غارتنر: 102 مليار تطبيق سيتم تحميله خلال العام الحالي
تشير أغلب التوصيات الصادرة عن الشركات المصنعة والناشطة في مجال الموبايل إلى ضرورة زيادة توجه العالم اليوم نحو تبني التقنيات الحديثة بشكل عام والهواتف الذكية بشكل خاص، ويتعزز هذا الرأي بشكل واضح مع التطور الذي أصبح واضحاً على مستوى تطبيقات الموبايل خصوصا مع تعدد وظائفها وتعقدها وبالتالي يعتبر هذا الدافع الأول نحو زيادة إستخدام الهواتف الذكية في حد ذاتها وفي العديد من المجالات.
من جانب مقابل أصدرت مؤسسة غارتنر (Gartner) للأبحاث والبيانات الدولية تقريراً قدمت فيه أرقاماً عن تطبيقات الموبايل وإيراداتها وتوقعات الزيادة في إستخدامها على الصعيد العالمي. التقرير نوجزه في النقاط التالية:
قوقل و أبل…أكبر المستفيدين
تشيرأرقام التقرير إلى أن تنزيلات تطبيقات الموبايل ستبلغ في مجملها خلال هذا العام 102 مليار تطبيق محمّل، ستكون فيها الحصة الأكبر من ذلك لكل من متجر أبل (آب ستور) وقوقل (قوقل بلاي)، وبنسبة إجمالية تبلع 90 بالمئة. في حين تبقى نسبة 10 بالمئة موزعة بين المنافيسن الآخرين.
كما أن العائدات العالمية من تطبيقات الموبايل ستبلغ خلال هذا العام قيمة 26 مليار دولار، وهذا في الوقت الذي يتوقع فيه مستقبلاً أن تنمو قيمة العائدات السنوية لتطبيقات الموبايل بشكل أكبر من مجموع التنزيلات. من جهة أخرى يمكن التأكيد على أن مجموع التطبيقات التي يتم تحميلها على المستوى العالمي تفوق مبيعات الهواتف الذكية بشكل كبير.
تطبيقات مجانية أكثر
يمكن تصنيف وجود التطبيقات المجانية من عدمها بالشكل المتفاوت ضمن أهم العوامل التي تحدد قرار المستخدم في توجهه نحو تبني منصة تشغيل معينة، لكن الشيء الملاحظ الذي يركز عليه تقرير غارتنر هو أن غالبية التطبيقات التي تتوفر بصورة أكبر في جميع أنظمة التشغيل الخاصة بالهواتف الذكية هي تطبيقات مجانية. وتبرز الأرقام أن مجموع التطبيقات المجانية التي يتوقع تحميلها في العام الحالي ستصل إلى ما يقارب 83 مليار تطبيق، أي ما يعادل نسبة 91 بالمئة من جميع التنزيلات. لكن كل هذا لا يمنع من القول أن التطبيقات المدفوعة تنمو هي الأخرى بشكل ملحوظ خصوصاً وأنها تمثل مصدر أرباح مهم بالنسبة للمطورين، حيث يتوقع أن تكون مسؤولة خلال هذا العام عن نسبة 17 بالمئة من الإيرادات أي ما يعادل قيمة 4 مليار دولار كعائد سنوي، ليتوقع بعدها إرتفاع نسبة إيرادات هذه التطبيقات إلى حدود 48 بالمئة أي 37 مليار دولار بحلول العام 2017 .
تطبيقات مدفوعة مع تجربة أفضل
على الرغم من أن توجهات الغالبية من المستخدمين تكون نحو التطبيقات المجانية، إلا أن هذا لا يمنع من أن التطبيقات المدفوعة تتمتع هي الأخرى بشعبية كبيرة، حيث يقول Brian Blau مدير الأبحاث والمحلل في شركة غارتنر :
نحن نرى حقيقة دفع المستخدمين للأموال من أجل الحصول على التطبيقات، كما أنهم على استعداد تام لإنفاق أكثر مقابل تمتعهم بتجربة أفضل، ونتيجة لهذا فإننا نعتقد أن التطبيقات المدفوعة ستبقى ذات أهمية أكبر بالنسبة للجميع كونها توفر أداءاً مختلفاً، كما أن المطورين يحاولون كسب عائدات أكبر من خلال تقديمهم لتصميمات وتجارب مميزة في التطبيق.
هذا وتبقى الإعلانات من بين أهم الوسائل التي يجري اعتمادها من قبل مطوري التطبيقات، حيث يتوقع لها أن تحقق قيمة 1.85 مليار دولار كعائدات سنوية خلال هذا العام. وتكشف غارتنر أن نسبة التطبيقات المجانية التي تعتمد على عنصر الإعلان ستنخفض من 88 بالمئة خلال العام الحالي إلى 86 بالمئة مع حلول العام 2017، وهذا نتيجة لكون أن الإعلانات داخل التطبيقات لم تعد تستهدف الجماهير بالشكل المطلوب، إضافة إلى أن مستوى أسعار التطبيقات المدفوعة التي تقدم في مجملها مميزات أفضل عن التطبيقات المجانية يبقى معقولاً، حيث وصل متوسط الأسعار لتلك التطبيقات في العام الحالي مثلاً إلى 2 دولار فقط.
تبقى إحتياجات المستخدمين لتطبيقات معينة في الأخير هي من تحدد كيفية تسعير المطورين لتطبيقاتهم غلى المتجر، أما بخصوص للتطبيقات المجانية فإنها لا تزال تحتل النسبة الأكبر من مجمل التطبيقات، بحيث تمثل 60 بالمئة من التطبيقات على آب ستور، و80 بالمئة على قوقل بلاي.
إنخفاض معدلات التحميل الشهرية
على الرغم من أن اكبر المبيعات ترجع للهواتف الذكية التي تشتغل بنظام أندرويد، إلا أنه ووفقا لبيانات شركة Distimo للبحوث فإن شركة أبل ومن خلال نظام تشغيلها iOS تبقى هي من تمتلك أكبر العائدات من التطبيقات. هذا وتحاول أبل من خلال إطلاق إصدار iOS 7 جلب اهتمام الكثير من المستخدمين نحو نظام تشغيلها الجديد والذي تمت إعادة تصميمه بشكل مختلف عن الإصدارات السابقة، إضافة إلى قيامها بطرح هاتف آيفون 5 سي وآيفون 5 اس الجديدين في السوق.
من ناحية أخرى، يتوقع أن ينخفض متوسط التنزيلات الشهرية الخاصة بالتطبيقات في كل من نظام أندرويد وiOS على حد سواء، بحيث سينخفض في الأول من 6.2 تطبيق في 2013 إلى 5.8 في العام 2017، في حين يشهد النظام الثاني انخفاضاً من 4.9 تطبيق في العام 2013 إلى 3.9 تطبيق في العام 2017 على التوالي.
خلاصة
يمكن إرجاع التوجه الكبير نحو إستخدام الهواتف الذكية اليوم إلى التطور الحاصل على مستوى أنظمة تشغيلها بشكل عام وتطبيقاتها بشكل خاص، ففي الوقت الذي سمحت فيه هذه التطبيقات بتعدد أوجه إستعمال الهواتف الذكية، إضافة إلى تقديمها للكثير من الحلول واتاحها للعديد من فرص العمل ومجالات الإستثمار امام الشركات والمطورين، فإن غارتنر ترى أن دور تطبيقات الموبايل سيتعزز أكثر، كما ستشهد مستقبلا زيادة أكبر عن السابق سواء في انتاجها أو استخدامها.