لماذا لا نتوجه بريادة الأعمال نحو طلاب المؤسسات التعليمية المتوسطة ؟
هناك فئات في المجتمع العربي قد لا نتطرق إلى إستهدافها حاليا عندما نتحدث عن ريادة الأعمال وقد يكون ذلك بسبب تركيزنا الدائم على عنصر الشباب وخاصة خريجي الجامعات ، وحقيقة لا أعلم لماذا يتم الربط دائما بين ترك الوظيفة وريادة الأعمال ؟!! ليس من الضروري أن يكون رائد الأعمال موظفا قبل أن يتحول إلى هذا النهج .
قطاع الطلاب هو أحد القطاعات التي يجب إستهدافها والإهتمام بها لزرع قيم وروح المبادرة والإبتكار والتفكير وتعليم مفاهيم ريادة الأعمال من تخطيط ومخاطرة وتجارب ، وأخص هنا بالحديث طلاب المراحل الأولية والمتوسطة في السلم التعليمي ، هناك الكثير من التجارب الناجحة بهذا الصدد وهناك الكثير من الأسباب التي تدعونا للإهتمام بهذه الفئة من رواد الأعمال وهنا بعض هذه الأسباب :
1- إعداد جيد لرواد المستقبل :
- الريادي الصغير صاحب العشر سنوات مشاري راكان العيدي بعد ان تلقى توجيها من والده راكان العيدي ( العضو المنتدب والمؤسس لإنديفور السعودية والتي تعمل على تنمية الأعمال الناشئة والإهتمام برواد الأعمال ) حصل على ما يقارب الـ 500 ريال من خلال بيع ألعابه المستعمله !!
- ريتشارد برانسون الذي بدأ أول عمل له في السادسة عشر من عمره وأصبح مليونيرا في الرابعة والعشرين من عمره كما تحدث عنه ديس ديرلاف في كتابه عن إمبراطوية ” فيرجن ” إستطاع أن يصبح من أشهر رواد الأعمال على مستوى العالم ..
مع الإعداد والتدريب الجيد يمكننا أن نرى طلاب اليوم هم رواد المستقبل بمشاريع حقيقية ( لها أثر إقتصادي ) تدعم الإقتصاد المحلي ، اليوم قد لا تمثل ريادة الأعمال في العالم العربي دعما حقيقيا للإقتصاد المحلي ولكن سوف تكون كذلك مستقبلا مع إزدياد أعداد رواد الأعمال بالإضافة إلى الإنتقال إلى مرحلة أكثر نضوجا في إنتاج المشاريع خاصة التقنية منها مع تطور البنية التقنية في الدول العربية .. لذلك .. لماذا لا نقوم بإعدادهم مبكرا ؟ّ!
2- ليس هناك ما يخسرونه :
قد لا يحمل الطالب بعض تلك المشاكل الإجتماعية والنفسية التي نمتلكها نحن اليوم مثل العطالة والخوف من فقدان الوظيفة ، رعاية الأسرة والإلتزامات الشخصية تجاه آخرين .. وهنا من السهل جدا تكرار التجربة الريادية أكثر من مرة دون الخوف من الوقوع في الخطأ أو فشل الفكرة أو المشروع ، وهو الأمر الذي قد يلقي بأثاره السالبة على رواد أعمال يواجهون تلك المشاكل الإجتماعية والتي تمنعهم أحيانا من المخاطرة .
3- البيئة المدرسية جيدة للإبتكار وإطلاق المبادرات :
- بيير أميديار مؤسس إيباي eBay عندما كان طالبا في المراحل المتوسطه من السلم التعليمي قام ببرمجة تطبيق لتنظيم بيانات مكتبة المدرسة وقد كانت تلك أول خدمة يقدمها أميديار بمقابل مادي ( مصدر ) ..
- نيك دالويزيو الذي يبلغ من العمر 17 عاما مؤسس تطبيق Summly والذي إستحوذت عليه ياهو مقابل 30 مليون دولار كانت فكرة التطبيق الأولية والتي كانت تراود هذا المراهق هي تلخيص نتائج البحث على الإنترنت عند بحثه لمصادر ومقالات أثناء أدائه لواجبه المنزلي .
البيئة المدرسية عادة ما تساهم في زيادة درجة التنافس بين الطلاب وهذا ما يحفز الطلاب على التفكير ومشاركة تلك الأفكار وتكوين فرق العمل كما هو الحال في النشاط الطلابي ومن السهل جدا تضمين ثقافة ريادة الأعمال ضمن النشاط الطلابي وعمل مسابقات خاصة بإيجاد أفكار وتطويرها حسب ما يتناسب مع أعمار هؤلاء الطلاب بصورة مبسطة ودون أي تعقيد ، الأمر لا يحتاج إلى إمكانيات مذهلة !! فقط يمكننا نسخ تجربة معرض العلوم في تلك المؤسسات التعليمية لعرض الأفكار والمشاريع الريادية .
أدرك تماما تلك العبارة .. ” ريادة الأعمال ليست للجميع ” هذا هو المفهوم السائد وربما تكون الحقيقة كذلك ولكن ما المانع من وجود قيم وصفات المبادريين لدى هؤلاء الطلاب ؟
ربما نرى رائد أعمال واحد من أصل ألف طالب ولكن من المهم غرس قيم وصفات المبادريين لدى هؤلاء الطلاب والتي تنمي الجانب الإبداعي لديهم ، هكذا سنرى رائد أعمال وألف طالب يتحلون بصفات رواد الأعمال ويمكنكم توقع النتيجة .
مكتبة الكترونية : http://hruf.net/
مكتبـــة الكتــــرونــيـة http://hruf.net