مقالات

هل تهدد شبكات التواصل الإجتماعي الأمن القومي ؟!

r-EGYPT-FACEBOOK-REVOLUTION-large570

بالرغم من أن هذا الموضوع كان موضع نقاش خلال أحد جلسات مؤتمر الإعلام الخليجي في البحرين ووجدت الإجابات تباينا في الأراء حول ذلك ، لكني هنا وبعيدا عما قيل أريد أن أشير إلى عدة جوانب حول هذا الموضوع من وجهة نظر خاصة  ..

بداية قد يرى البعض أن هناك نوع من التهويل والتضخيم فيما يخص تأثير شبكات التواصل الإجتماعي ولكن في الحقيقة أن المشكلة هي ما قد يراه البعض من تقليل حجم وتأثير هذه الشبكات ، فلو أمعنا النظر في هذا النوع من الإعلام لوجدنا أن له تأثير سياسي وإجتماعي وإقتصادي كبير وقد تطور الأمر ليصبح إعلاما بديلا وصحافة جمهور بدلا من الصحافة التقليدية ..

 بالنسبة للتأثير السياسي فشبكات التواصل الإجتماعي اليوم تصنع رأيا إستباقيا في جميع القضايا وقد تقود هذه الأراء إلى ردة فعل إستباقية أيضا وقد رأينا كيف أن شبكات التواصل الإجتماعي ساهمت بصورة كبيرة في إسقاط أنظمة كانت مستقرة لأكثر من 20 عاما ..

أما بالنسبة للجانب الإقتصادي فمن الواضح جدا توجه الحملات الإعلامية نحو هذه الشبكات والإبتعاد عن الإعلام التقليدي ، وكذلك تأثير إطلاق الإشاعات الإقتصادية على هذه الشبكات على أكبر إقتصاديات العالم ..

إجتماعيا ساعدت شبكات التواصل الإجتماعي في تكوين معظم المبادرات الإجتماعية سواءا كانت محلية أو عالمية ، كل هذا وأكثر .. ومن الأجدر أن نقول أن شبكات التواصل الإجتماعي هي من تقود التغيير بمعناه الشامل الآن سواءا إقتصاديا أو أوسياسيا أو إجتماعيا ..

عندما نتحدث عن تهديد الأمن القومي بالطبع نتحدث عن ذلك إقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا .. هكذا يبدو ، ولكن في الوطن العربي سيظل موضع النقاش هو الجانب السياسي بسبب تغير خريطة العالم العربي بعد التقلبات السياسية التي شهدتها المنطقة والتي ساهمت فيها شبكات التواصل الإجتماعي أو الإعلام الجديد بشكل كبير كما ذكرنا سابقا ، ولكن قبل وصف شبكات التواصل الإجتماعي بأنها تمثل مهدد للأمن القومي لابد أن نتحدث أولا عن أسباب التحول نحو الإعلام البديل ، هناك الكثير من الأسباب ولكن أحد أهم هذه الأسباب هي الحرية المطلقة التي تكفلها الإنترنت اليوم رغم المحاولات اليائسة لتقييدها حيث لم يجد المواطن بديلا إلا الإنترنت والشبكات الإجتماعية لنقل قضاياه والبحث عن المعلومات التي توفرها شبكات التواصل الإجتماعي من قلب الحدث بالصوت والصورة والتي عجز الإعلام التقليدي عن نشرها إما بسبب الرقابة التي تحظر أحيانا صدور بعض وسائل الإعلام التقليدي أو بسبب الأفضلية التي توفرها الإنترنت لهذا النوع من الإعلام ، إن عدم مصداقية الإعلام التقليدي وعدم حيادته أحيانا في نقل المعلومة هو أحد الأسباب أيضا التي أدت إلى هذا التوجه نحو إستخدام شبكات التواصل الإجتماعي  ..

كما ذكرنا فإن شبكات التواصل الإجتماعي قد ساهمت في صناعة ثورات الربيع العربي ويكمن التهديد الأساسي في هذه الشبكات هو أنه من الصعب جدا السيطرة على هذا النوع من الإعلام أو على ما ينشر فيه مهما كانت الأسباب أو الوسائل المستخدمة وأيضا في تكوين شبكات التواصل الإجتماعي للرأي العام وقد تصبح الحكومات مستقبلا دون صحافة تدعمها إذا إعتمدت على وسائل الإعلام التقليدي ..

لا يكمن الحل في وضع قوانين وتشريعات جديدة تقيد هذا التوجه ( كما كان مقترحا ) بل في مواكبة الحكومات لهذا النوع من الإعلام والغريب أن دول الخليج والتي تناقش هذه القضية هي من بادرت عربيا إلى هذا التوجه ليس على مستوى الصحافة بل على مستوى مسؤولي الدولة والمؤسسات الرسمية في إستخدام شبكات التواصل الإجتماعي وهذا ما صنع نوعا من التوازن بين مستخدمي هذه الشبكات والمؤسسات الرسمية على هذه الشبكات .. كان الأحرى أن تناقش هذه المواضيع لدى دول عربية لم تبادر مؤسساتها الرسمية بعد إلى إستخدام شبكات التواصل الإجتماعي ، حتى أنها لا تملك صحف إلكترونية توازي الصحافة التقليدية التي تنتجها ..

إذا هل تهدد شبكات التواصل الإجتماعي الأمن القومي ؟

حسب رأيي الشخصي كل ما قد ينتج مستقبلا على الإنترنت ومن تقنيات حديثة قد تمثل تهديدا للأمن القومي وهذا لا يقتصر على شبكات التواصل الإجتماعي فقط .. يمكننا شيطنة الإنترنت بل يمكننا شيطنة الهاتف وقد حدث ذلك بالفعل من قبل .. يمكننا ان نجد مبررا لكل ما نعتقده ، هناك تأثير؟ نعم ، هناك تهديد أمني ؟ تجربة الإمارات في دخولها لشبكات التواصل الإجتماعي عبر مؤسساتها الرسمية بصورة فعالة هي النظرة إلى نصف الكأس الممتلىء من هذه القضية والنصف الآخر هو ما يراه البعض تهديدا أمنيا .

مصدر الصورة 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. للأسف، مقال فارغ من أي اضافة على القارئ! مع ضخامة العنوان والموضوع.

    كم تمنيت فعلا ان يكون مليء بدراسات وإحصاءات ونماذج دولية وعربية تكون مرجعًا لكل مهتم بعالم التقنية.

    أحب “عالم التقنية” ومن معجبيه منذ سنين، وأكره أن يظهر بمثل هذه الصورة الفارغة. -اعذروني على قسوة العبارات، لكنها نتيجة حرية الشبكات الاجتماعية- ^_^

  2. استبق شبكات التواصل الاجتماعي الأحداث في نشر اخبار الجوادث والقضايا لم تستكمل الحقيق لدى الجهات الرسمية وتزود السحق موضوع المصداقية والمصادر الأخرى فير المسودة بمعلومات معظمها للاما للواقع بصلة ويدث تضارب في نق المعلومات ال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى