوقع انه من الحماقة بيع التطبيق بهذا المبلغ الخرافي.
السلام عليكم ورحمة الله
تركزون دائما على بعض الأشياء وتنسون أشياء أخرى
الفايسبوك بعضمتها مداخيل الاعلانات لا تتجاوز 2 مليار سنويا فكيف ستجنيها السناب تشات في عام وهم لم يجدوا لحد الآن طريقة للدخل .
لقد رأينا الكثير من المشاريع والتطبيقات التي بدأت بانطلاقات قوية بل وأقوى من السناب تشات وتملك مستخدمين أضعاف هاذ التطبيق من أمثال الفايبر والواتساب ولكن قيمتها لم تصل لهذا المبلغ ، فأنت تتحدث عن 4 ملايير دولار ميكروسوفت اشترت اكثر من نصف نوكيا بهذا المبلغ أعتقد أن مؤسس التطبيق ليس أحمق ولكن جشع كثيرا والسبب في رفضه للعروض هو تهاطلها عليه والسبب في ضخامة كل تلك العروض من الفايسبوك وقوقل ليس من اجل التطبيق في حد ذاته وإنما حتى تمنع كل شركة الشركة الأخرى من الاستحواذ عليه ، يعني حكاية منافسة فلو كانت الفايسبوك وحدها في محاولة الاستحواد لما زادت عن المليار الاول فلسا ، وما قدمت عرض الثلاثة ملايير إلا لما علمت بمفاوضات قوقل والدليل جرى الحديث عن العرضين في ظرف اسبوع فقط ، ولا استبعد تورط مؤسس التطبيق في تسسريب أمور المفاوضات لكل شركة حتى يجعل الأمر أشبه بالمزاد ، وقوقل لو لم تدخل الفايسبوك وتقدم عرضها للإستحواذ عليه لما فكرت في العملية تماما حيث أن عرضها هو محاولة لإيقاف زحف عمليات الاستحواذ الناجحة التي بدأت الفياسبوك بالقيام بها خاصة الاستحواذ على الانستاغرام .
هناك البعض يقول ويعطى الأمثلة لترجيح وتبرير دعمه لخيار الرفض في اليوتيوب والذي اشترته قوقل بمليار دولار ويقول إنظر لقيمة اليوتيوب اليوم ، ولكنهم نسوا أو لم ينتبهوا أو لم يسألوا أنفسهم السؤال البسيط : هل كان ليصبح اليوتيوب بهذا الشكل لم لم تستحوذ عليه قوقل .
سنتكلم اي عن الموضوع من منضور اقتصادي بسيط ، لكل منتج في الاقتصاد دورة حياة منتج كما للإنسان تبدأ من الاكتشاف أو التطوير فالنمو حيث يكون المنتج جديدا وغير معروف فيبدأ باستقطاب الناس وهو حال السناب تشات اليوم فقد ظهر بمميزات وأفكار غير موجودة جعله تسحود على شريحة جيدة من المستخدمين وهي في تطور ونمو .
ليصل المنتج إلى مرحلة التشبع ، حيث يتوقف الاهتمام الزائد بالمنتج ويصبح منتج عادي في نظر الناس وليس بمنتوج مميز يرغب الجميع في امتلاكه وكما يظهر بعض الملل من المنتج وبعض السلبيات ولا اعتقد أن هذه المرحلة بعيدة على السناب تشات .
المرحلة الأخيرة هي مرحلة التقهقر حيث تظهر منتجات منافسة للمنتج ومشابه له وربما بخواص مطورة عن خواص المنتج الأصلي وهو في مقالنا هنا السناب تشات ، حيث ليس بمستبعد أن تظهر تطبيقات جديدة شبيهة به أو لها بعض خواصه أو مطورة عنه تصرف عن السناب تشات شريحة من المستخدمين (مثال الأيفون حيث ظهرت هواتف ذكية شبيه ومتطورة عنه أدت إلا تراجع حصته في سوق الهواتف الذكية ) فالمنافسة لا ترحم .
قصدت أكتب رد فكتبت مقال ، على العموم الرجاء تقبل راي المتواضع في الموضوع وتقبل احترامي أخي أمناي .
المبلغ المعروض يمكن أن يبني أربع مدن في عالما العربي السعيد بكامل بنيتها ، أعتقد من الحماقة عدم البيع بهذا المبلغ الفلكي .