الأخبارمقالات

الهوية والحدود الجغرافية لا تصنع واديا للسيلكون !

Silicon Valley

في محاولة لفهم ريادة الأعمال بصورة أعمق مما هو عليه الأمر الآن لابد أن نعلم أن ريادة الأعمال لا تعترف بالحدود الجغرافية وتتخطى مفهوم الهوية أو الجنسية فإذا نظرنا إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية لوجدنا أن هناك مجموعة كبيرة من المهاجرين ساعدوا في بناء شركات ومؤسسات ناشئة أدت إلى تقدم مسيرة ريادة الأعمال وترويج ثقافتها وساعدت كذلك في تنمية تلك الإقتصاديات وتطويرها ومن بين هؤلاء المهاجرين عقول عربية هاجرت لتؤسس لتجارب ناجحة في الهجرة وإنشاء الأعمال الخاصة في ظروف مختلفة ومحفزة وأخرى ساهموا في تكوينها ومن الحقائق التي لايمكن إنكارها أن الولايات المتحدة من أكثر الدول إستقطابا للكفاءات والعقول المهاجرة وقد إستفادت إقتصاديا من ذلك مع ما قدمته من تسهيلات للهجرة من فترة مبكرة .

أحد الأسباب الهامة للنجاح الديناميكي لإقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية يكمن في الطرق الجديدة في رؤية الأمور والأساليب الجديدة في التفكير التي أتى بها المهاجرون من جميع أنحاء  العالم ” * 

 سكوت إي بايج

أ. العلوم السياسية والإقتصاد في جامعة ميشيغن

* نقلا عن إصدارة مكتب الإعلام الخارجي التابعة للخارجية الامريكية للعام 2008

أريد أن أصل عبر هذه المقدمة البسيطة إلى نقطة مهمة تمثل عقبة أمام تطور البيئة الريادية في العالم العربي وهي الإلتزام بالحدود الجغرافية والهوية أو الجنسية في ريادة الأعمال بالنسبة للعالم العربي والإجرءات المترتبة على ذلك ، مجموعة من دول العالم العربي اليوم وعلى رأسها دول الخليج العربي ” ووجه المقارنة يختلف حسب إختلاف المعطيات ” تمثل مناطق خصبة لإطلاق المشاريع الخاصة مع وجود بنية تحتية جيدة للتقنية وريادة الأعمال فقد شهدنا مؤخرا الكثير من حاضنات الأعمال والعديد من المشاريع بالإضافة إلى عمليات الإستثمار والإستحواذ ولكن ما زال ينقصها الكثير حسب بعض الخبراء والمبادرين ..

لكن في سبيل تطوير هذه البيئة نحو الأفضل بالخروج عن المألوف ؟ ماذا لو قمنا بفتح أبواب حاضنات الأعمال العربية المؤهلة لتستوعب جميع رواد الأعمال من مختلف الجنسيات سواءا كانت عربية أم لا ؟ ماذا لو تم بناء هيئات ومؤسسات حكومية لتسهيل الإجراءات بالنسبة لهؤلاء ؟ ماذا لو تم تخصيص فيزا خاصة برواد الأعمال في العالم العربي ؟ ماذا لو تم فتح باب الإستثمار في المشاريع والشركات الناشئة للجميع وبقيود إجرائية بسيطة ؟ لماذا لا يتم منح الجنسية لبعض رواد الأعمال أصحاب المشاريع المتميزة والتي قد تساهم في نهضة الإقتصاد المحلي وإعتمادهم كمواطنين مثلما يحدث في بعض مجالات الرياضة والخبرات النادرة ؟!! … إلخ

” أثبت المهاجرون بنسبة عالية أنهم من أصحاب المبادرات في الأعمال ، فمن العام 1995 وحتى العام 2005 تضمن أكثر من ربع شركات ” التقنيات العالية ” التي تم إنشاؤها مهاجرين ضمن قياداتها ، ووظفت هذه الشركات ما يقارب نصف مليون عامل ، وحققت أرباحا تزيد عن 5 مليارات دولار ومن بين هذه الشركات نذكر إنتل ، غوغل ، ياهوو ، صن ، إي باي ” *

إصدارة مكتب الإعلام الخارجي التابعة للخارجية الامريكية للعام 2008

ملاحظه : حجم هذه الأرباح اليوم أضخم بكثير مما ذكر وأعداد المهاجرين والشركات التي تم تأسيسها عن طريقهم كذلك 

الذهاب لوادي السيلكون وبدء مشروعك الخاص قد يمثل حلما خاصة وأن وادي السيلكون مرحلة متقدمة جدا عن ما نحن فيه الآن ولكن إن لم يكن بمقدورنا الذهاب إلى هناك لماذا لا نصنع نموذجا خاصا بنا مع وجود كل تلك الإمكانيات في ظل حوجة حقيقية لريادة الأعمال التقنية والتجارية و .. وخاصة في ظل أزمات إقتصادية كبيرة يمكن أن تساهم في حلها شركات ناشئة عالمية من خلال وجودها في مناطق مختلفة من العالم العربي ؟!

تطبيق نموذج الهجرة كما هو الحال في الولايات المتحدة هو أمر مستبعد حاليا وكذلك الأمر بالنسبة لمنح الجنسية ولكن فتح الباب أمام رواد الاعمال مهما كانت جنسيتهم هو ما يمكن تحقيقه وهو ما يصنع واديا للسيلكون في المنطقة العربية فليس من المنطق أن تنادي بتطوير ريادة الأعمال في المنطقة ثم تفاجئ الجميع بصعوبة الإجراءات وتضع قيودا لذلك ، إن الإهتمام بالمبدعين ورواد الأعمال والدعوة إلى الإستثمار داخل حدود القطر الضيقة لا تصنع واديا للسيلكون ولا تساهم في تطوير ثقافة ريادة الاعمال في المنطقة وسيكون السبق في المستقبل لتلك الدول العربية التي تبني بيئتها على أساس إستيعاب رواد أعمال ودعوة مستثمرين من جميع أنحاء العالم بدون قيود تعرقل تلك العملية وعندها يمكنك تخيل نوع المنافسة والإبداع والإبتكار الذي قد ينتج عن هذه المنافسة والطفرة والحراك الإقتصادي الكبير الذي قد يحدث وفقا لهذه النظرية .

‫3 تعليقات

  1. في العالم العربي وبالذات بمنطقة الخليج هناك من يسعى لتحطيم العقول المفكرة المبتكرة
    واستبدالها بعقول عقيمة مستهلكة.
    وهذا سبب هجرة البعض ولو قلنا الاغلبية الى الدول المتقدمة لاستثمار افكارهم واختراعاتهم.

  2. لما قريت العنوان ظنيته تعليق على تدوينة

    صعيدي جيكس : نسعى لإنشاء “وادي السيلكون” في صعيد مصر

  3. مقال رائع و هي دعوة لصناعة وادي السيلكون في الدول العربية

    في الامارات هنااك “مدبنة دبي للانرتت ” بها كبري الشركات التقنية العالمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى